عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ندوة في قاعة الشعب الكبرى صباح يوم 26 لإحياء الذكرى الـ130 لميلاد الرفيق ماو تسي تونغ. ألقى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، خطابًا مهمًا. وأكد أن الرفيق ماو تسي تونغ كان ماركسيا عظيما، وثوريا بروليتاريا عظيمًا، واستراتيجيًا، ومنظرًا، ورائدًا عظيمًا في إضفاء الطابع الصيني على الماركسية، ومؤسسًا عظيمًا لحملة التحديث الاشتراكي في الصين، ووطنيا عظيما وبطلا قوميا للصين في العصر الحديث، ونواة الجيل الأول من القيادة المركزية الجماعية للحزب، ورجلا عظيما قاد الشعب الصيني إلى تغيير مصيره كما قام بتغيير مظهر البلاد بالكامل، وكان أمميًا عظيمًا قدم إسهامات كبيرة في تحرير أمم العالم المضطهدة وفي قضية التقدم البشري. إن فكر ماو تسي تونغ هو الثروة الروحية الثمينة لحزبنا، وسوف يوجه أعمالنا لفترة طويلة. إن أفضل ذكرى للرفيق ماو تسي تونغ هي مواصلة دفع القضية التي بدأها.
حضر الندوة أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، لي تشيانغ، وتشاو له جي، ووانغ هو نينغ، ودينغ شيويه شيانغ، ولي شي، ونائب الرئيس هان تشنغ. وترأس الندوة تساي تشي، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
أشار شي جين بينغ في كلمته إلى أن حياة الرفيق ماو تسي تونغ كانت حياة نضال متواصل من أجل ازدهار البلاد، وتجديد شباب الأمة، وسعادة الشعب. وقاد الشعب لبدء العملية التاريخية لإضفاء الطابع الصيني على الماركسية، وأنشأ الحزب الشيوعي الصيني العظيم والمجيد والصحيح، وأنشأ الصين الجديدة يكون فيها الشعب هو سيد البلاد، ونظاما اشتراكيا متقدما، ونوعا جديدا من جيش الشعب الذي لا يُقهَر، بما يؤسس مزايا تاريخية لا تمحى للأمة الصينية والشعب الصيني، وقدم إسهامات تاريخية ستستمر إلى الأبد.
أكد شي جين بينغ أن الرفيق ماو تسي تونغ كرس حياته للحزب والشعب، تاركا وراءه أسلوبا روحانيا ساميا للأجيال القادمة. لقد أظهر الرفيق ماو تسي تونغ البصيرة السياسية البعيدة النظر كزعيم ثوري عظيم، والإيمان الثوري الذي لا يتزعزع، والشجاعة غير العادية للريادة، وفن النضال المثالي، ومهارات القيادة المتميزة، والحب الصادق للشعب، والعقل المنفتح والواسع، والأسلوب الرفيع في العمل الجاد والشاق، ونال حب وإعجاب الحزب بأكمله والشعب من جميع القوميات في البلاد. إن السلوك الروحي النبيل للرفيق ماو تسي تونغ سيظل دائمًا دافعًا قويًا لإلهامنا للمضي قدمًا.
أشار شي جين بينغ إلى أن التعزيز الشامل لبناء دولة قوية والقضة العظيمة من النهضة القومية بالتحديث الصيني النمط، هو المهمة المحورية للحزب بأكمله والشعب بجميع قومياته في الرحلة الجديدة في العصر الجديد. وإنه أيضا قضية غير مكتملة وقد كرَّس الجيل السابق من الثوريين بقيادة ماو تسي تونغ حياتهم لها، كما أنها المسؤولية التاريخية الجليلة على أكتاف الشيوعيين الصينيين المعاصرين. في رحلتنا الجديدة، يجب علينا عدم نسيان إرادتنا الأصلية والحفاظ بمهامنا ومواصلة المثابرة على الثقة التاريخية والقيام بخيار صحيح مع مواكبة تيارات اتجاه التاريخ لدفع عملية تطور القضية العظيمة قدما من تحقيق التحديث الصيني النمط وباستمرار.
وأكد شي جين بينغ أن التحديث الصيني النمط هو قضية الشعب الصيني بأكمله، يجب الاعتماد الوثيق على الشعب، وتجمّع الحكمة والقوة اللانهائية الكامنة في الشعب، وتحفيز بشكل كامل روح الشعب جميعا من القيام بخيار صحيح مع تطور اتجاه التاريخ. وينبغي التمسك بالنظرية الأساسية للمادية التاريخية بأن الشعب هو القوة الدافعة الأساسية لخلق التاريخ، والإمساك بوضع الشعب في مركز، متخذا حماية المصالح الأساسية للأغلبية الساحقة من الشعب وتحقيقها وتطويرها نقطة بداية ونهاية لكل أعمال الحزب، ونجني ثمارا لبناء التحديث لإفادة جميع الناس بشكل أكثر إنصافا. والتمسك بتسليم نظام كون الشعب سيدا للدولة، وتحسين الآليات المؤسسية للحفاظ على الإنصاف والعدالة الاجتماعية، وبذل الجهود لضمان رفاهية معيشة الشعب وتحسينها، واتباع الخط الجماهيري في العصر الجديد، يجب الحفاظ دائما على الارتباط بجماهير الشعب ارتباط الدم باللحم، وقبول النقد والإشراف من الشعب دائما، والمشاركة في السراء والضراء للتغلب على الصعوبات بقلب واحد، لذا فإن التحديث الصيني النمط سيتمتع بمصدر القوة الأكثر موثوقية وعمقا واستدامة.
كما أشار شي جين بينغ إلى أنه يجب التمسك بالماركسية بلا زعزعة وتطويرها مع مواكبة العصر، ودفع عجلة الابتكار النظري على أساس الممارسة بقوة، واستخدام الماركسية الصينية المتكيفة مع العصر لتوجيه الممارسات الجديدة، هو طريق النجاح لحزبنا الذي يؤدي إلى القيام بخيار صحيح مع تطور اتجاه التاريخ واتباع خطوات تطورات العصر عن كثب وشقّ طريق جديد لتطور القضايا باستمرار. إن الممارسة لن تنتهي أبدا، والابتكار النظري لن ينتهي أبدا، وفهم الحقيقة لن ينتهي أبدا، ويجب علينا دائما أن نفتح أفاقا جديدة لتكييف الماركسية مع ظروف الصين والعصر. لقد فتح التحديث الصيني النمط آفاقا واسعة للابتكار النظري للحزب واقترح مهاما جديدة أكثر صعوبة وشقاءً. ويجب مواصلة دمج المبادئ الأساسية للماركسية مع الحقائق الخاصة والثقافة الصينية التقليدية الممتازة، واستكشاف متعمق لقوانين بناء التحديث الصيني النمط، والإجابة باستمرار على القضايا الجديدة التي تمت مواجهتها في الممارسة، وقيادة الابتكار العملي من خلال الابتكار النظري.
وأكد شي جين بينغ أن سياسة الإصلاح والانفتاح تعد مفتاحا هاما استخدمته الصين في خطواتها الكبيرة لمواكبة العصر، وتعدُّ إجراء حاسما يقرر نجاح أو فشل التحديث الصيني النمط. يجب مواصلة تعميق الإصلاح والانفتاح بشكل شامل وتحرير القوى الإنتاجية الاجتماعية بشكل مستمر والعمل على تطويرها، وتحرير الحيوية الاجتماعية وتعزيزها، من أجل تعزيز التحديث الصيني النمط. يجب التماشي مع الاتجاهات الجديدة لتنمية العصر والمتطلبات الجديدة للتنمية العملية والتطلعات الجديدة لجماهير الشعب، واتخاذ الإجراءات الحقيقية والإقدام على مناضلة ضدّ المخالفين والأشرار بعزيمة لمواصلة الإصلاح حتى النهاية، وبذل الجهود الهادفة والمنسقة والمستمرة لإزالة كل القيود الآلية والنظامية بحزم، والتي أعاقت التقدم السلس للتحديث الصيني النمط، وضخّ باستمرار قوة دافعة جديدة في تعزيز التحديث الصيني النمط على كل أبعاده، وتوسيع باستمرار مساحة تنموية للتحديث الصيني النمط.
