قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، يوم الجمعة عقب الاجتماع التاسع لوزراء خارجية آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ الذي عقد في تشيانغ ماي بتايلاند، إن آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ تلعب دورا قياديا أكثر بروزا وأصبحت "منصة ذهبية" للتعاون الإقليمي.
وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السكرتيرة الدائمة للشؤون الخارجية في تايلاند، إكسيري بينتاروتشي، حول نتائج الاجتماع، إنه تم التوصل إلى توافق واسع النطاق خلال ذلك الاجتماع.
وتضم آلية لانتسانغ-ميكونغ ست دول هي الصين وكمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام.
وقال وانغ إن الصين ودول ميكونغ الخمس الأخرى عززت الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وحققت تغطية كاملة لمجتمع المصير المشترك الثنائي ومتعدد الأطراف، وهي في طليعة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأوضح وانغ أن المشاريع الاستراتيجية مثل خط سكة حديد الصين-لاوس، وخط سكة حديد الصين-تايلاند، وطريق بنوم بنه-سيهانوكفيل السريع، تواصل إطلاق العنان للتأثير الشامل لممر ذهبي، مضيفا أن تجارة الصين مع دول ميكونغ الخمس تضاعفت مرتين قياسا بحجم هذه التجارة قبل عشرة أعوام، لتبلغ مستوى مرتفعا جديدا بقيمة 200 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من العام الجاري.
وقال وانغ إن مشروع نبع لانتسانغ-ميكونغ العذب، ومشاريع لانتسانغ-ميكونغ للحصاد الوفير، ومبادرة لانتسانغ-ميكونغ الخضراء، ومجموعات المشاريع الأخرى التي أطلقتها الدول الست، حققت نتائج ملحوظة وأفادت السبل المعيشة لشعوب هذه الدول، مشيرا إلى أن ترتيبات الإعفاء من التأشيرة بين الصين وتايلاند ولاوس سهلت بشكل أكبر التبادلات الشعبية بين الدول الست.
وقال وانغ إن الاجتماع شهد إجماعا على أن التأثير الاستراتيجي لآلية لانتسانغ-ميكونغ أصبح أكثر بروزا وله أهمية كبيرة لتحقيق السلام والتنمية في المنطقة. وأضاف أنه في مواجهة العوامل غير المؤكدة وغير المتوقعة في المشهد الدولي المتغير الذي تعمه الفوضى، فإن تعزيز التضامن والتعاون بين دول آلية لانتسانغ-ميكونغ يصب في المصلحة المشتركة لدول الآلية ويلبي توقعات المجتمع الدولي.
وفي سياق إشارته إلى أن العام الجاري يصادف الذكرى السنوية السبعين لطرح المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، قال وانغ إن دول الآلية اتفقت على المضي قدما بروح هذه المبادئ، والتمسك بالاتجاه الصحيح المتمثل في التضامن والتعاون، وأن تكون جيرانا جيدين وشركاء جيدين يثقون في بعضهم البعض.
ودعا وانغ إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لبناء حزام أقوى للتنمية الاقتصادية في لانتسانغ-ميكونغ، ما يساعد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على تضييق فجوة التنمية.
وشدد وانغ على أن دول لانتسانغ-ميكونغ ستلتزم بالتعددية الحقيقية والانفتاح الإقليمي، وستعارض في الوقت نفسه "الجدران العالية في الساحات الصغيرة"، و"فك الارتباط الاقتصادي وكسر السلاسل"، والمجموعات الصغيرة الحصرية، من أجل تقديم "مساهمة لانتسانغ-ميكونغ" في تحقيق السلام والتنمية الدائمين في المنطقة وخارجها من خلال الاستقرار واليقين اللذين تبثهما دول لانتسانغ-ميكونغ.
وقال وانغ إن الدول الست عازمة على تركيز جهودها في الاتجاهات الأربعة التالية:
أولا، تعزيز الأمن. تعهدت الدول الست بمواصلة تعزيز مبادرة "منطقة لانتسانغ-ميكونغ الآمنة"، والتعاون في مكافحة الجرائم العابرة للحدود كالمقامرة عبر الإنترنت والاحتيال عبر وسائل الاتصالات والاتجار بالمخدرات، واستكشاف سبل إنشاء آليات للتعاون القضائي والقانوني في المنطقة، ومواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية بشكل مشترك.
ثانيا، تعزيز الابتكار. ستعمل الدول الست على تسريع بناء ممرات الابتكار، وتحسين آليات التعاون الإقليمي في مجال العلوم والابتكار، وإثراء التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء.
وقال وانغ إن الصين مستعدة لمساعدة دول ميكونغ في تعزيز بناء قدرات الذكاء الاصطناعي وإنشاء شبكة تعاون للبنية التحتية للحوسبة في لانتسانغ-ميكونغ على أساس مركز ابتكار الحوسبة السحابية في لانتسانغ-ميكونغ.
ثالثا، تعزيز الاستدامة. ستعمل الدول الست على تعميق الارتباطية بين السكك الحديدية والطرق والموانئ وشبكات الكهرباء، وتعزيز التعاون في الاستثمار في القدرات الإنتاجية، والحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد الإقليمية.
وقال وانغ إن الصين ستبني منصات لمراقبة جودة الهواء، وخدمات الأرصاد الجوية، والتعاون في الاستجابة للطوارئ، وتحليل الزلازل في منطقة لانتسانغ-ميكونغ، من أجل تعزيز القدرة على تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
رابعا، تعزيز الصداقة. سيصادف العام المقبل الذكرى السنوية الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتايلاند، والذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفيتنام والعلاقات الدبلوماسية بين الصين وميانمار. في الوقت ذاته، تمر العلاقات بين الصين ولاوس وبين الصين وكمبوديا بمرحلة حاسمة من التطور.
ودعا وانغ إلى تعميق التبادلات في التعليم والإعلام والمراكز البحثية والأديان وعلى المستويات دون الوطنية، وإلى المزيد من تسهيل حركة الأفراد.
وقال وانغ إن دول لانتسانغ-ميكونغ الست، التي تتقاسم النهر نفسه ويربطها مصير مشترك، خلقت تعاون لانتسانغ-ميكونغ من الصفر ودفعته إلى الأمام بسرعة.
وأضاف أن الدول الست ستكتب معا فصلا جديدا في بناء مجتمع مصير مشترك لدول لانتسانغ-ميكونغ، ما يقدم مساهمات جديدة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.