التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في بكين يوم الاثنين.
وطلب شي من سانشيز نقل تحياته إلى الملك فيليب السادس، مشيرا إلى أن الصين وإسبانيا احتفلتا بالذكرى السنوية الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية العام الماضي، وأنه منذ ذلك الحين، حافظ الجانبان على تبادلات وتفاعلات وثيقة على جميع المستويات وعملا على تعزيز التعاون عالي الجودة في مجالات جديدة.
وفي معرض إشارته إلى أن العام المقبل يوافق الذكرى السنوية الـ20 لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإسبانيا، قال شي إنه ينبغي على الجانبين الالتزام بالهدف الأصلي المتمثل في إقامة علاقات دبلوماسية قائمة على الاحترام المتبادل والتعامل على قدم المساواة، وتبني رؤية شاملة وطويلة الأمد، وإضافة أبعاد جديدة للعلاقات الثنائية.
ودعا شي الجانبين إلى بناء علاقات طويلة الأمد ومستقرة بين الصين وإسبانيا بتصميم استراتيجي، والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
وأكد شي أن الإصلاح والانفتاح هما مسار التنمية الصحيح الذي وجدته الصين من خلال الممارسة الممتدة، وستستمر الصين في ذلك بثبات.
وقال إن الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني اتخذت ترتيبات منهجية لمزيد من تعميق الإصلاح بشكل شامل لتعزيز التحديث صيني النمط، ما جلب فرصا جديدة لتعميق وتوسيع التعاون بين الصين وإسبانيا.
وقال شي إنه يتعين على الجانبين العمل من أجل تحقيق المنافع المتبادلة من خلال تعزيز التنمية في مجالات التكنولوجيا الفائقة كالذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة، مضيفا أن الصين تأمل في أن تواصل إسبانيا توفير بيئة عمل نزيهة ومنصفة وآمنة وغير تمييزية للشركات الصينية للاستثمار وممارسة الأعمال التجارية في البلاد.
وحث الجانبين على بذل جهود مشتركة للبقاء على التزام بالشمول والتعلم المتبادل، وتعزيز الصداقة بين الشعبين، وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية في مجالات تعليم اللغة والشباب والثقافة والسياحة.
وقال شي إن العام المقبل يوافق الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، وإن الصين مستعدة للعمل مع الكتلة لاستعراض التجارب الناجحة في تنمية العلاقات الثنائية وتعزيز العلاقات بشكل أكبر. "تأمل الصين في أن تواصل إسبانيا لعب دور بناء في هذا الصدد".
وقال شي إن الصين وإسبانيا دولتان تتمتعان بحس المسؤولية والجدية في أداء المهام، وكلاهما يؤيد التعددية والتجارة الحرة.
وأشار إلى أن الصين مستعدة لتوسيع التعاون مع إسبانيا في أسواق أطراف ثالثة في الجنوب العالمي، وتعزيز الاتصالات والتنسيق في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين والمنظمات الدولية الأخرى، بهدف ضخ المزيد من الطاقة الإيجابية في السلام والاستقرار والتقدم البشري حول العالم.
ونقل سانشيز تحيات الملك فيليب السادس الودية للرئيس شي.
وقال سانشيز إن إسبانيا والصين تتمتعان بصداقة عريقة، وطورتا وعمقتا شراكتهما باستمرار على أساس الاحترام المتبادل.
وقال إن الجانبين وقعا خلال زيارته عددا من اتفاقيات التعاون في مجالات مثل التنمية الخضراء، ما يدل على الإمكانات الهائلة والآفاق المشرقة للتعاون الثنائي.
وتأمل إسبانيا في أن يعزز البلدان التبادلات الشعبية ويعمقا التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة ومركبات الطاقة الجديدة، وفقا لما قال.
وأوضح أن إسبانيا مستعدة لتوفير بيئة سليمة للشركات الصينية.
وأشار إلى أن إسبانيا والصين ملتزمتان بحماية السلام والتعددية على المستوى العالمي، وأن الصين قوة رئيسية للسلام والتنمية العالميين وتلعب دورا مهما وبناء في حل القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية.
وقال إن إسبانيا تنظر إلى علاقاتها مع الصين من منظور استراتيجي، وتلتزم بقوة بسياسة صين واحدة، وترغب في أن تكون شريكة جديرة بالثقة للصين، وتتطلع إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وتقديم إسهامات أكبر لرفاهية الشعبين والسلام والازدهار العالميين.
وأضاف أن إسبانيا تدعم مبادئ التجارة الحرة والأسواق المفتوحة، وتعارض الحروب التجارية، وهي على استعداد لمواصلة لعب دور إيجابي في تعزيز التنمية الصحية للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن أزمة أوكرانيا والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.