v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وخلال ال60 سنة الماضية، شهدت الصين تغيرات كبيرة، وحققت نتائج بارزة في شتى المجالات. وفي الوقت الحالي، تقف الصين بملامحها الجديدة شامخة أمام دول العالم. وبحلول هذه المناسبة السعيدة، أعددنا لكم خصيصيا حلقات من البرنامج الذي يحمل عنوان "تمشيا مع جمهورية الصين الشعبية". واعتبارا من حلقة اليوم، نعرفكم ببعض المسلمين الذين تتوافق أعمارهم مع عمر وبداية ميلاد جمهورية الصين الشعبية، ونحكي لكم قصصا عن نموهم مع الصين الجديدة. ويمكننا القول إن تجارب هؤلاء المسنين تعتبر أفضل شاهد لعملية النمو الصيني وإزدهارها. وفي هذه الحلقة، نقدم لكم إحدى حلقات هذا البرنامج، والتي نعرض لكم بها "قصة المسن المسلم وو جين تسنغ الذي يتوافق عمره مع عمر جمهورية الصين الشعبية".
تعتبر قومية هوي المسلمة أكثر القوميات انتشارا في الصين، وتعد أيضا قومية ذات أكبر عدد سكاني ضمن الأقليات القومية الصينية الأخرى. وفي ال18 من ديسمبر من عام 1949، ولد وو جين تسنغ في أسرة مسلمة عادية بمدينة بكين العاصمة الصينية، حيث تأسست جمهورية الصين الشعبية قبل شهرين من ولادته. وقال وو جين تسنغ إن أبيه كان يطلب منه دائما الاجتهاد في الدراسة، حيث قال:
"منذ تعلمي في المدرسة الابتدائية، أرشدني أبي إلى المواظبة والاجتهاد في الدراسة، من أجل تقديم مساهمات لبناء البلاد فيما بعد."
تلبية لدعوة البلاد إلى بناء الأرياف الحدودية، وصل وو جين تسنغ إلى ريف نائي بشمال غربي الصين عام 1969 وكان في ال18 من عمره، وأصبح من ذلك الوقت فلاحا عاديا.
وفي بداية وصوله إلى هناك، واجه وو جين تسنغ عددا كبيرا من الصعوبات، غير أن الظروف المعيشية القاسية والأعمال الثقيلة لم ترهبه. وقال وو جسن تسنغ لمراسلنا:
"في ذلك الوقت، كنت أجتهد كثيرا في العمل. ورغم أن الظروف في الريف كانت صعبة جدا، غير أني لم أشتك من ذلك."
وبسبب عمله الممتاز، دخل وو جين تسنغ مصنعا بالتوصية. وقال وو إن المصنع كان في بداية البناء، وكانت أعمال البناء مرهقة جدا، غير أن العاملين كانوا لم يخافوا منها، حيث قال:
"في ذلك الوقت، كنا نعمل بجد واجتهاد، ولم نخش الأعمال الثقيلة. وعملنا بكل ما في وسعنا."
وبفضل الجهود الكبيرة المبذولة من قبل جميع العاملين، تم بناء المصنع، وبدأت عملية الانتاج. وبسبب اجتهاده في العمل، نال وو جين تسنغ حبا جميلا وزواجا حميما. وقالت زوجته وانغ جي يو التي تزوجته قبل أكثر من 30 سنة، قالت لمراسلنا إن اجتهاد وو جين تسنغ كان يجذبها، حيث قالت:
"كنت أحب اجتهاده وذكائه، وأرى أن ذلك شيء مهم جدا عندما تبحث فتاة عن حبيب."
في عام 1978، استقبلت الصين ربيع الإصلاح والانفتاح، حيث كان المصنع الذي عمل فيه وو جين تسنغ يمر بمرحلة نمو كبير. وقرر وو تعزيز دراسة التقنية من أجل تقديم أكبر مساهمات لنمو المصنع.
وفي هذا العام، ولدت إبنته وو جينغ، الأمر الذي جعل الأسرة أن تمتلأ فرحا وسرورا. ومن أجل عدم تأثير رعاية الإبنة الصغيرة على العمل والدراسة، قرر الزوجان دفع الثلثي من دخلهما الشهري لاستئجار مربية أطفال، حيث قال وو جين تسنغ:
"من أجل مواصلة دراسة التقنية، قررنا استئجار مربية أطفال لرعاية إبنتنا الصغيرة، وفي ذلك الوقت، كان هذا الانفاق غير منخفض."
وترك اجتهاد وو جين تسنغ في العمل تأثيرا كبيرا على إبنته وو جينغ. وقالت وو جينغ إن أبيها ظل نموذجا ممتازا في حياتها، حيث قالت:
"بفضل تأثير واجتهاد أبي علي، كنت ولا أزال مجتهدة في الدراسة والعمل منذ صغري وحتى الآن. وأريد أن أصبح شخصية هامة مثل أبي يقدم ولو جزء بسيطا لنمو الوطن وإزدهاره."
عاد وو جين تسنغ وأسرته إلى مسقط رأسه مدينة بكين عام 1986، وعمل على بناء قطع غيار السيارات في مصنع قاطرة ديزل ببكين. وفي بداية وصوله إلى بكين، أعطت البلاد بيتا لأسرته بسبب صفته المسلمة. وقدمت سياسات البلاد التفضيلية للأقليات القومية تشجيعا كبيرا لوو جين تسنغ، بينما ساعد ارتفاع ظروف العمل في المصنع على اجتهاده في العمل، وقال:
"في الماضي، كان العاملون يعملوان بدون الأجهزة الحديثة، غير أنه بعد إدخال الأجهزة والتقنية الحديثة في المصنع، استخدم العاملون بتلك الأجهزة في العمل. وشهدت ظروف العمل تحسنا كبيرا."
بعد تقاعده من المصنع، فتح وو جين تسنغ مطعما إسلاميا صغيرا أمام بيته، ولقي طبخه وطعامه الممتاز ترحيبا كبيرا من قبل الزبائن المسلمين. والآن، يرعي المسن وو وزوجته حفيدتهما الصغيرة في البيت، وفي بعض الأحيان، يشارك المسن وو في بعض الأنشطة لملء الفراغ في حياته، حيث قال:
"في الوقت الحالي، أذهب دائما إلى المسجد للاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم وأداء شعائر الصلاة. وفي بعض الأحيان، أرقص وأرسم، وحياتنا الحالية متنوعة."