قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن رحلة الرئيس الصيني شي جين بينغ، لحضور القمة الـ16 لبريكس تمثل فصلا جديدا من التضامن وتعزيز الذات بين دول بريكس، وتفتح آفاقًا جديدة لتنمية وازدهار الجنوب العالمي.
وعقب رحلة شي إلى مدينة قازان الروسية، أوضح وانغ أن الصين أدت مرة أخرى دورًا حيويًا باعتبارها قوة دافعة لتعاون بريكس فضلا عن كونها عضوًا أساسيًا في الجنوب العالمي.
وأضاف وانغ، وهو أيضًا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن شي أوضح بالتفصيل خلال القمة الاتجاه والمبادئ الأساسية لتعاون بريكس الكبرى، وأكد أن دول بريكس تحتشد من أجل تحقيق هدفها المشترك، ودعا إلى بذل جهود مشتركة لبناء بريكس لتصبح قناة رئيسية لتعزيز التضامن والتعاون بين دول الجنوب العالمي ورائدة في تعزيز إصلاح الحوكمة العالمية.
وأوضح وزير الخارجية الصيني أن شي أشار إلى أن دول بريكس يجب أن تبني بريكس كمجموعة ملتزمة بالسلام والابتكار والتنمية الخضراء والعدالة والتبادلات الشعبية الوثيقة، وأن تعمل كدول مدافعة عن الأمن المشترك، ورائدة في التنمية عالية الجودة، وداعمة للتنمية المستدامة، ورائدة في إصلاح الحوكمة العالمية، وداعية للتعايش المتناغم بين جميع الحضارات. وأعلن شي ثمانية تدابير براجماتية لدعم التنمية عالية الجودة لتعاون بريكس.
وفي معرض إشارته إلى التوصل في قمة قازان إلى توافق لدعوة مجموعة جديدة من الدول لتصبح دولًا شريكة لبريكس، قال وانغ إن آلية بريكس تختلف اختلافًا جوهريًا عن نظام التكتلات الحصرية التي اتسمت بعقلية الحرب الباردة الجامدة والمواجهات بين التكتلات، ومن المؤكد أنها ستضخ زخمًا قويًا في تحقيق عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم بالإضافة إلى عولمة اقتصادية مفيدة وشاملة للجميع.
وقال وانغ إن الصعود الجماعي للجنوب العالمي هو سمة مميزة للتحول الكبير في جميع أنحاء العالم، مضيفًا أنه كما قال شي في قازان، فإن تقدم دول الجنوب العالمي معًا نحو التحديث يُعتبر حدثا كبيرا في تاريخ العالم، ومع ذلك فإن الطريق إلى ازدهار الجنوب العالمي لن يكون ممهدا.
وأشار وانغ إلى أن شي دعا دول بريكس، التي تقف في طليعة الجنوب العالمي، إلى استخدام الحكمة والقوة الجماعية للتمسك بالسلام والمضي قدمًا معًا لتشكيل قوة استقرار من أجل السلام، وتنشيط التنمية وجعل نفسها قوة دافعة رئيسية للتنمية المشتركة، وتعزيز تنمية جميع الحضارات معًا، ومناصرة التبادلات بين الحضارات.
وقال وانغ إن العام الجاري يوافق الذكرى الـ75 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا، مشيرًا إلى أنه خلال الاجتماع بين شي والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعرب رئيسا الدولتين عن اعتقادهما أن الصين وروسيا وجدتا الطريقة الصحيحة لكي تتوافقا مع بعضهما البعض، تلك الطريقة التي تتسم بعدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.
وأكد أن المجتمع العالمي أولى اهتماما كبيرا للاجتماع الثنائي بين شي ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، وهو أول اجتماع رسمي بينهما منذ خمس سنوات.
وأوضح وانغ أنه خلال الاجتماع، حث شي البلدين على الحفاظ على تصور استراتيجي سليم تجاه بعضهما البعض، والعمل معا على إيجاد الطريق الصحيح والمشرق لهما كدولتين كبيرتين متجاورتين للعيش في تناغم والتطور جنبا إلى جنب، وتسهيل سعي كل منهما إلى تحقيق تطلعات التنمية، وتقديم مثال في تعزيز قوة ووحدة الدول النامية.
وأضاف وانغ أن الزعيمين اتفقا أيضا على العمل معا لضمان السلام والهدوء في المناطق الحدودية وإعادة العلاقات إلى مسار التنمية السليمة والمطردة في وقت مبكر.