"حيوية السوق الصينية وترتيبات الحكومة الصينية في توسيع الطلب المحلي وتعزيز التحول الأخضر الشامل توفر لنا آفاقا أوسع للتنمية"، هكذا كانت إجابة تاو لين نائبة رئيس شركة تسلا على سؤال مراسلتنا؛ وهذا بعد أن أعلنت الصين رسميا عن أحوال الاقتصاد الوطني في شهر يوليو الماضي أمس الخميس (15 أغسطس). وأعلنت شركة باير الألمانية لعلوم الحياة أنه من المتوقع تقديم عشرين مليون يورو هذا العام كتمويل لإنشاء مركز الابتكار التعاوني في مدينة شانغهاي الصينية. وصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية ذكرت أن المصنعين الألمان يأملون في توسيع إنتاجهم في الصين للدفاع عن حصتهم في السوق الصينية، وأن الشركات الألمانية تستثمر في الصين أكثر من أي وقت مضى. 

ما سرّ ثقة المستثمرين الأجانب بالسوق الصينية؟ الجواب يكمُن في أحدث البيانات التي أصدرتها الصين عن أحوال الاقتصاد الوطني في شهر يوليو الماضي؛ إذ ارتفع الناتج الصناعي ذو القيمة المضافة في البلاد بنسبة 5.1 في المائة على أساس سنوي في يوليو الماضي، ومنه ازدادت سرعة نمو القيمة المضافة لصناعة إنتاج المعدات بنسبة0.4 نقطة مئوية عن الشهر السابق، وارتفع مؤشر إنتاج الخدمات بنسبة 4.8 في المائة على أساس سنوي في يوليو، متسارعا بنسبة 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق. وازداد كل من حجم نقل البضائع وحجم نقل الركاب بنسبة 6.5% و4.6% على التوالي. ورغم البيئة الدولية المعقدة وتدخل العوامل قصيرة المدى مثل الظروف المناخية القاسية المحلية، إلا أنّ الاقتصاد الصيني واصل تطوره بطريقة مستقرة وثابتة بشكل عام. 

في هذه المرحلة، شهدت البيئة الدولية تغيرات عميقة، وتزايدت عوامل عدم اليقين في الخارج، والطلب الفعال المحلي في الصين غير كاف، لذا صار من اللازم تعزيز أساس الانتعاش الاقتصادي. بيد أن الظروف ما تزال مفيدة لتنمية الاقتصاد الصيني لفترة طويلة الأجل وله القدرة اللازمة للتغلب على المشاكل التي تعتري طريق تطوره وتحويل نمطه. وتماشيا مع تطبيق سلسلة من الإجراءات المهمة للإصلاح، ستدفع الصين اقتصادها للتوجه نحو التعافي والتحسن باستمرار، وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية على مدار السنة، وتقاسم فرص التنمية مع العالم. لذا فمن الطبيعي أن تبقى الصين "الخيار الأكيد" للعديد من المستثمرين الأجانب والسوق التي سيجاهدون للإبقاء والحفاظ على حصصهم فيها.