تعليق: الفيتو الأمريكي ودلالاته

"السياسيون الأمريكيون، رغم  ادعائهم المتكرر بدعم "حل الدولتين"، غير مستعدين لدعم إقامة دولة فلسطينية"... 

"يا لها من كذبة ما يسمى ب "أعظم دولة ديمقراطية"... 

"أصبحت الولايات المتحدة مرة أخرى أكبر عقبة أمام إقامة دولة فلسطينية ، وهذه الحكومة هي داعية حرب نموذجية"...

في اليومين الماضيين، تواردت انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي الدولية حول حق النقض الذي استخدمته الولايات المتحدة ضد "انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة". 

على المستوى الرسمي، أعربت الصين ومصر وأيرلندا والعديد من البلدان الأخرى عن خيبة أملها. كما أصدر مجلس التعاون الخليجي بيانا انتقد فيه الخطوة الأمريكية بأنها تشكل انتكاسة للجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط.

مرة أخرى، فقد حطمت الولايات المتحدة باستخدامها لحق النقض يوم الخميس الماضي، بلا رحمة حلم الشعب الفلسطيني الذي دام عقودا وفضحت نفاقها واتباعها "المعايير المزدوجة" بشأن القضية الفلسطينية.

ادعت غرينفيلد، ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أن انضمام فلسطين رسميا إلى الأمم المتحدة لن يساعد في التوصل إلى "حل الدولتين". يريد الناس أن يسألوا ممثلة الولايات المتحدة: ما الذي سيساعدنا على التوصل إلى "حل الدولتين"؟ هل هي الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل مرارا وتكرارا؟ أم هو حق النقض الذي استخدمته به في الأمم المتحدة واحدا تلو الآخر؟ وهذه الأعمال، التي تتعارض مع جهود السلام، أثبتت مرة أخرى أن الولايات المتحدة "مخربة" و "مفسدة" للشؤون الدولية والإقليمية. فلا يحق لأحد أن يستخدم حق النقض في المسائل المتعلقة بمستقبل الشعب الفلسطيني ومصيره.

تعتقد بلدان كثيرة، بما فيها الصين، أن قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة سيعطى فلسطين مكانة متساوية مع إسرائيل وسيساعد على تهيئة الظروف للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وفي ظل استمرار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وتدهور تداعياتها، أصبح قبول فلسطين بعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. فلماذا أصر السياسيون الأمريكيون، الذين يميلون إلى الحديث عن "حل الدولتين"، على تخييب آمال الشعب الفلسطيني مرة أخرى؟

أشار المحللون إلى أنه بالإضافة إلى تحيز الولايات المتحدة اللامحدود إلى إسرائيل باعتبارها أحد أهم الحلفاء، ترى الولايات المتحدة دائما أن أي تقدم في القضية الفلسطينية يجب أن يتم تحت قيادتها، وأن تقدم فلسطين من جانب واحد بطلب الانضمام إلى الأمم المتحدة سيؤدي إلى إضعاف الدور القيادي للولايات المتحدة في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. ومن هذا المنطلق، فإن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليس مهما بالنسبة إلى واشنطن، بقدر أهمية حماية المصالح الأمريكية الأنانية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق