دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ يوم الأربعاء (11 سبتمبر) الصين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للجانبين وتسريع عملية المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة.
أدلى لي بهذه التصريحات خلال اجتماعه في الرياض مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي.
وقال رئيس مجلس الدولة إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باعتباره المنظمة الإقليمية الفرعية الأكثر ديناميكية في الشرق الأوسط، قدم إسهامات إيجابية في دفع عملية التكامل الإقليمي وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وقال لي إن علاقات الصين مع دول المجلس شهدت على مدى الأربعين عاما الماضية وأكثر تطورا مستداما وسليما ومستقرا، وهي في طليعة علاقات الصين مع الدول العربية.
وأشار لي إلى أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، وزعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقدوا في عام 2022 قمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الأولى، ورسموا بشكل مشترك مخططا جديدا لتطوير التعاون العملي بين الجانبين.
وأشار لي إلى استعداد الصين لزيادة تعزيز التواصل والتنسيق مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتنفيذ نتائج القمة بشكل فعال، وتعزيز الأساس السياسي للعلاقات الثنائية، والعمل معا لتعميق وتعزيز العلاقات والتعاون من أجل تحقيق منفعة متبادلة أكبر والمزيد من النتائج المربحة للجانبين.
وأشار لي إلى أن هناك شراكة تعاونية طبيعية بين الصين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتوجد أوجه تكامل اقتصادي قوي بين الجانبين، قائلا إن الصين مستعدة لتعزيز التعاون بشكل مطرد في المجالات الخمسة ذوات الأولوية التي طُرحت في قمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ودعا لي الجانبين إلى مواصلة تعميق التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والابتكار والعلوم والتكنولوجيا والتبادلات الشعبية، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء، والاشتراك معا في خلق زخم جديد يحفز التنمية لدى الجانبين.
وقال لي إن الصين على استعداد لتعزيز تنسيق السياسات مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال آليات كالحوار الاستراتيجي بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤكدا أن الصين تدعم دول المنطقة في حل الخلافات من خلال الحوار والتشاور لتحقيق حسن الجوار والصداقة الدائمين.
ووصف البديوي نجاح قمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الأولى بأنه معلم بارز في تطوير العلاقات بين الجانبين، وقال إن هناك صداقة عميقة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين، مؤكدا أن كلا من الجانبين يرى الآخر شريكا استراتيجيا يمكن الاعتماد عليه.
وأعرب البديوي عن رغبة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في التكاتف مع الصين في تنفيذ التوافق المهم بين زعماء الجانبين على نحو نشط، وتعزيز الحوار في مختلف المجالات على جميع المستويات، وتعميق التعاون في مجالي الطاقة والابتكار، وتعزيز التبادلات الشعبية.
وأعرب البديوي أيضا عن أمله في أن يتوصل الجانبان عاجلا إلى اتفاق بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، من أجل دفع علاقاتهما إلى مستوى أعلى.
وأضاف البديوي أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يقدر بشدة موقف الصين المحايد تجاه القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الإقليمية، فضلا عن دعمها للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.