تعليق: إنذار للعالم كله! يعترف وزير الدفاع الأمريكي بالتربح من الحرب بشكل سافر

بالنسبة إلى العالم، إن تربح الولايات المتحدة من الحروب بشكل هائل على المدى الطويل ليس سرا. وتماشيا مع تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، لم يتمالك الساسة الأمريكيون الذين يتحدثون كثيرا عن "السلام" و"الديمقراطية" على الاعتراف بذلك.

قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال انعقاد اجتماع  في البيت الأبيض مؤخرا إن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يدر ربحا للاقتصاد الأمريكي. إن الأسلحة التي نقلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا يصنعها عمال من الولايات المتحدة، وزادت هذه الاستثمارات المنشآت الأمريكية، وأتاحت فرص عمالة للأمريكيين. كما قال وزير الدفاع الأمريكي بشكل غير متستر إن الدعم الأمريكي جعل الأوكرانيين يستمرون في الصراع، بينما يفيد ذلك الاقتصاد الأمريكي.

يعتبر الصراع بين روسيا وأوكرانيا أخطر حرب محلية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، مما جعل الدولتين ذاتي الصلة حتى قارة أوروبا تدفع ثمنا باهظا، لكنه جعل الولايات المتحدة تصبح أكبر رابح منه، حيث كسب تجار الأسلحة والطاقة والمنتجات الزراعية الامريكيون أرباحا هائلة من آلام الشعب الأوكراني.

نأخذ تجار الأسلحة الأمريكيين على سبيل المثال. وفقا للبيانات التي أصدرتها وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا، ازدادت قيمة مبيعات الأسلحة الأمريكية في الخارج بنسبة 16 في المائة في عام2023 وحطمت رقما قياسيا ب238 مليار دولار أمريكي. ومن ضمنها، بلغت قيمة الأسلحة التي تم بيعها عبر المفاوضات التي أقامتها الحكومة الأمريكية مباشرة 80.9 مليار دولار بزيادة 56% عما كانت عليه في عام 2022. أما قيمة مبيعات الأسلحة التجارية للشركات الأمريكية وصلت إلى 157.5 مليار دولار بزيادة 2.5% عما كانت عليه في عام 2022. وأشار محللون إلى أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يعتبر سببا رئيسيا لتحفيز تضخم مبيعات الأسلحة الأمريكية في الخارج. وأثبتت ذلك إحصائيات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: منذ اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ازداد الناتج الصناعي في مجالي الدفاع والفضاء بنسبة 17.5%.

إن الأموال المربحة من الحرب هي ثروة غير شرعية، لكن وزير الدفاع الأمريكي يفتخر بها بشدة، الأمر الذي جعل العالم يدرك بوضوح طغيان الولايات المتحدة التي جعلت العالم يدفع الثمن من أجل مصالحها الخاصة. إن تجار الحرب الذين تلطخت أيديهم  بالدماء هم المجرمون الرئيسيون لصناعة الاضطرابات في العالم.

تلك تصرفات الهيمنة التي تظهر بقسوة رؤوس الأموال وترغب في إثارة الاضطرابات في العالم، يجب على العالم أن يتوخى أقصى درجات الحيطة والحذر منها: لا يمكن فرض القيود الفعالة على "آلة الحرب" الأمريكية إلا عبر تطوير قوة الحفاظ على العدالة والإنصاف الدوليين، ثم يمكن توفير أكثر ضمانات للسلام والتنمية العالميين.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق