التجارة الخارجية للصين تظهر زخما تصاعديا أكثر وضوحا

على الرغم من تباطؤ التجارة العالمية منذ بداية العام، شهدت الصين استقرارا في عمليات الواردات والصادرات، مع تراكم متزايد للعوامل الإيجابية.

وفي الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، ارتفع إجمالي واردات وصادرات البلاد من السلع بنسبة 0.03 في المائة على أساس سنوي إلى 34.32 تريليون يوان (حوالي 4.78 تريليون دولار أمريكي)، على عكس انخفاض بنسبة 0.2 في المائة في الأرباع الثلاثة الأولى، وفقا لما أظهرته البيانات الرسمية يوم الثلاثاء الماضي.

ونمت الصادرات بنسبة 0.4 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 19.55 تريليون يوان في الفترة من يناير إلى أكتوبر، في حين انخفضت الواردات بنسبة 0.5 في المائة عن العام السابق إلى 14.77 تريليون يوان، وفقا للهيئة العامة للجمارك.

كما أظهرت البيانات الشهرية تحسنا. ففي أكتوبر وحده، ارتفعت التجارة الخارجية للبلاد بنسبة 0.9 في المائة عن العام السابق لتصل إلى 3.54 تريليون يوان، منهية بذلك سلسلة الانخفاضات التي استمرت أربعة أشهر، وفقا للبيانات.

هذا وتقلصت صادرات البلاد بنسبة 3.1 في المائة على أساس سنوي الشهر الماضي، في حين ارتفعت الواردات بنسبة 6.4 في المائة، وكان معدل النمو أسرع بنسبة 7.3 نقطة مئوية من ذلك في سبتمبر.

وفي أكتوبر، انكمش الفائض التجاري للصين بنسبة 27.9 في المائة على أساس سنوي إلى 405.47 مليار يوان، وفقا للبيانات.

وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، ظلت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أكبر شريك تجاري للصين. وارتفعت تجارة الصين مع دول الآسيان بنسبة 0.9 في المائة على أساس سنوي إلى 5.23 تريليون يوان، وهو ما يمثل 15.2 في المائة من إجمالي القيمة التجارية للبلاد.

وتراجعت تجارة الصين مع الاتحاد الأوروبي بنسبة 1.6 في المائة عن العام السابق، في حين انخفضت تجارتها مع الولايات المتحدة بنسبة 7.6 في المائة على أساس سنوي خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر.

وسجلت تجارة البلاد مع خمس دول في آسيا الوسطى نموا قويا، حيث ارتفعت بنسبة 34.8 في المائة على أساس سنوي، في حين ارتفعت تجارتها مع الدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" بنسبة 3.2 في المائة على أساس سنوي.

وفي الفترة من يناير إلى أكتوبر، زادت واردات وصادرات الشركات الخاصة بنسبة 6.2 في المائة لتصل إلى 18.24 تريليون يوان، وهو ما يمثل 53.1 في المائة من إجمالي البلاد.

وأظهر تحليل البيانات أن صادرات الصين من الآلات والمنتجات الإلكترونية، التي تمثل 58.5 في المائة من إجمالي الصادرات، زادت بنسبة 2.8 في المائة خلال هذه الفترة.

وظلت صادرات السيارات نقطة مضيئة، حيث ارتفعت قيمة صادرات السيارات بنسبة 88.5 في المائة عن العام السابق خلال الأشهر العشرة الأولى.

ووسط الانتعاش الاقتصادي العالمي البطيء، أظهرت صادرات الصين مرونة قوية، حسبما قال تشو هاي بين، كبير الاقتصاديين الصينيين في "جي. بي. مورغان".

أشار تشو إلى أنه من ناحية، ساعد تنويع وجهات التصدير على استقرار التجارة الخارجية. ومن ناحية أخرى، ارتفعت صادرات السيارات بسرعة وأظهرت صادرات المنتجات الإلكترونية أيضا اتجاها سريعا للتعافي.

وارتفع حجم واردات الصين من النفط الخام بنسبة 14.4 في المائة خلال الفترة المذكورة، في حين ارتفع حجم واردات خام الحديد بنسبة 6.5 في المائة.

وقال تشو ماو هوا، محلل في بنك "إيفربرايت" الصيني، إن التجارة الخارجية للصين أظهرت تحسنا في الهيكل ومرونة ملحوظة، مشيرا إلى أنه مع تزامن الأشهر القليلة المقبلة مع ذروة موسم التسوق في الدول الأجنبية، من المتوقع أن تتعزز صادرات الصين.

وأضاف تشو أن واردات البلاد تحتاج إلى مزيد من التحسين، حيث لا يزال هناك مجال لتعافي الطلب المحلي.

وأعربت الصين عن التزامها بتقاسم فرصها في السوق وتعهدت بتوسيع الواردات بنشاط وتنفيذ قوائم سلبية لتجارة الخدمات عبر الحدود ومواصلة الجهود لتيسير الوصول إلى الأسواق.

ومن جانبها، قالت شو جيويه تينغ، المتحدثة باسم وزارة التجارة "لدينا الثقة لمواصلة تعزيز الزخم الجيد في الربع الرابع وتحقيق هدف العام بأكمله في تحقيق الاستقرار وتحسين جودة التجارة الخارجية". 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق