"يعتبر موقف الصين تجاه القضية الفلسطينية منصفا وعادلا على الدوام، ما يلقى اهتماما كبيرا وتقديرا عاليا من الدول العربية والإسلامية، ويعلق الناس آمالا كبيرة على أن تؤدي الصين دورا إيجابيا أكبر."
أدلى كمال جاب الله، كاتب عمود في صحيفة الأهرام المصرية بهذه التصريحات أثناء تعليقه على كلمة ألقاها الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء (21 نوفمبر) في قمة بريكس الافتراضية الاستثنائية بشأن القضية الفلسطينية-الإسرائيلية.
ودعا شي في كلمته مختلف الأطراف إلى وقف جميع أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين، وإطلاق سراح المعتقلين المدنيين، وتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح ومعاناة السكان، مؤكدا ضرورة الحفاظ على الممرات الإنسانية آمنة وبدون عوائق وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة، لافتا إلى أن الطريق الوحيد لكسر دائرة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يكمن في حل الدولتين، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة.
وتعتبر دعوة شي إشارة إلى الاتجاه نحو تسوية فعالة للقضية الفلسطينية – الإسرائيلية، نظرا لأنها تحقق التوفيق بين المصالح الفورية والطويلة الأجل للأطراف المعنية.
على الرغم من أن الصين بعيدة عن الشرق الأوسط، إلا أنها لم تكن أبدا متفرجة على شؤون المنطقة. هذا لأن الصينيين يحبون السلام ويعارضون العنف ويدعون دائما للعدالة ويلتزمون بهذا المبدأ في الأفعال. فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية، على عكس السياسة الأمريكية التي تنحاز إلى طرف واحد، لا تنحاز الصين إلى أي طرف، بل تقف دائما إلى جانب الإنصاف والعدالة، لأنه ليست للصين مصالح أنانية.
وعلاوة على ذلك، تستمر الجهود التي تبذلها الصين لتعزيز محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ما دامت الجولة الحالية من الصراع قائمة. وقد قدمت مليونَيْ دولار من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى قطاع غزة من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالات الأمم المتحدة، و15 مليون يوان من المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات الإنسانية الطارئة إلى قطاع غزة عبر مصر، كما تعهدت بمواصلة تقديم المساعدات المادية وفقا لاحتياجات شعب غزة.
وبدأت الصين تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي منذ أول شهر نوفمبر الجاري، حيث دفعت مجلس الأمن إلى تبني القرار 2712 بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية في الـ15 من هذا الشهر. وهذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها مجلس الأمن قرارا ذا صلة منذ اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو أيضا أول قرار يتخذه مجلس الأمن بشأن القضية منذ سبع سنوات. قد بذلت الصين جهودا جبارة لتحقيق هذه الغاية، ما أظهر التزامها النشط بمسؤوليتها كبلد رئيسي في العالم وأثبت مرة أخرى أنها كانت دائما بانية للسلام العالمي ومدافعة عن النظام الدولي.