"لقد فتحت الصين طريقا غير مسبوق للتحديث"، كلمة تكررت على ألسن شخصيات دولية كثيرة بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. خلال السنوات الـ75 الماضية، خلق هذا البلد الشرقي الذي كان فقيرا ومتخلفا معجزة مدهشة للعالم في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل المدى، وتحول من "التخلف عن العصر" إلى "اللحاق بالعصر" ثم إلى "رائد العصر".
على مدى السنوات الـ75 الماضية، لم يعزز التحديث الصيني تنمية الصين فحسب، بل قدم أيضا مساهمات إيجابية للسلام والتنمية العالميين والتقدم البشري. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الصين أصبحت "قوة لا غنى عنها وجديرة بالثقة لتعزيز السلام والتنمية العالميين".
في الوقت الحاضر، تتسارع وتيرة تغيرات الأوضاع الدولية، ويتباطأ الانتعاش الاقتصادي العالمي. وفي الوقت نفسه، تتيح جولة جديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحولات الصناعية فرصا إنمائية جديدة، ويحتاج العالم إلى بيئة سلمية وهادئة وزخم جديد للتنمية المشتركة. وعلى أساس التجربة الناجحة، فإن التحديث الصيني سيجلب المزيد من الفرص الجديدة للعالم.
الفرص تأتي أولا من مفهوم "السلام". التحديث الصيني هو تحديث يتبع طريق التنمية السلمية، وسيعزز بشكل فعال السلام والاستقرار العالميين. تعد الصين الدولة الكبرى الوحيدة في العالم التي أدرجت التنمية السلمية في دستورها، وهي أيضا الدولة الوحيدة بين الدول النووية الخمس والتي تعهدت بألا تكون البادئة باستخدام الأسلحة النووية. من الوساطة في الأزمة الأوكرانية، إلى دفع عملية المصالحة بين إيران والمملكة العربية السعودية، وإلى تعزيز المصالحة الداخلية الفلسطينية، ظلت الصين تناضل من أجل السلام العالمي. وفي المستقبل، ستواصل الصين "رفع راية السلام والتنمية والتعاون والفوز للجميع، والسعي لتعزيز السلام والاستقرار العالميين والتقدم المشترك للبشرية".
والفرص تكمن أيضا في حقيقة أن التحديث الصيني من شأنه أن يعزز بشكل فعال التنمية المشتركة لجميع البلدان. أوصت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية ال20 للحزب الشيوعي الصيني بأن تعمل الصين على تحسين الأنظمة والآليات لتعزيز الانفتاح الرفيع المستوى، وتحقيق التنمية الاقتصادية عالية الجودة، وبناء اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى. وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمة ألقاها في حفل استقبال أقيم بمناسبة العيد الوطني الـ75، أن الصين ستزيد من تعميق الإصلاح على نحو شامل وتوسيع الانفتاح، وتعمل على تحقيق تنمية عالية الجودة، وهذا من شأنه أن يفتح للعالم آفاقا أوسع للتعاون.
التحديث الصيني، مع التطور المستمر لهذا الطريق التنموي الفريد، يحمل إيحاء عميقا للدول النامية الأخرى، ويسهم في تنويع طرق التحديث للدول النامية وتعزيز ثقة المزيد من البلدان وعزمها على استكشاف طرقها الخاصة إلى التحديث. سواران سينغ، الأستاذ في كلية العلاقات الدولية بجامعة نهرو الهندية، قال مؤخرا في تقرير إن التحديث الصيني قد كسر أسطورة "التحديث = التغريب" وله أهمية كبيرة للعالم أجمع.