تعليق: توثيق التعاون بين الصين وآسيان رغم محاولات تشويش واعتراض

أعلنت الصين ورابطة أمم جنوب شرق آسيا(آسيان)، خلال قمة الآسيان التي عقدت مؤخرا في فينتيان، عاصمة لاوس، بصورة مشتركة، انتهاء المفاوضات الجوهرية بشأن تحديث منطقة التجارة الحرة إلى النسخة 3.0 ، في خطوة حاسمة للارتقاء بمستوى التكامل الاقتصادي بشرقي آسيا، الأمر الذي يبرز تصميم الطرفين على تدعيم تعددية الأطراف والتجارة الحرة.

باستعراض مسيرة التعاون الخارجي للآسيان على مدى السنوات الماضية، يمكن القول إن تعاونها مع الصين هو "القاطرة"، كما أنه محرك رئيسي للنمو الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وظلت الصين أكبر شريك تجاري للآسيان لمدة 15 عاما متتاليا، وكانت الآسيان أكبر شريك تجاري للصين لمدة أربع سنوات متتالية. في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، زادت القيمة الإجمالية للتجارة المتبادلة بين الجانبين بنسبة 10٪ على أساس سنوي. وقد أسهمت المشاريع المشتركة الرئيسية مثل سكة حديد الصين-لاوس وسكة حديد جاكرتا-باندونغ عالية السرعة بدور كبير في تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية، في حين لاقت منتجات جنوب شرق آسيا رواجا كبيرا في الصين، مما خلق فوائد ملموسة لشعبي الجانبين.

في الوقت الحاضر، يمر الوضع الدولي والإقليمي بتغيرات سريعة ومعقدة، حيث تدعو بعض البلدان إلى فك الارتباطات وكسر السلاسل وتحرض على المواجهة بين الكتل، وتهب رياح الحمائية في جميع أنحاء العالم. وعلى هذه الخلفية، لماذا يصبح تعاون الصين مع دول الآسيان أكثر مرونة وصلابة؟ السبب الجوهري هو أن جميع البلدان لديها الرغبة الصادقة في تحقيق التنمية والازدهار وحياة أفضل لشعوبها، إضافة إلى أن الجانبين المتجاورين يكمل بعضهما بعضا اقتصاديا إلى حد كبير ولهما مزايا طبيعية في بناء سلاسل الإنتاج والتوريد ويتمتعان بظروف أنسب لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.

لقد لاحظ المتابعون وجود بعض الأصوات المشوشة لهذا التعاون. قبل قمة الآسيان، هناك بعض السياسيين اليابانيين روجوا لفكرة ما يسمى ب "النسخة الآسيوية من الناتو". وخلال القمة، حاولت الولايات المتحدة والفلبين إثارة المواجهات باستغلال قضية بحر الصين الجنوبي. هذه المحاولات، التي تتعارض مع تطلعات شعوب دول الآسيان للحفاظ على السلام والتنمية في المنطقة، تعرضت لانتقادات على نطاق واسع، حيث أكد وزير الخارجية الماليزي محمد حسن أن "الآسيان لا تحتاج إلى حلف شمال الأطلسي". وشدد ثونغلون سيسوليث، رئيس لاوس، البلد المضيف للقمة، على أنه يتعين على رابطة الآسيان مواصلة الالتزام بالأهداف المشتركة للسلام والاستقرار والتنمية المستدامة، والتمسك بالتعددية القائمة على المساواة والمنفعة المتبادلة.

مخرجات قمة الآسيان، التي شملت عشرات الوثائق تغطي مجالات مثل معالجة تغير المناخ وتعزيز التعاون في سلسلة التوريد وتطوير الذكاء الاصطناعي، تظهر مرة أخرى أن السعي إلى السلام وتعزيز التنمية هما تطلعات ملحة لبلدان المنطقة، وتلك الأقوال والأفعال التي تسبب المتاعب غير مرحب بها، وأن الانفتاح والتسامح هما الطريق المستقيم، و"نموذج الناتو" الذي يروج لعقلية الحرب الباردة ومواجهة الكتل لن يجد آذانا صاغية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق