شي جين بينغ يلقي خطابا مهما خلال مؤتمر العمل المركزي للشؤون الخارجية في بكين

انعقد مؤتمر العمل المركزي للشؤون الخارجية في بكين في الفترة من 27 إلى 28 ديسمبر. وحضر المؤتمر شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية وألقى خطابا هاما. كما حضر المؤتمر أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لي تشيانغ، وتشاو له جي، ووانغ هو نينغ، وتساي تشي، ودينغ شيويه شيانغ، ولي شي، ونائب الرئيس هان تشنغ.

لخص شي جين بينغ في خطابه المهم بشكل منهجي الإنجازات التاريخية والخبرة القيمة لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتحدث بعمق عن البيئة الدولية والمهام التاريخية التي يواجهها العمل المتعلق بالشؤون الخارجية في المرحلة الجديدة، وقدم نظرة شاملة للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية في الوقت الحاضر وفي الفترة المقبلة. وأكد لي تشيانغ خلال ترؤسه للمؤتمر على ضرورة اتخاذ فكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية كدليل لإجادة العمل المتعلق بالشؤون الخارجية في المرحلة الجديدة، وطرح متطلبات دراسة روح الخطاب المهم للأمين العام شي جين بينغ وفهمها وتنفيذها.

وورد أيضا في المؤتمر أنه منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، حقق العمل المتعلق بالشؤون الخارجية إنجازات تاريخية وشهد تغيرات تاريخية في الرحلة العظيمة لدفع تقدم قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. أولا، إنشاء فكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية وتطويره يفتح آفاقا جديدة لنظرية الشؤون الخارجية الصينية وممارستها، مما يقدم توجيهات أساسية لتعزيز دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية. ثانيا، إظهار دبلوماسية دولتنا المتمثلة في الخصائص الصينية المميزة والنمط الصيني والأسلوب الصيني، وترسيخ صورة الدولة الكبيرة الواثقة والمستقلة والمنفتحة والمتسامحة والتي تضع العالم في اعتبارها. ثالثا، الدعوة إلى بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، تشير إلى الاتجاه الصحيح للتنمية المشتركة للمجتمع البشري، والسلام والاستقرار على المدى الطويل، والتعلم المتبادل بين الحضارات. رابعا، التمسك باستراتيجية دبلوماسية يقودها رئيس الدولة، ليجعلها تلعب بشكل متزايد دورا هاما وبنّاء في الشؤون الدولية. خامسا، يجب التنسيق الشامل للعلاقات مع جميع الأطراف، من أجل تعزيز إقامة هيكل من علاقات الدول الكبيرة المتمثلة في التعايش السلمي والاستقرار العام والتنمية المتوازنة. سادسا، توسيع مخطط استراتيجي شامل، لتشكيل شبكة الشراكة العالمية واسعة النطاق وعالية الجودة. سابعا، تعزيز البناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، لإقامة منصة التعاون الدولي الأكثر شمولاً والأكبر في العالم. ثامنا، التنسيق بين التنمية والأمن، وحماية السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية بشكل فعال مع الإرادة الثابتة والمكافحة القوية. تاسعا، المشاركة بنشاط في الحوكمة العالمية وقيادة اتجاه إصلاح المنظومة والنظام الدوليين. عاشرا، تقوية القيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب، التي رسخت نمطا منسقا شاملا للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية.

أكد المؤتمر أنه مرت عشر سنوات من العصر الجديد على العمل المتعلق بالشؤون الخارجية، واجهنا خلالها العديد من الصعوبات والتحديات، وتغلبنا عليها، وكتبنا فصلا جديدا لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، وتم تعزيز الاستقلال الاستراتيجي والمبادرة الاستراتيجية لدبلوماسية دولتنا بشكل كبير. لقد صارت دولتنا دولة ذات مسؤولية كبيرة تتمتع بنفوذ دولي أكثر وريادة الابتكار أقوى وجاذبية أخلاقية أكبر.

أشار المؤتمر إلى أننا راكمنا الكثير من الخبرات القيمة خلال ممارسات العمل الدبلوماسي في العصر الجديد. وأنه يجب الالتزام بالمبادئ، واتخاذ الموقف الواضح والتمسك به بثبات في القضايا الرئيسية المتعلقة بمستقبل البشرية ومصيرها واتجاهات التنمية العالمية، والوقوف بحزم إلى جانب الأخلاق الدولية السامية لاتحاد أغلبية العالم وكسب قلوبهم. ويجب تجسيد مسؤولية الصين بصفتها دولة كبيرة، والالتزام بتعزيز روح الاستقلال والاعتماد على الذات، وبقيادة التنمية السلمية، وبتعزيز استقرار العالم وازدهاره. ويجب تبني المفهوم المنهجي، واستيعاب الاتجاه العام والقيام بالتخطيط وأخذ زمام المبادرة من خلال النظرة الصحيحة للتاريخ والوضع العام. ويجب الالتزام بالحفاظ على الأصالة والتقاليد والقيام بالابتكار، والتمسك بالتقاليد الحميدة والاتجاهات المحورية للدبلوماسية الصينية، وكذلك العمل على المضي قدما وإحراز التقدم لتعزيز الابتكار على جانبي النظرية والتطبيق. ويجب تعزيز روح النضال، ومعارضة سياسات القوة وأفعال الهيمنة بكافة أشكالها، والدفاع بصورة فعالة عن مصالح بلادنا وعزّ أمتنا. ويجب إظهار مزايا نظامنا، وإجراء التعاون بين مختلف المناطق وبين مختلف الوزارات تحت القيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب، من أجل تشكيل قوة موحدة.

وأشار المؤتمر إلى أن العالم يمر بتغيرات كبيرة بسرعة، وتظهر التغيرات العالمية والعصرية والتاريخية غير المسبوقة أمامنا، ويدخل العالم مرحلة جديدة تسودها التغيرات والاضطرابات، لكن لن يتغير التوجه العام المتمثل في مواصلة البشرية لتحقيق التنمية والتقدم، ولن يتغير المنطق العام المتمثل في استمرار التاريخ العالمي في السير على طريق متعرج نحو التقدم، ولن يتغير الاتجاه العام المتمثل في أن المجتمع الدولي يجمعه مصير واحد، وفي هذا الصدد حري بنا أن نثق في التاريخ ثقة تامة.

ورأى المؤتمر أن بلادنا ستواجه فرصا إستراتيجية جديدة تطلعا للمستقبل. وستدخل دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية مرحلة جديدة تتمكن فيها من تحقيق إنجازات أكثر خلال مسيرة جديدة. ويجب التركيز على المهام المحورية لحزبنا وبلادنا، والالتزام بالسعي وراء التقدم على أساس الاستقرار وبالحفاظ على الأصالة والتقاليد والقيام بالابتكار، والدفاع بحزم عن مصالح بلادنا للسيادة والأمن والتنمية، وفتح صفحة جديدة للدبلوماسية الصينية نظريا وعمليا، وصياغة منظومة جديدة للعلاقات بين بلادنا والعالم، من أجل رفع تأثير بلادنا وجاذبيتها وقيادتها ومرونتها إلى مستوى جديد، وتهيئة بيئة دولية أكثر مواءمة وتوفير دعم إستراتيجي أكثر صلابة لدفع بناء الدولة القوية وقضية نهوض الأمة العظيمة من خلال التحديث الصيني النمط.

وأشار المؤتمر إلى أن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية هو المفهوم الجوهري لفكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية، وهو الخطة الصينية التي قدمناها لتعميق فهمنا المستمر لقانون التنمية الاجتماعية البشرية ونوع العالم الذي يجب بناؤه وكيفية بناء هذا العالم، تجسد النظرة العالمية ونظرة النظام ونظرة القيم للشيوعيين الصينيين، وتتوافق مع التطلعات العالمية لشعوب جميع البلدان، وتشير إلى اتجاه تقدم الحضارة العالمية، وهي الهدف السامي الذي تسعى إليه دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. منذ بداية العصر الجديد، توسع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية من مبادرة صينية إلى إجماع دولي، ومن رؤية جميلة إلى ممارسة غنية، ومن مفهوم إلى نظام علمي، ليصبح راية مجيدة تقود تقدم العصر. باختصار، يهدف بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية إلى بناء عالم يتميز بالسلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والانفتاح والشمولية والنظافة والجمال، وتعزيز الحوكمة العالمية القائمة على التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة كوسيلة لتحقيقه، وممارسة القيم المشتركة للبشرية جمعاء كامتثال عالمي، وتعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية كدعم أساسي، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية كتوجيه استراتيجي، والبناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق" كمنصة عملية، لتشجيع جميع البلدان على العمل معا لمواجهة التحديات وتحقيق الرخاء المشترك ودفع العالم نحو مستقبل مشرق من السلام والأمن والازدهار والتقدم.

وأشار المؤتمر إلى أنه بالنظر إلى سلسلة من القضايا الرئيسية والتحديات الرئيسية التي تواجه العالم اليوم، فإننا ندعو إلى عالم متعدد الأقطاب تسوده المساواة والنظام وعولمة اقتصادية متمثلة في الشمولية والإفادة العامة. إن عالما متعدد الأقطاب تسوده المساواة والنظام يعني التمسك بالمساواة بين جميع البلدان، كبيرها وصغيرها، ومعارضة الهيمنة وسياسات القوة، وتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية بجدية. ولضمان الاستقرار العام والطابع البنّاء لعملية التعددية القطبية، من الضروري الالتزام المشترك بمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها، والتمسك بالمعايير الأساسية المتفق عليها عالميا التي تحكم العلاقات الدولية، وممارسة التعددية القطبية الحقيقية. العولمة الاقتصادية المتمثلة في الشمولية والإفادة العامة هي الامتثال للاحتياجات العالمية لجميع البلدان، وخاصة البلدان النامية، وحل مشكلة الاختلالات الإنمائية بين البلدان وداخلها بسبب التخصيص العالمي للموارد. ومن الضروري معارضة مناهضة العولمة بحزم وإساءة استخدام مفهوم الأمن وجميع أشكال الأحادية والحمائية، والتعزيز الحازم لتحرير التجارة والاستثمار وتيسيرهما، وحل المشاكل الهيكلية التي تعوق التنمية الصحية للاقتصاد العالمي، ودفع العولمة الاقتصادية في اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وإفادة وتوازنا.

وطلب المؤتمر أنه في الوقت الحاضر وخلال الفترة التي ستبدأ من الآن فصاعدا، ينبغي أن يسترشد العمل المتعلق بالشؤون الخارجية بفكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وخاصة فكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية، وأن تتماشى مع أهداف ومهام التحديث الصيني النمط، وتتمسك بمبادئ الثقة بالنفس والاعتماد على الذات، والانفتاح والتسامح، والإنصاف والعدالة، والتعاون والفوز المشترك، كما يجب التركيز على الخط الرئيسي المتمثل في دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، ومواكبة تطورات العصر لتعزيز الترتيبات الإستراتيجية، وتعميق تخطيط الدبلوماسية وتحسينه والتمسك باتجاه حل المشاكل، واستخدام التفكير المنهجي، وتوضيح المهام الإستراتيجية الدبلوماسية بطريقة أكثر شمولا وتكاملا، وخلق وضع جديد لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية من خلال تحمل مسؤولية تاريخية أكثر استباقية وروح إبداعية أكثر ديناميكية.

وأشار المؤتمر إلى أن الابتكار مع مراعاة التقليد الصائب في الدبلوماسية هو مطلب حتمي لخلق وضع جديد في دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في المسيرة الجديدة، وأيضا مطلب حتمي لدعم التحديث الصيني النمط بشكل أفضل. ومن الضروري تعزيز التسلح بالأفكار والنظريات، وتعميق إصلاح الأنظمة والآليات، ودفع بناء الصفوف الدبلوماسية، ومواصلة تعزيز الطابع العلمي والتنبئي والاستباقي والابتكاري للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية.

وأكد المؤتمر ضرورة التمسك الراسخ بالقوة الدبلوماسية على يد اللجنة المركزية للحزب، والالتزام الواعي بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب، ومواصلة تعزيز أنظمة وآليات قيادة الحزب للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية. كما ينبغي على جميع المناطق والإدارات أخذ الصورة الكاملة في الاعتبار، والتعاون والتنسيق، وتنفيذ وتطبيق قرارات وترتيبات اللجنة المركزية للحزب للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية بشكل كامل.

وألقى وانغ يي كلمة ختامية. وتبادل الأحاديثَ الرفاق المسؤولون من دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والدائرة الدولية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزارة التجارة وهيئة الأركان المشتركة باللجنة العسكرية المركزية ومقاطعة يوننان، وممثلو البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة.

وحضر المؤتمر أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وأعضاء أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والرفاق القياديون المعنيون من اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب، وأعضاء مجلس الدولة، ورئيس محكمة الشعب العليا، ورئيس النيابة الشعبية العليا، والرفاق القياديون المعنيون من المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

وشارك في المؤتمر كل من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والرفاق المسؤولين الرئيسيين من جميع المقاطعات والمناطق الذاتية الحكم والبلديات الخاضعة بشكل مباشر لإدارة الحكومة المركزية والمدن ذات وضع التخطيط المستقل في إطار التنمية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية وفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير، والدوائر ذات الصلة التابعة للجنة المركزية للحزب والأجهزة الحكومية والمنظمات الشعبية ذات الصلة والإدارات ذات الصلة التابعة للجنة العسكرية المركزية وبعض المؤسسات المالية الخاضعة لإدارة الحكومة المركزية والسفراء والقناصل العامين برتبة سفير لدى الدول الأجنبية والممثلين لدى المنظمات الدولية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق