v الإذاعة السودانية |
v وكالة أنباء شينخوا |
v صحيفة الشعب اليومية الصينية |
v تلفزيون الصين المركزي |
v مركز معلومات الانترنت الصيني |
v سفارة الصين لدى مصر |
v الوكالة الموريتانية للأنباء |
تقع محافظة أكساي بمقاطعة قانسو في الطرف الغربي من ممر خهشي بمنطقة شمال غربي الصين. رغم أن عدد السكان بهذه المحافظة غير كبير، إلا أن أبناءها ينتهمون إلى 11 قومية مختلفة، ومن بينها قوميتا القازاق والويغور المسلمتان اللتان تعتبران قوميتين رئيسيتين بهذه المحافظة. وفي ثلاثينيات من القرن الماضي، كانت الصين في ظل الحرب الضارية، حيث تنقل أبناء قومية القازاق من منطقة شينجيانغ إلى محافظة أكساي، وعاشوا هناك الحياة البدوية.
وفي عام 1954، تأسست محافظة أكساي الذاتية الحكم لقومية القازاق، ووزعت الحكومة المحلية المروج الواسعة لأبناء قومية القازاق. وبذلك، انتهت الحياة البدوية للأبناء المقيمين هناك. وبالإضافة إلى ذلك، أرسلت الحكومة المركزية عددا كبيرا من أبناء الأقليات القومية من المناطق الأخرى إلى أكساي لمساعدة أبناء المحافظة، ومن بينهم أبو أبوليز لطيف اليوم من قومية الويغور المسلمة.
أما بطل قصتنا اليوم، فاسمه أبوليز لطيف. وعند تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، كان أبوليز في ال6 من عمره. وبعد انتقال أبيه إلى محافظة أكساي، أتى أبوليز مع أفراد أسرته إلى هنا للاستيطان.
"في خمسينيات القرن الماضي، كان الأبناء هنا يعيشون على الحياة البدوية، ويسكنون في الخيام. وكانت المحافظة تنقصها الضروريات اليومية، حيث لا يوجد الفحم، وكان لا بد من قيام حكومة المحافظة بإرسال أشخاص لنقل حطب الخشب من الجبال، ودائما يستغرق النقل أسبوعا تقريبا ذهابا وإيابا."
بسبب موقع المحافظة الجغرافي في صحراء غوي بشمال غربي الصين وبيئتها الطبيعية القاسية، يعيش معظم الأبناء هناك على الحياة البدوية. وفضلا عن ذلك، وكانت هذه المنطقة تتعرض لحرب شرسة عدة سنوات قبل تأسيس جمهورة الصين الشعبية. لذلك فإن المحافظة كانت تعاني من قلة الموارد المادية، إضافة إلى بعض العوامل المؤثرة على الاستقرار الاجتماعي. ومن أجل تعزيز التضامن بين مختلف القوميات بهذه المنطقة، عملت الحكومة المحلية على تنفيذ سياسة الحكم الذاتي بدقة وحذر في المناطق المأهولة بالأقليات القومية. وسعي أبو أبوليز طوال حياته إلى تعريف الأبناء هناك بالمعلومات عن السياسات القومية التي اتخذتها حكومة الصين الجديدة.
وبفضل تأثير أبيه، عاد أبوليز إلى مسقط رأسه بعد تخرجه من المعهد القومي بحاضرة مقاطعة قانسو شمال غربي الصين عام 1995، وبدأ عمله في قسم الإعلام بمحافظة أكساي. وعند عودته إلى أكساي، أدهشته التغيرات التي شهدها مسقط رأسه خلال السنوات الماضية، وقال لمراسلنا:
"بعد عودتي إلى أكساي، وجدت بعض التغيرات التي شهدتها المحافظة في شتى المجالات، وخاصة زيادة المخصص الشهري من الحبوب ومنتجات الحليب واللحوم لكل راع."
رغم أن مستوى الحياة قد تحسن، إلا أن محافظة أكساي كانت متأخرة اقتصاديا واجتماعيا. وكانت المواصلات غير سهلة، ولا توجد وسائل المواصلات الحديثة. لذلك فإن الحصان كان يعتبر أهم وسيلة للمواصلات حينذاك. وأصبح الحصان أيضا أعز شريك لأبوليز أثناء عمله في الأرياف الجبلية، حيث قال:
"كانت ظروف العمل صعبة جدا، وعندما ذهبنا إلى الأرياف الجبلية للعمل، لا بد لنا من ركوب الحصان للتنقل من ريف إلى آخر. وكان الحصان نادرا، لأنه أهم وسيلة مواصلات أثناء عملنا في الأرياف الجبلية."
بدأت الصين بتنفيذ سياسات الإصلاح والانفتاح اعتبارا من عام 1979، حيث تعتبر التنمية الاقتصادية أهم أولوية في أنحاء البلاد. وساهمت سياسات الإصلاح والانفتاح التي اتخذتها الحكومة الصينية في زيادة ورفع حماسة أبناء أكساي في تحسين مستوى معيشتهم، واشتدت رغباتهم في معرفة المزيد من المعلومات حول العالم خارج هذه المنطقة الجبلية. وفي أوائل ثمانينات القرن الماضي، أنشأت محافظة أكساي مركزا إذاعيا، وعين أبوليز رئيسا له. تجدر الإشارة إلى أن أبناء قومية القازاق لهم لغة خاصة، غير أن المركز الإذاعي كان لا يتمكن من إعداد البرامج بلغة قومية القازاق. ومن أجل بث البرامج الإذاعية باللغة القازاقية للمزيد من أبناء أكساي، ظهرت فكرة على ذهن أبوليز وهي تسجيل البرامج. وسجل أبوليز البرامج الإذاعية باللغة القازاقية التي كانت تبثها الإذاعة الشعبية المركزية الصينية كل صباح لمدة ساعة، ثم بثها عبر إذاعة المحافظة الساعة السادسة كل مساء بعد انتهاء الناس من أعمالهم. وبذلك، يمكن أبناء المناطق الجبلية النائية معرفة الأحداث خارج المناطق، ولاقى عمل أبوليز ترحيبا من قبل الأبناء المحليين. وقال الشاب شالهار الذي ترعرع في محافظة أكساي، قال لمراسلنا إنه في صغره، كان يحب الاستماع إلى البرامج التي تبثها إذاعة المحافظة والتي تعتبر أكبر متعة بعد انتهاء دراستهم في المدرسة كل يوم، حيث قال:
"في صغري، كنت أستمع إلى البرامج الإذاعية باللغة القازاقية من إذاعة المحافظة بعد عودتي إلى البيت كل يوم تقريبا، وساعدتني الإذاعة على معرفة المزيد من الأخبار والمعلومات خارج المحافظة. وفي ذلك الوقت، إذا لم تبث الإذاعة برامجها، فتصبح المحافظة هادئة، وكنا نشعر بعدم ارتياح. لأننا قد تعودنا على الاستماع إلى هذه البرامج الإذاعية."
سعي أبوليز إلى هذا العمل لمدة أكثر من 10 سنوات. وفي تسعينيات القرن الماضي، ارتفع مستوى معيشة أبناء محافظة أكساي ارتفاعا كبيرا، وانتشر التلفزيون في أنحاء المحافظة، وأصبح بإمكان كل أسرة مشاهدة البرامج التلفزيونية المتنوعة في البيت. وأنشأت المحافظة محطة تلفزيونية أيضا، وأصبح أبوليز أكبر مسؤول عن أعمال الإذاعة والتلفزيون بالمحطة.
وبسبب جهوده المبذولة لتعريف المزيد من أبناء مختلف القوميات بالسياسات القومية للبلاد، حصل أبوليز على لقب "شخص متقدم في تعزيز التضامن القومي" بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس محافظة أكساي، ويرى أبوليز أن هذا الأمر هو أهم تأكيد وثمار لأعماله الناجحة طوال حياته.