"رأيت الآلاف من طواحين الهواء والألواح الشمسية وأجهزة تخزين الطاقة، والخطوط العالية على طول الطرق التي تنقل الكهرباء المولدة منها إلى بكين. إن الجهود التي تبذلها الصين لمكافحة تغير المناخ أعجبتني كثيرا. " وفقا لما قاله نيل بوش مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة بوش الصينية لمراسل مجموعة الصين للإعلام مؤخرا.
وحتى نهاية سبتمبر من هذا العام، احتلت قدرة طاقة الرياح المركبة حديثا في الصين المرتبة الأولى في العالم لمدة 14 عاما متتاليا ونالت القدرة المركبة التراكمية فيها المركز الأول على المستوى العالمي لمدة 13 عاما متتاليا، وهو ما يمثل أكثر من نصف السوق العالمية. في الوقت الحاضر، يوجد ما يقرب من نصف القدرة العالمية لتوليد الطاقة الكهروضوئية المركبة في الصين، وتسير أكثر من نصف مركبات الطاقة الجديدة للعالم في الطرق الصينية، فضلا عن ربع مساحة زرع الأشجار الجديدة عالميا في الصين.
من خلال هذه البيانات، ليس من الصعب فهم سبب جذب مساهمة الصين انتباه الجميع في المؤتمر السنوي الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي يعقد حاليا في دبي.
كانت الصين باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم قد اضطلعت بدور رئيسي في تعزيز إبرام اتفاقية باريس ودخولها حيز التنفيذ، وتبذل جهودها الدؤوبة لتحقيق أهداف طويلة الأجل، كما تعمل بنشاط على تعزيز إدارة المناخ العالمي وتقدم الدعم والمساعدة للبلدان النامية الأخرى من خلال التعاون فيما بين بلدان الجنوب، حيث وقعت 46 وثيقة مع 39 دولة نامية بشأن التعاون فيما بين بلدان الجنوب في مجال مواجهة تغير المناخ بحلول نهاية يونيو من هذا العام.
من المؤكد أن الصين ستواصل أداء دورها في مكافحة التغير المناخي. ومع ذلك، وفي مواجهة تحدي تغير المناخ، لا يكفي الاعتماد على جهود عدد قليل من البلدان، ومن الضروري ممارسة تعددية الأطراف والتقيد بمسؤوليات مشتركة ولكن متباينة عن التعاون العالمي.
ستعمل الصين جاهدة على بلوغ انبعاثات الكربون ذروتها قبل عام 2030 وتحقيق حياد الكربون قبل عام 2060. رغم أن ذلك يتطلب جهودا شاقة، غير أن البلاد تلتزم دائما بأداء وعدها بكل ما في وسعها من أجل تحقيق هذه الأهداف.