وأشار شي جين بينغ إلى أن التحديث الصيني النمط هو التحديث الاشتراكي الذي يقوده الحزب الشيوعي الصيني، ولا يتمكن الحزب من الصمود للأمواج وقد قطع شوطا مستقرا وبعيدا وذلك من خلال الحفاظ دائما على الرصانة والتصميم على حل المشاكل الفريدة للحزب الكبير في أي وقت وجعل الحزب أكثر قوة. يجب تنفيذ المتطلبات العامة لبناء الحزب في العصر الجديد، وتوجيه مختلف أعمال بناء الحزب من خلال البناء السياسي للحزب، وإكمال منظومة إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل، وتعزيز قدرة الحزب على تنقية ذاته وتحسين ذاته وتجديد ذاته وترقية ذاته بشكل شامل، والالتزام بتعزيز الآلية التي لا يجرأ أعضاء الحزب فيها على الفساد ولا يمكنهم الفساد ولا يرغبون في الفساد في الوقت نفسه، مما يجعل حزبنا يتمسك بغايته الأصلية ورسالته، ويكون طليعة العصر، ويحافظ دائما على الحيوية والنشاط، حتى يضمن صفوه ولونه وذوقه أبدا.
وشدد شي جين بينغ على أن التحديث الصيني النمط يتطلب من جميع الأبناء والبنات الصينيين العمل معا والمشاركة في التعهدات الكبرى. من الضروري التنفيذ الشامل والدقيق والثابت لمبادئ "دولة واحدة ونظامان" و "شعب هونغ كونغ يحكم هونغ كونغ" و"شعب ماكاو يحكم ماكاو" ودرجة عالية من الحكم الذاتي، والالتزام بسيادة القانون في حكم هونغ كونغ وماكاو، والالتزام بنظام "دولة واحدة ونظامان" وتحسينها، وتنفيذ ممارسة السلطات المركزية للحكم والإدارة على نحو شامل، وتنفيذ مبادئ "الوطنيون يحكمون هونغ كونغ" و"الوطنيون يحكمون ماكاو"، والتمسك بوحدة ممارسة السلطات المركزية للحكم والإدارة على نحو شامل وحماية درجة عالية من الحكم الذاتي للمنطقتين الإداريتين الخاصتين. دعم هونغ كونغ وماكاو في تطوير اقتصادياتهما، وتحسين معيشة الشعب، وحل التناقضات والمشاكل العميقة الجذور في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاندماج بشكل أفضل في التنمية الشاملة للبلاد. إن تحقيق إعادة التوحيد الكامل للوطن الأم هو اتجاه العصر وتطلعات الشعب ويمثل المصالح الأساسية للأمة الصينية، ويجب إعادة توحيد الوطن الأم وسيتم توحيده. ومن الضروري الالتزام بالاستراتيجية الشاملة للحزب لحل مسألة تايوان في العصر الجديد، والتمسك بمبدأ صين واحدة و"توافق عام 1992"، وتعميق التكامل والتنمية بين جانبي المضيق في جميع المجالات، وتعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق، ومنع أي شخص بحزم من فصل تايوان عن الصين بأي شكل من الأشكال.
وشدد شي جين بينغ على أن التحديث الصيني النمط هو تحديث يتبع طريق التنمية السلمية، وهو ما لا يفيد الشعب الصيني فحسب، بل يعزز أيضا تحديث جميع دول العالم. سنقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ وتقدم الحضارة الإنسانية، ونرفع راية السلام والتنمية والتعاون والنتائج المربحة للجميع، ونعزز القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ونعزز تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، ونعزز بناء عالم يتميز بالسلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والانفتاح والشمولية والنظافة والجمال. وسنتمسك بحزم بالمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، ونلتزم بالاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية، ونتابع بحزم استراتيجية الانفتاح ذات المنفعة المتبادلة والمربحة للجميع، ونعزز إصلاح الحكم العالمي في اتجاه أكثر عدلا وإنصافا. إن تنمية الصين هي نمو قوى السلام العالمي، وبغض النظر عن مدى تطورها، لن تسعى الصين أبدا إلى الهيمنة أو الانخراط في التوسع.
وقال تساي تشي خلال ترؤسه للندوة إن الخطاب المهم للأمين العام شي جين بينغ استعرض باعتزاز الممارسات العظيمة للرفيق ماو تسي تونغ في قيادة الثورة الصينية وبناء الصين، حيث أشاد بالمآثر العظيمة والإسهامات الجبارة التي حققها الرفيق ماو تسي تونغ للأمة الصينية والشعب الصيني، وشدد على أن ملامح الروح النبيلة للرفيق ماو تسي تونغ تمثل قوة دافعة قوية تشجعنا على مواصلة المضي قدما، وطرح متطلبات واضحة لإحياء ذكرى الرفيق ماو تسي تونغ ودفع القضية العظيمة للتحديث الصيني النمط من خلال الأعمال الملموسة. ويتحلى الخطاب المهم للأمين العام شي جين بينغ بالتحكم من المركز الإستراتيجي الممتاز والتفكير العميق، يتميز بالطابع القوي سياسيا وأيديولوجيا وتوجيهيا، وله أهمية بالغة لتوجيه حزبنا لمواصلة دفع القضية التي كان رائدها الرفيق ماو تسي تونغ وغيره من ثوار الجيل القديم إلى الأمام، وسلك طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بثبات لا يتزعزع، وخلق وضع جديد للتحديث الصيني النمط.
وخلال الندوة، ألقى كل من تشيوي تشيغ شان، رئيس معهد تاريخ وأدبيات الحزب باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومياو هوا، عضو اللجنة العسكرية المركزية ومدير دائرة العمل السياسي باللجنة العسكرية المركزية، وشن شياو مينغ، أمين لجنة الحزب في مقاطعة هونان، كلمات على التوالي.
وحضر الندوة أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأعضاء أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذين يتواجدون في بكين، والرفاق القياديون المعنيون من اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب، ومجلس الدولة، والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، واللجنة العسكرية المركزية.
كما شارك الرفاق المسؤولون من الهيئات الحزبية والحكومية والعسكرية والجماهيرية ذات الصلة وبلدية بكين ومقاطعة هونان، واللجان المركزية لمختلف الأحزاب الديمقراطية ومسؤولو اتحاد الصناعة والتجارة لعموم الصين وممثلو الشخصيات اللاحزبية، وأقارب الرفيق ماو تسي تونغ والموظفون السابقون له والممثلون من مسقط رأسه، والممثلون الذين حضروا "الندوة الوطنية لإحياء الذكرى الـ 130 لميلاد الرفيق ماو تسي تونغ"، وما إلى ذلك.
وقبل الندوة، جاء كل من شي جين بينغ، ولي تشيانغ، وتشاو له جي، ووانغ هو نينغ، وتساى تشي، ودينغ شيويه شيانغ، ولي شي، وهان تشنغ وغيرهم من الرفاق القياديين إلى القاعة التذكارية للرئيس ماو. وفي القاعة الشمالية، وُضعت باقات الزهور المقدمة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، واللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، ومجلس الدولة، والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، واللجنة العسكرية المركزية، ومختلف الأحزاب الديمقراطية، واتحاد الصناعة والتجارة لعموم الصين، والشخصيات الوطنية اللاحزبية وُضعت مباشرة أمام تمثال الرفيق ماو تسي تونغ الجالس. وانحنى شي جين بينغ وغيره من القادة ثلاث مرات أمام تمثال الرفيق ماو تسي تونغ الجالس، ثم ذهبوا إلى قاعة التكريم لإلقاء نظرة إجلاء على جثمان الرفيق ماو تسي تونغ.