قصة بايرن الأسترالي في مدينة شنتشن

أعزائي، في حلقة اليوم، سنعرفكم بأسترالي يتمسك بالإخلاص في الحب ويجتهد في العمل واسمه جيف بايرن. ويقيم بايرن في مدينة شنتشن جنوبي الصين منذ سبع سنوات.

يتجاوز بايرن الستين عاما من العمر وهو مفعم بالنشاط والحيوية حتى أنه يبدو أصغر بكثير من عمره الحقيقي. وحصل بايرن على معلومات الصين عن قبل سبع سنوات من الأصدقاء الصينيين الذين تعرف عليهم في أستراليا، وبسبب تذكية وتشجيع هؤلاء الأصدقاء، اختار بايرن العمل في شنتشن.

وكان بايرن لا يعرف أي عمل يناسبه في البداية بعد وصوله إلى شنتشن، لكنه رأى حماسة مواطني شنتشن في دراسة اللغة الإنجليزية، فحصل على وظيفة معلم للغة الإنجليزية ودرس اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس الابتدائية. وتحدث بايرن عن هذا العمل الذي يشتاق إليه حتى الآن، حيث قال:

"أحب الأطفال، وعرفت الكثير عن الثقافة الصينية من خلال التبادلات معهم. وأجاد بعض الأطفال اللغة الإنجليزية بصورة جيدة، وكذلك أباؤهم وأمهاتهم، وأحيانا كنا نتناول العشاء ونشرب الشاي معا، واستفدت من ذلك كثيرا."

هكذا تمتع بايرن بالسعادة في تعليم الأطفال الأمر الذي خلق له انطباعات عن الصين. وشغل بايرن هذا العمل لسنتين وخلال هذه الفترة درس أكثر من 100 طفل حتى يمكنه ذكر أسماء هؤلاء الأطفال الآن. وقال إن تلك الفترة تركت لديه أجمل الذكريات في حياته.

"يعز علي فراقهم، لأن سنتين فترة طويلة، لأنني أحببت هؤلاء الأطفال كثيرا، شعرت بالحزن الكبير عند المغادرة، وبكى الكثير من الأطفال. لكن تلك الفترة تركت لدي ذكريات جميلة، وأحافظ على الاتصالات مع أحد الأطفال حتى الآن."

لأسباب عديدة، قرر بايرن إيجاد وظيفة جديدة. وبعد الانتهاء من التدريس، ازداد وقت الفراغ لدى بايرن، وبدأ البحث عن الحب في شنتشن بسرعة.

ويحب بايرن التمتع بشرب الخمر في الحانات، وأصبح شارع الحانات في شنتشن أول الأماكن التي اختارها بايرن للراحة. وصادف بايرن هنا حبيبته التي تدعى لو سي يينغ وهي فتاة من قومية تشوانغ جاءت من جنوب غربي الصين.

ولو سي يينغ هي نادلة في حانة اعتاد بايرن ارتيادها دائما، وفي رأي بايرن، هي هادئة وخجولة ومكيلة الكلام. ولكن الحياء هو من طبيعة المرأة الشرقية وقد جذب بايرن بشكل شديد. وبعد فترة تبادل الحب الحار، تزوج بارين مع لو سي يينغ. وجعل الاختلاف الثقافي والشخصي حياتهما مملوءة بالسعادة. وقالت لو سي يينغ:

"أحب شخصيته المنفتحة، ويداعبني دائما. لكنه أحيانا يشرب الخمر كثيرا، الأمر الذي يجعلني أقلق عليه وأنصحه، لكنه يغضب ونتخاصم، لكننا بعد بضع ساعات، نعود إلى وضعنا الطبيعي، وأتنازل أنا أولا أحيانا، أو يتنازل هو أولا أحيانا، ويقول لي: آسف، ثم يقبلني."

بعد الزواج، اشترى بايرن شقة جديدة ليقيم في الصين بشكل دائم. وأعطت سعادة واستقرار الأسرة بايرن وقتا وقوة أكثر للقيام بالعمل الذي يرغب فيه. وبتذكية من صديقه، شغل بايرن وظيفة محرر في صحيفة شنتشن اليومية اعتمادا على خبرته الكبيرة في مجال وسائل الإعلام في أستراليا طوال عشرين سنة. وصحيفة شنتشن اليومية هي الصحيفة الشاملة الوحيدة باللغة الإنجليزية في جنوبي الصين، وهي ثالثة أكبر الصحف الإنجليزية الناطقة في الصين بالإضافة إلى صحيفة الصين اليومية وصحيفة شانغهاي اليومية. ويشعر بايرن بالرضا إزاء هذا العمل، حيث قال:

"الكثير من الأجانب هنا يتصلون ببعضهم البعض طوال اليوم، فهم لا يعرفون اللغة الصينية. وتضم صحيفتنا صفحة تعرفهم بالمطاعم والأطعمة هنا وبالثقافة الصينية، وأتحمل مسؤولية تعريف الجميع بالثقافة الصينية من خلال الصحيفة، وأساعد المحليين أطفالا وبالغين في رفع مستواهم في اللغة الإنجليزية، ولدي أيضا مسؤولية إطلاع الجميع على ما يحدث في الصين وما يحدث في العالم."

ويعمل بايرن بجد ونشاط لأنه يحب الصين ويحب شنتشن. وأشاد رئيس تحرير صحيفة شنتشن اليومية قو شياو جين باجتهاد بايرن، حيث قال:

"إن بايرن هو خبير أجنبي ممتاز. وجدير بالذكر أنه يحب هذه المهنة ويجتهد فيها. ونحن على ثقة تامة به. ونرى بالإجماع أنه يحب الصين حبا جما، وروح اجتهاده في العمل جديرة بدراستنا لها."

يعمل بايرن في صحيفة شنتشن اليومية منذ أربع سنوات، ويمكنه الحصول على المعلومات حول الصين وشنتشن بسبب عمله الصحفي. وشهد بايرن التطورات السريعة التي طرأت على شنتشن خلال السنوات السبع التي قضاها في الصين، وشعر بايرن بالفرح لهذه التغيرات:

"أدهشتني التغيرات التي حصلت شنتشن عليها خلال السنوات السبع الماضية، والكثير من المباني شيدت. وكانت المواصلات هنا غير منظمة عند مجيئي إلى هنا في البداية، والآن تحسنت منشآت ونظام المواصلات، كما ازداد عدد السيارات بصورة كبيرة، ولم تكن توجد سيارات كثيرة مثل الآن في الطرق قبل سبع سنوات."

الآن في شنتشن أصبح المزيد من الأجانب مثل بايرن جزءا من المدينة، كما جذبت هذه المدينة المزيد من أنظار الناس في العالم من خلال التغيرات التي تحدث كل يوم.