الصين وفيتنام ترتقيان بالعلاقات إلى مرحلة جديدة

كان يوم 18 يناير 1950 علامة بارزة في تاريخ العلاقات الصينية-الفيتنامية. فبعد وقت قصير من تأسيس جمهورية الصين الشعبية، كانت الصين أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع فيتنام.

وشهدت العلاقات بين البلدين حدثا تاريخيا آخر في مايو 2008 عندما أصبحت الصين أول دولة تقيم شراكة تعاونية استراتيجية شاملة مع فيتنام، وهو أعلى مستوى للعلاقات الدبلوماسية تبلغه فيتنام.

وفي يوم الثلاثاء، ارتقت العلاقات بين الصين وفيتنام إلى مستوى جديد عندما اتفق الجانبان على بناء مجتمع مصير مشترك يحظى بأهمية استراتيجية على أساس تعميق الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة.

وقال داو نغوك باو، نائب المدير المسؤول عن معهد العلاقات الدولية التابع لأكاديمية هو تشي منه الوطنية للسياسة، إنه على مدى الأعوام الـ15 الماضية منذ بدء شراكتهما التعاونية الاستراتيجية الشاملة، حققت فيتنام والصين تقدما كبيرا في التعاون في شتى المجالات، ما أرسى أساسا متينا يرتكز عليه الجانبان في دفع العلاقات الثنائية إلى مرحلة جديدة.

جاء هذا الإعلان خلال زيارة الدولة إلى فيتنام التي قام بها شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني.

وتعد هذه ثالث زيارة يقوم بها شي إلى فيتنام منذ أن أصبح الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني.

وفي إشارته إلى أن زيارة شي تحظى بأهمية تاريخية، قال نغوين هوانغ آنه، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي، إن "الاتصالات رفيعة المستوى تعد تقليدا جيدا بين فيتنام والصين، وتعزز التنمية المستمرة للعلاقات الثنائية."

واقتبس شي من تصريحات الزعيم الفيتنامي الراحل هو تشي منه، التي وصفت العلاقات بين الصين وفيتنام بأنها رابطة من "الرفاقية والأخوة"، قائلا خلال اجتماعه يوم الثلاثاء مع الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ، إن الصين، كما هي الحال دائما، ترى علاقاتها مع فيتنام من منظور استراتيجي طويل الأمد.

وحث شي الحزب الشيوعي الصيني والحزب الشيوعي الفيتنامي، باعتبارهما أكبر حزبين شيوعيين حاكمين في العالم، على فهم الأهمية الاستراتيجية الخاصة للعلاقات بين الصين وفيتنام، والمضي قدما بقوة في بناء مجتمع مصير مشترك بين البلدين من منظور بناء نقاط قوة للاشتراكية في العالم، وضمان تحقيق التنمية السليمة والمستدامة للقضية الاشتراكية في كل من البلدين.

وأعرب شي عن اقتناعه بأنه بفضل الجهود المشتركة للجانبين، ستدخل العلاقة بين الصين وفيتنام مرحلة جديدة تتعاظم فيها الثقة السياسية المتبادلة، وتزداد صلابة التعاون الأمني، ويزداد عمق التعاون متبادل المنفعة، وتنمو قوة الدعم الشعبي للعلاقات بين البلدين، ويتوثق التنسيق والتعاون متعدد الأطراف بصورة أقوى، وتجري إدارة الخلافات على نحو أصح.

وفي أغسطس، زار ترونغ ميناء حدوديا، يعرف باسم ممر الصداقة، وزرع "شجرة صداقة".

وفي إشارته إلى أن الممر هو الميناء الحدودي الوحيد في العالم الذي يحمل اسم "الصداقة"، قال ترونغ إنه يجسد الصداقة التقليدية الخاصة بين الرفاق والأخوة من شعبي فيتنام والصين.

وخلال محادثاته مع شي يوم الثلاثاء، شكر ترونغ الصين على منحها الأولوية لفيتنام في دبلوماسية الجوار الصينية، وشدد على أن فيتنام تتبع سياسة خارجية مستقلة وترى تنمية العلاقات مع الصين أولوية قصوى وخيارا استراتيجيا.

وأضاف أن فيتنام مستعدة للعمل مع الصين لبناء مجتمع مصير مشترك يحظى بأهمية استراتيجية، مضيفا أن فيتنام ستعزز التعاون مع الصين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والشعبية، وستعمل على تطوير نموذج للتعاون متبادل المنفعة.

وقال نغوين تانغ نغي، الباحث في العلاقات الدولية بجامعة فيتنام الوطنية، مدينة هو تشي منه، إن فيتنام والصين دولتان اشتراكيتان يقودهما حزبان شيوعيان، وإن التوافق المهم الذي توصل إليه القادة الكبار في الحزبين والبلدين سيعزز النمو المطرد للعلاقات الثنائية.

وقال الباحث إن زيارة شي لفيتنام تظهر الأهمية الكبرى التي توليها الصين للعلاقات الفيتنامية-الصينية، وستضخ زخما قويا في تعزيز تنمية العلاقات الثنائية. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق