رئيس مجلس الدولة الصيني وقادة الآسيان يتطلعون إلى بذل جهود مشتركة للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ

 تم تسليط الضوء على تعزيز الاحترام والثقة المتبادلين وتوطيد التعاون خلال اجتماعات القادة حول التعاون في شرق آسيا التي اختتمت لتوها، حيث دعا صناع القرار إلى بذل مساع مشتركة لحماية السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الأوسع.

وقد قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ يوم الجمعة في كلمة ألقاها أمام قمة شرق آسيا الـ19 في فينتيان، عاصمة لاوس، إن "العالم اليوم دخل فترة جديدة من الاضطرابات والتحولات، فيما يفتقر الانتعاش الاقتصادي العالمي إلى الزخم. وإن حماية السلام والاستقرار والتنمية على نحو أفضل يُعد مهمة رئيسية لنا جميعا في شرق آسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ الأوسع".

يصادف هذا العام الذكرى الـ70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. ولدت المبادئ، التي اقترحتها الصين في آسيا، في وقت كانت تتطلع فيه الدول المستقلة حديثا إلى حماية سيادتها وبناء علاقات دولية قائمة على المساواة.

وذكر لي أنه من أجل دعم الإنصاف والعدالة الدوليين، يتعين على العالم مواصلة استخلاص الحكمة من المبادئ الخمسة.

اليوم، تعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ قوة دافعة قوية للتنمية العالمية، لكن مياهها تضطرب باستمرار بسبب الأهمية الإستراتيجية للمنطقة.

حذر خبراء فلبينيون من أن نظام الصواريخ الأمريكي (تايفون) متوسط المدى، الذي تم إحضاره إلى الفلبين تحت ذريعة إجراء تدريبات عسكرية في وقت سابق من هذا العام، قد تجاوز فترة بقاءه، الأمر الذي يهدد الاستقرار الإستراتيجي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وتجازف اليابان، الحليف الأساسي للولايات المتحدة، بإثارة المزيد من الخلافات أو حتى التوترات الإقليمية، حيث طرح رئيس وزرائها، شيجيرو إيشيبا، اقتراحا بإنشاء "نسخة آسيوية من حلف الناتو العسكري".

وصرحت وي لينغ، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية الصينية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن التدخل الخارجي يمكن أن يعوق التعاون الإقليمي، ويقوض التضامن والاستقرار الإقليميين، ويعرقل توجه دول الآسيان نحو التنمية.

وفي القمة الـ27 للآسيان+3 يوم الخميس، دعا لي الدول إلى تعزيز الوعي الآسيوي وتطبيق الحكمة الشرقية بشكل أفضل.

وذكر أن "الشؤون الآسيوية يجب أن تعالجها الشعوب الآسيوية من خلال التشاور، ويجب أن يبقى مستقبل آسيا بحزم بين أيدينا".

ودعا لي يوم الجمعة جميع الأطراف إلى التمسك بالسلام والهدوء، والسعي لتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، والعمل بشكل راسخ على تعزيز الانفتاح والتعاون، لخلق مستقبل أكثر إشراقا لشرق آسيا والعالم.

وفيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي على وجه الخصوص، قال لي إن "السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي أمران يمثلان أهمية بالغة لتنمية وازدهار منطقتنا".

وحث دول المنطقة على توخى أقصى درجات اليقظة إزاء الأعمال التي تعرض الاستقرار الإقليمي للخطر وتزيد من خطر نشوب صراعات، وعلى كبح تلك الأعمال بحزم.

من جانبه قال كي مانغوت، الباحث في معهد الرؤية الآسيوية في بنوم بنه بكمبوديا، "إن وجود إستراتيجية متماسكة وعملية تجاه الصين سيتيح للآسيان حماية مصالحها الإقليمية وتجنب أن تصبح بيدقا في منافسات جيوسياسية أكبر".

كما دعا لي جميع الأطراف إلى مواصلة دعم الهيكل الإقليمي المنفتح والشامل والمتمحور حول الآسيان، واتباع مسار الحوكمة الأمنية الإقليمية القائم على التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المتبادلة.

وتواصل الصين لعب دور رائد في تعزيز التعاون الفعّال من خلال الأطر المتعددة الأطراف، مثل قمة شرق آسيا.

وقد أكد رئيس وزراء لاوس سونيكساي سيفاندون يوم الجمعة على أهمية توطيد التعاون في إطار قمة شرق آسيا لتعزيز التفاهم والثقة والموثوقية المتبادلة، التي تعد عناصر أساسية لتحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في السلام والاستقرار والتنمية المستدامة.

وقال يونغ تشانثالانغسي، مندوب لاوس لدى اللجنة الحكومية الدولية لحقوق الإنسان التابعة للآسيان، إن قمة شرق آسيا "أصبحت منصة هامة لتعزيز السلام والتنمية، وتضخ الثقة في السلام والاستقرار والتعاون على الصعيد الإقليمي". 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق