وسط تساقط الثلوج في الجبال الخلابة في إقليم هوتيه بيرينيه في جنوب غرب فرنسا، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته بريجيت ماكرون بحرارة الرئيس الصيني شي جين بينغ وعقيلته بنغ لي يوان في مطعم جبلي في لقاء مصغر.
وشاهدوا معا رقصة شعبية تقليدية أداها قرويون محليون قبل الغداء في مطعم "لي تبة دو بيرغيه" الواقع في جبل كول دو تورمالي الأسطوري ضمن سباق فرنسا للدراجات "تور دي فرانس".
ومع تساقط الثلوج في الخارج والغيوم الممتدة عبر السماء، جلس الرئيسان وقرينتاهما بجوار النافذة يحدقون في الجبال من بعيد أثناء تذوق الأطباق المحلية. وفي جو مريح وودي، تبادلا الاتصالات الاستراتيجية حول عدد من القضايا الهامة الحاسمة للعالم.
وأشار الرئيس شي إلى أن الحضارة الصينية هي الوحيدة التي استمرت دون انقطاع لأكثر من 5 آلاف عام. ولهذا السبب فإن الشعب الصيني لديه التزام قوي تجاه بلده، خاصة عندما يتعلق الأمر بالوحدة الوطنية التي يقدرها ويعتز بها.
وقال الرئيس شي إنه على الرغم من أن الحضارتين الصينية والفرنسية، إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب، ولديهما قيم وأنظمة اجتماعية مختلفة، إلا أنهما ملتزمتان بالتبادلات بين الحضارات والتعلم المتبادل.
وقال الرئيس شي إن الجانبين يمكنهما التعايش في وئام دون السعي إلى التماثل، مضيفا أنه من خلال الحوار والتعاون، يمكنهما تقديم إسهامات جديدة للسلام والتنمية العالميين والتقدم البشري.
وقال الرئيس شي إن الصين مستعدة للعمل مع فرنسا وأوروبا لتعزيز التبادلات الشعبية، وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري، وبناء تصور صحيح تجاه بعضهما البعض، وترسيخ قصص الصداقة بين الشعبين الصيني والفرنسي وشعوب أوروبا والمضي بها قدما.
من جانبه، استدعى الرئيس ماكرون زيارته للصين العام الماضي، خاصة اللقاء في حديقة الصنوبر في قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، والذي ترك لديه انطباعا عميقا ورائعا.
وقال الرئيس ماكرون إنه من خلال التبادلات المتعمقة مع الرئيس شي، تعلم المزيد عن تاريخ الصين وثقافتها وفلسفتها وعمليتها التنموية واكتسب فهما أعمق لموقف الصين من القضايا المهمة.
وفي ضوء عدم اليقين الذي يكتنف الوضع الدولي الحالي، قال الرئيس ماكرون إنه من الضروري أن تحافظ أوروبا على استقلالها الاستراتيجي وتضامنها ووحدتها، مضيفا أنه من المهم أيضا أن تطور أوروبا علاقة سليمة مع الصين وأن تعزز تعاونهما الثنائي ومتعدد الأطراف.
وأشار الرئيس ماكرون إلى أن فرنسا والصين عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي، وأعرب عن استعداده للحفاظ على الاتصال الوثيق مع الرئيس شي والاضطلاع بدور إيجابي في دعم السلام والاستقرار في أوروبا والعالم.
وأعرب الرئيس شي عن امتنانه للرئيس ماكرون وعقيلته على كرم ضيافتهما وترتيباتهما المدروسة، قائلا إنه وعقيلته قضيا وقتا رائعا لا ينسى.
كما أعرب الرئيس شي عن استعداده لتكرار التفاعلات مع الرئيس ماكرون والعمل معه من أجل تحقيق تطور سليم ومطرد للعلاقات الصينية-الفرنسية والصينية-الأوروبية وتحقيق المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية في هذا العالم المتغير والمضطرب.
ووجه الرئيس شي الدعوة إلى الرئيس ماكرون لزيارة الصين مرة أخرى في الوقت المناسب.
وفي الختام، بدأ القرويون المحليون في غناء أغنية الراعي، معربين عن امتنانهم للرئيس شي وعقيلته على الزيارة ودعوهما للعودة مرة أخرى.
وأعرب الرئيس شي عن إعجابه العميق بالمناظر الطبيعية الخلابة والأطباق اللذيذة، قائلا إنه يرحب بمزيد من الأغذية الزراعية عالية الجودة من فرنسا إلى السوق الصينية وزيارة المزيد من الفرنسيين الودودين إلى الصين.
وبعد الاجتماع، رافق ماكرون وبريجيت الرئيس شي وعقيلته بنغ في الطريق من كول دو تورمالي إلى تارب في منطقة هوتيه بيرينيه في فرنسا، وأقاما لهما مراسم وداع رسمية في المطار.
وفي ليلة الثلاثاء، وصل الرئيس شي بعد ختام زيارته إلى فرنسا إلى بلجراد لبدء زيارة دولة إلى صربيا بدعوة من الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.