مبعوث صيني يحث الولايات المتحدة على بذل جهود حقيقية لتعزيز محادثات السلام بشأن القضية الأوكرانية

حث قنغ شوانغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الجمعة الولايات المتحدة على "بذل جهود حقيقية لتعزيز محادثات السلام وتخفيف الأزمة" المتعلقة بالقضية الأوكرانية.

فقد قال قنغ خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، ردا على تصريحات أدلى بها مندوب الولايات المتحدة، إنه "فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، ينبغي على الولايات المتحدة، بدلا من الخطب الرنانة، بذل جهود حقيقية لتعزيز محادثات السلام وتخفيف الأزمة".

وأشار السفير إلى أن البيان الذي أدلى به مندوب الولايات المتحدة "هو شيء سمعناه مرات عديدة من قبل ولا جديد فيه"، داعيا الجانب الأمريكي إلى "وقف لعبة تبادل الاتهامات المملة في هذه القاعة".

وذكر قنغ أن المهمة الأكثر إلحاحا بالنسبة للمجتمع الدولي في الوقت الحالي هي تعزيز وقف إطلاق النار لوقف الحرب وتحقيق السلام، وأن "الصين تدعو إلى السلام وتناشد بذل جميع الجهود لبلوغ هذه الغاية".

"بيد أن الولايات المتحدة لم تكتف بغض الطرف وصم آذانها عن جهود الصين الرامية إلى تعزيز السلام، بل واصلت نشر الأكاذيب في مجلس الأمن وتشويه سمعة الصين بشأن القضية الأوكرانية، وهو ما تعارضه الصين بشدة ولن تقبله على الإطلاق"، حسبما أوضح قنغ.

وشدد المبعوث على أنه إذا كانت الولايات المتحدة "تريد حقا إنهاء الحرب، فعليها أن تبذل جهودا مع الدول المعنية، بما في ذلك الصين، بدلا من التنصل من مسؤولياتها وخلق مواجهات".

وذكر أنه مع استمرار الأزمة في أوكرانيا بلا هوادة، تتدفق كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى ساحة المعركة بشكل أكثر تنوعا ونطاقا مع قدر أكبر من الفتك وقوة التدمير، ما يؤدي إلى تزايد مخاطر فقدان وانتشار الأسلحة، مضيفا بقوله إن "وضعا كهذا يبعث على القلق العميق".

وحذر قنغ من أن زيادة إمدادات الأسلحة إلى ساحة المعركة لن تؤدي سوى إلى مزيد من الضرر ولن تحقق السلام المستدام، وأن استمرار الدعوة إلى المواجهة بين التكتلات لن يؤدي سوى إلى تفاقم الأزمة وجعل الطريق إلى السلام أكثر وعورة.

وقال إن "الصين ترى أن الشيء المهم الذي يجب القيام به الآن هو الالتزام بالمبادئ الثلاثة المتمثلة في عدم توسيع ساحة المعركة، وعدم تصعيد القتال، وعدم استفزاز أي طرف، من أجل تهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن".

ودعا أطراف الصراع إلى "إظهار إرادتهم السياسية، والالتقاء في منتصف الطريق، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء القتال، وبدء محادثات السلام في أقرب وقت ممكن".

ودعا السفير المجتمع الدولي إلى تهيئة ظروف مواتية وتقديم مساعدة عملية، كما دعا جميع الأطراف المعنية إلى إعطاء الأولوية للسلام والشواغل الإنسانية من خلال تكريس مواردها وطاقاتها للجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء القتال.

وأكد مجددا موقف الصين بشأن القضية الأوكرانية والمتمثل في تعزيز محادثات السلام والتسوية السياسية، وقال إن الصين "ستواصل التمسك بموقف موضوعي ومحايد، والحفاظ على اتصال وثيق مع جميع الأطراف، وتعزيز توافق أوسع في المجتمع الدولي، وبذل جهود دؤوبة من أجل تحقيق تسوية سياسية مبكرة للأزمة الأوكرانية".

وردا على تصريحات مندوب الولايات المتحدة، قال قنغ إن "الصين لم تخلق الأزمة الأوكرانية، وليست طرفا فيها. والصين لم تقدم أسلحة لأي طرف في الصراع، كما إن الصين تفرض رقابة صارمة على المواد ذات الاستخدام المزدوج لدينا".

وأكد أن الشركات الصينية تقوم بتعاون اقتصادي وتجاري طبيعي مع الدول في جميع أنحاء العالم، بما فيها روسيا وأوكرانيا، وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية ومبادئ السوق، مشيرا إلى أنه "عمل معقول ومشروع ولا تشوبه شائبة".

وقال "في الواقع، تحافظ الولايات المتحدة أيضا على علاقات تجارية واقتصادية مع روسيا". 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق