إن قرارات مجلس الأمن الدولي ملزمة لجميع الدول، كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، ولا مجال للتشويه أو التأويل، هكذا قال فو تسونغ، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، في جلسة إحاطة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في غزة يوم الأربعاء.
وذكر فو أن الصراع في غزة والوضع في الشرق الأوسط أصبحا في مقدمة أعمال مجلس الأمن منذ أكتوبر من العام الماضي. "ولكن الوضع لم يتحسن حتى الآن. بل استمر في التدهور".
وأكد قائلا "لا يمكننا تجاهل تهميش المجلس".
وأشار فو إلى أن هناك توافقا واسعا بين الغالبية العظمى من أعضاء المجلس حول القضية الفلسطينية-الإسرائيلية. وذكّر بأن الجانب الأمريكي، بعد استخدامه المتكرر لحق النقض (الفيتو) ضد مطالبة المجلس بوقف فوري لإطلاق النار، طرح مبادرة لوقف إطلاق النار في مايو الماضي، مدعيا أن إسرائيل قبلتها، وطلب دعم المجلس للتوصل إلى اتفاق من خلال المحادثات الدبلوماسية.
"بيد أنه على مدى الأشهر الخمسة الماضية، بدا أن ما يسمى بالجهود الدبلوماسية تسير في حلقات مفرغة، وأدى المزيد من الوقت والصبر إلى خسائر أكبر في صفوف المدنيين ومزيد من المغامرات العسكرية المتهورة".
وقال السفير إنه من الضروري إلقاء نظرة عميقة على المأزق الحالي والتأكيد مجددا على بعض المبادئ البديهية، مشيرا إلى أن "قرارات مجلس الأمن ملزمة لجميع الدول، كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، ولا مجال للتشويه أو التأويل".
وفي هذا الصدد، فإن تنفيذ القانون الإنساني الدولي التزام غير قابل للتفاوض ولا يمكن استخدامه كورقة مساومة، كما أن مبادئ القانون الدولي تنطبق بصورة شاملة على جميع الدول، حسبما أكد، محذرا من أن "الكيل بمكيالين والتطبيق الانتقائي من شأنهما أن يضعا سابقة رهيبة لها عواقب سلبية واسعة النطاق".
وتابع المبعوث قائلا "بالطبع لا يمكننا أن نفقد الثقة في الدبلوماسية الحقيقية"، وحث الدولة المعنية على إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح وإظهار الإرادة السياسية واتخاذ موقف محايد والتخلي عن حساباتها السياسية وممارسة كل تأثير متاح على الطرف المعني.
وقال "في الوقت نفسه، نحن ندعم المجلس في استخدام جميع الخيارات المتاحة لديه لاتخاذ مزيد من الإجراءات لإنهاء الحرب واستعادة السلام في أسرع وقت ممكن".