مقابلة خاصة: زعيم حزب عراقي يؤكد أن موقف الصين بمجلس الأمن لإنهاء الحرب في غزة يحظى باحترام العرب والأطراف الفلسطينية

 أكد زعيم الحزب الشيوعي العراقي أن موقف الصين بمجلس الأمن الدولي لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة يحظى باحترام وتأييد العرب والأطراف الفلسطينية، مشددا على أن هناك إجماعا بالإشادة بموقف الصين ازاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، "يجب أن يكون هناك ضغطا لوقف الحرب والسير على طريق حل الدولتين بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وهناك أمل وتطلع على دور الصين خصوصا وأن الفلسطينيين يرحبون بالدور الصيني ويشيدون بمبادراتها بهذا الجانب".

وأوضح فهمي أن "الصين تتميز عن أمريكا بوجود نظرة ايجابية عنها في بلداننا، أما أمريكا فينظر اليها على أنها دولة عدوانية تشن الحروب وتساعد دول تعتدي على حقوق شعبنا، وهذه النقطة تهيئ للصين أن تلعب دورا فعالا لمساعدة الدول النامية بعمليات التنمية وتمكين الدول من الوقوف على قدميها لتلعب دورا مشاركا وفعالا بالشأن العالمي".

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" خلفت أكثر من 28 ألف قتيل، بحسب السلطات في القطاع، وذلك بعد أن شنت الحركة هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأشاد زعيم الحزب الشيوعي العراقي بالمبادرات الدولية التي أطلقتها الصين، مؤكدا أنها تخدم البشرية جمعاء وتساهم بإحلال السلام والاستقرار في العالم.

وقال فهمي "خلال الفترات الأخيرة أطلقت الصين عدة مبادرات أبرزها مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وهذه المبادرات تندرج ضمن جذر واحد وهو نظرة الصين للمصير المشترك للبشرية".

وأضاف أن هذه المبادرات تجسد الرؤية للبشرية ككل وتجاوز خلافاتها وتركز على ما يهدد وجودها المشترك سواء الأمن بمعناه التقليدي أو الأمن بمعناه الجديد أو ما يسمى بالمخاطر الجديدة للأمن والذي هو أمن المناخ والبيئة وغيرها من التحديات التي تهدد البشرية.

وأوضح فهمي أن الكثير من مشاكل العالم تعود بجذورها إلى الواقع الاقتصادي والإجتماعي والتفاوت الكبير ما بين البلدان، منوها بأن مبادرة الحزام والطريق قدمت خطوات ملموسة تساهم بخلق تنمية مستدامة والنهوض بواقع البلدان، مبينا أن أكثر من 100 دولة ومنظمة تفاعلت مع هذه المبادرة.

وتابع "إن الصين أطلقت العام 2022 مبادرة الأمن العالمي التي تنطلق من أن الأمن والتنمية أحدهما يعزز الأخر لأنه بدون أمن لا يمكن تحقيق تنمية وسلام واستقرار عالمي"، مبينا أن هذه المبادرة تأتي في وضع عالمي هو الأخطر على مدى العقود الأربعة الأخيرة لوجود نزاعات دموية حقيقية بأكثر من بلد ومنطقة.

ووصف الأمن العالمي بأنه قضية مركزية تحتاج للدول المهمة مثل الصين أن تلعب دورا لفك عقد الأزمات والمشاكل والمساهمة بترجيح الحلول السلمية، قائلا "إن دور الصين بتحقيق التقارب السعودي الإيراني جاء خطوة صحيحة بهذا الاتجاه، والآن ننتظر من الصين أن تلعب دورا لإنهاء النزاع الدموي الخطير بالشرق الأوسط".

وواصل "إن مبادرة الحضارة العالمية تنطلق من احترام خصوصيات حضارة الشعوب والتركيز على القيم الإنسانية المشتركة لدى الجميع"، مضيفا "إن ميدان الحضارة وقيمها الإنسانية وربطها بالعمل الجدي لتحقيق الأمن والتنمية سوف يقودنا إلى الرؤية الاشمل للمصير المشترك للبشرية".

وأعرب فهمي عن اعتقاده بأن جميع المبادرات الصينية يوجد تعاطف معها وتأييد من قبل الشعوب كونها مبادرات تلتقي مع مصالح الشعوب خاصة وأن هذه المبادرات بمجملها تقض اسس النظام العالمي غير المتوازن .

واستطرد "أن المبادرات الصينية تعمل على ايجاد عالم متعدد الأقطاب وتسعى لإيجاد قاعدة لتعدد الاقطاب"، مشددا على أن المبادرات الصينية تسعى لحل مشاكل العالم وتؤمن مشاركة أفضل للشعوب وبلدانها.

ومضى يقول "غن المبادرات الصينية تلتقي مع أهداف الأمم المتحدة وكثير منها تلقى استجابة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة" ، مضيفا أن مبادرة التنمية الصينية تلتقي مع مشروع الأمم المتحدة وبرنامجها لعام 2030 (اهداف التنمية المستدامة)".

وشدد فهمي على أن الخبرة الصينية مهمة وتلعب دورا كبيرا بالتنمية ويمكن للدول الاستفادة منها للنهوض بواقعها، خاصة الدول النامية التي تواجه تحديات كبيرة بمجال التنمية.

وقال "إن الصين موجودة بأغلب دول العالم الفقيرة لأن أحد أهدافها هو تنمية الموارد البشرية وليس التنمية الاقتصادية فقط، الصين لم تأت لتنفيذ مشاريع وبنى تحتية فقط بل تأتي من أجل تنمية قدرات البلدان لتحقيق نمو اقتصادي".

وتابع "إن المفاهيم والمبادرات الصينية مهمة للسلم العالمي وايجاد نظام عالمي جديد يحقق بدرجة أعلى العدالة الإجتماعية وبعيدا عن أشكال الهيمنة والتسلط على مقدرات الشعوب".

وطالب فهمي بدراسة التجربة الصينية بشكل أعمق للاستفادة قائلا "يجب أن تدرس التجربة الصينية بكل ثرائها وما قدمته من إضافات حقيقية، ولماذا نجحت في حين فشلت تجارب أخرى؟ وكيف استطاعت الصين استقطاب الشركات العالمية؟ كل هذه الأمور يجب أن يطلع عليه الآخرون للاستفادة منه والتعرف أكثر على النجاحات الصينية".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق