أعلنت أربع منظمات تابعة للأمم المتحدة يوم الأحد (18 أغسطس) ارتفاع سوء التغذية الحاد في مناطق سيطرة الحكومة باليمن بنسبة 34 بالمائة خلال العام الجاري مقارنة بالعام السابق، محذرة من أنه "يتزايد بسرعة" ووصل إلى "مستويات حرجة للغاية" لأول مرة.
وجاء ذلك في بيان مشترك صادر عن منظمات الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية.
وقال البيان الذي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه اليوم "إن سوء التغذية الحاد يتزايد بسرعة في مناطق سيطرة الحكومة، حيث يعاني الساحل الغربي من مستويات حرجة للغاية لأول مرة" وفق تقرير التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية الحاد، الذي يغطي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.
وتابع أنه "وفقاً لأحدث تحليل لسوء التغذية الحاد في إطار التصنيف المرحلي المتكامل، ارتفع عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أو الهزال بنسبة 34 بالمائة مقارنة بالعام السابق في جميع مناطق سيطرة الحكومة اليمنية".
وأضاف أن سوء التغذية أثر على أكثر من 600 ألف طفل، من بينهم 120 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
وعزا البيان هذا الارتفاع الحاد إلى التأثير المركب لتفشي الأمراض (الكوليرا والحصبة)، وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي ومحدودية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والتدهور الاقتصادي.
ومن المتوقع أن تشهد جميع المديريات الـ 117 في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية "مستويات خطيرة من سوء التغذية الحاد أو أسوأ" في الفترة من يوليو إلى أكتوبر 2024، وهي أشهر موسم العجاف، التي يكون فيها النشاط الزراعي ضئيلاً، وفق البيان.
وأشار إلى أن محافظتي الحديدة وتعز تعانيان من أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، وتواجهان بالفعل أعلى معدلات التقزم أو سوء التغذية المزمن.
ودعت المنظمات الأربع إلى تقديم دعم دولي عاجل ومستدام واتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأسباب الجذرية لسوء التغذية الحاد من خلال تعزيز الأنظمة القائمة في مجالات الحماية الاجتماعية والصحة والغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وشدد البيان على "أن إنهاء النزاع المستمر منذ ما يقرب من عقد من الزمن واستعادة السلام أمر بالغ الأهمية لمواجهة التحديات وبناء قدرة الشعب اليمني على الصمود الذي دمره نقص الخدمات الأساسية والنزوح المتكرر والنظم الاقتصادية والاجتماعية المحطمة".
ويعاني اليمن من نزاع دموي بين الحكومة وجماعة الحوثي منذ أواخر العام 2014، تسبب، وفق تقديرات أممية، بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم".