كيف تجذب الصين الاستثمارات الأجنبية وتستخدمها؟ وكيف توسع انفتاحها على الخارج؟ أجاب على هاذين السؤالين تقرير عمل الحكومة الصينية الذي قدم مؤخرا إلى الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني.
ووفقا للتقرير، تعمل الصين على توسيع قائمة الصناعات التي تشجع التجار الأجانب على الاستثمار فيها، وتعزيز ضمان الخدمات لاستثماراتهم، واتخاذ الإجراءات التسهيلية للأجانب في مجالات العمل والدراسة والسياحة، الأمر الذي لا يسهل زياراتهم للصين فحسب، بل يوفر ضمانا مهما لاستثماراتهم وأعمالهم التجارية أيضا.
كما نوه التقرير مواصلة تقليص القائمة السلبية للسماح بنفاذ الاستثمارات الأجنبية إلى السوق المحلية وإلغاء القيود بشأن السماح بنفاذ الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع التصنيع المحلي بصورة شاملة وتخفيف القيود بشأن السماح بالنفاذ إلى سوق الخدمات المعنية بالاتصالات والعلاج الطبي وغيرهما. وقال رئيس فرع شركة فايزر الأمريكية في الصين ونائب رئيس رابطة الشركات ذات التمويل الأجنبى في الصين جان كريستوف بوينتو لمراسلنا إن هذه الإجراءات أظهرت عزيمة الصين على توسيع انفتاحها على الخارج وضخت زخما دافعا قويا لتطور الشركات ذات التمويل الأجنبى على المدى الطويل في الصين وإفادة العالم كافة.
وأضاف التقرير أن حكومة الصين تعمل على ضمان تمتع الشركات الأجنبية بنفس معاملة الشركات الوطنية وضمان مشاركتها على قدم المساواة وفقا للقانون في الشراء الحكومي والمناقصة ووضع المعايير المعنية. وحلل الخبراء المعنيون أن هذه الإجراءات تجسد الإنصاف والمساواة وتعكس النية الصادقة للحكومة الصينية لمساعدة الشركات ذات التمويل الأجنبى على حل مشاكلها وتنفيذ مشاريعها في الصين بشكل فعال.
وفي الآونة الأخيرة، تدل تقارير المسح الصادرة عن العديد من الغرف التجارية الأمريكية واليابانية وغيرها على أن الأغلبية من الشركات ذات التمويل الأجنبى في الصين لا تزال تعتبر الصين خيارها الأول في العالم أو ضمن وجهاتها الاستثمارية الثلاث الأولى في العالم. كما قال الرئيس التنفيذي لشركة لوريال الفرنسية نيكولاس هيرونيموس لمراسلنا إن "الصين القادمة هي الصين، وسنستمر في الصين من أجلنا ومن أجل الصين، وسنتطور مع الصين."