"هذه تذكرتي، وأنا واثق بأن رحلتي ستكون رائعة!" هذا ما قاله أندرو، معلم جامعي من بريطانيا، ومقيم بالصين لمدة تسع سنوات. وخلال عطلة عيد الربيع التقليدي الصيني، سيسافر أندرو بالقطار إلى مقاطعة قوانغدونغ ليتمتع بالكونغفو الصينية، وأصبح واحدا من ملايير المسافرين خلال العطلة في الصين.

ترى الكثير من وسائل الإعلام الأجنبية أن انتقال المسافرين خلال عطلة عيد الربيع الصينية يعتبر "أضخم هجرة بشرية سنوية في العالم". ففي هذا العام، تستمر هذه الأنشطة من 26 يناير المنصرم إلى 5 مارس المقبل لمدة أربعين يوما. وحسب توقعات وزارة النقل الصينية، سيسافر تسعة مليارات نسمة في أنحاء البلاد خلال هذه الفترة، مما سيسجل رقما قياسيا يقدر بضعف ما كان عليه في عام 2023، ومن المتوقع أن تباع 1500 تذكرة قطار كل ثانية في ذروة عملية النقل.
وترى وكالة رويترز أن ذلك لا يظهر الزيادة السريعة لركاب الصين فحسب، بل يجسد أيضا الثقة والحيوية اللتين يحضرهما انتعاش الاقتصاد الصيني. ويتوقع المحللون أن مبيعات التجزئة في الصين هذا العام ستتجاوز خمسين تريليون يوان صيني، الأمر الذي سيوفر قوة دافعة جبارة للاقتصاد الصيني.

الجدير بالذكر أنه تماشيا مع تكامل منشآت النقل الأساسية في الصين وتغيرات مفاهيم الناس حول السفر، أصبحت مقاصد الركاب في عطلة عيد الربيع متنوعة. فخلال السنوات الأخيرة، بنت الصين أكبر شبكة للسكك الحديدية عالية السرعة وأكبر شبكة للطرق السريعة في العالم، كما أنشأت مجموعة من الموانئ على مستوى العالم، فتمتد خطوطها الجوية والبحرية إلى أنحاء العالم، الأمر الذي لا يقرب مسافة طرق عودة الصينيين إلى بيوتهم فحسب، بل يمكنهم الوصول إلى أكثر أماكن أيضا.
وبعد إعلان الصين عن الإعفاء من التأشيرة مع سنغافورا وتايلاند وغيرهما من الدول، بالإضافة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الميسرة في هذا الصدد، ازدادت حماسة الناس للسياحة في عطلة عيد الربيع. وتعتقد شركة سكيفت (Skift) المشهورة بتحليل أحوال السياحة أن هذا دليل على انتعاش قطاع السياحة تدريجيا بعد الوباء، ويعد  "خبرا مرحبا به" بالنسبة إلى قطاع السياحة العالمي.
من خلال مستجدات انتقال المسافرين أثناء عطلة عيد الربيع التقليدي الصيني، يرى العالم صينا مفعمة بالحيوية والنشاط. و كما قالت ((أخبار العالم)) الباكستانية، إنها تظهر مرونة الصين وحيويتها كثاني أكبر اقتصاد في العالم.