جناح "حياة ونور الشمس" يلحن موسيقى الحب والرعاية والدفء

بدأت في ال10 من مايو الجاري أسبوع نشاطات جناح حياة ونور الشمس في معرض شانغهاي العالمي. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تم فيها تأسيس جناح خاص بالمعوقين في تاريخ المعرض العالمي الممتد ل159 عاما. ويتخذ هذا الجناح "القضاء على التمييز والتخلص من الفقر وحب الحياة والتمتع بنور الشمس معا" شعارا له، حيث شرح مفهوم "مدينة تجعل حياة المعوقين أجمل". وفي هذا الجناح، تهيأ الظروف لمحاكاة أحوال معيشة المعوقين حتى يتعرفوا على صعوبة حياتهم وحاجتهم لرعاية المجتمع.

تعتبر الفترة ما بين ال20 من إبريل الماضي حتى ال9 من مايو الجاري فترة أداء تجريبي لجناح الحياة ونور الشمس. وخلال العشرين يوما هذه، استقبل الجناح أكثر من 110 آلاف زائر متجاوزا إلى حد كبير العدد المتوقع، ولقي الجناح إقبالا كبيرا من الزائرين. ومن أجل تعريف الزوار الصينيين والأجانب بأحوال تقدم قضية المعوقين في الصين وتوسيع مدى تأثير الجناح، أقيمت في ال10 من مايو الجاري مراسم افتتاح أسبوع نشاطات جناح الحياة ونور الشمس، حيث افتتحه نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس لجنة أعمال المعوقين التابعة لمجلس الدولة هوي ليانغ يوي. "أعلن الآن بدء أسبوع نشاطات جناح الحياة ونور الشمس في معرض شانغهاي العالمي".

وفي مراسم الافتتاح، قدم سون يان عازف البيانو الصيني الكفيف المشهور موسيقى بيانو سريعة الإيقاعات ومفعمة بالحيوية الجياشة، بينما عرضت مجموعة من الفنانين المعوقين الذين جاؤوا من أنحاء الصين مهاراتهم الفنية المختلفة للزوار.

يشمل جناح الحياة ونور الشمس ستة أقسام، منها "مسرح الحياة" و"ساحة التجربة" و"المسكن الذكي"، حيث عرضت العديد من الأجهزة والأدوات العالية التقنية التي تساعد المعوقين على تسهيل حياتهم وتحسين نوعية معيشتهم بما فيها المطبخ الأوتوماتيكي والكرسي المخصص لصعود السلالم وطباعة البرايل الجديدة الطراز وغيرها. وبالإضافة إلى ذلك، يوجد في هذا الجناح حي التجربة، حيث يمكن الزوار إجراء تجربة لوضع معيشة المعوقين والشعور بصعوباتهم، الأمر الذي يوحي اهتماما للمواطنين بقضية المعوقين. وعرفنا السيد تساو زي بينغ مدير جناح الحياة ونور الشمس عن أحوال الجناح قائلا: "في حي ((ألحان طبيعية من الضوء)) بجناح الحياة ونور الشمس، يمكن للزوار التمتع بالألحان العجيبة بواسطة تحريك الأضواء، مما يلهم الناس أهمية السمع، وفي حي مظلم يسمى ب"حي المناظر العجيبة"، يمكن للزوار الشعور بالعالم الملون بواسطة حاسة الذوق والسمع واللمس. وهناك جهاز بصري خاص يمكّن الناس من مشاهدة مباريات كرة القدم للأعمياء، مما يُشعرهم بشجاعة الأعمياء لتحدي مصيرهم وواقعهم. كما يمكن للزوار الشعور بالتسهيلات التي جلبتها التكنولوجيا والتقنيات العالية للمعوقين، بينما يحصلون على معارف الوقاية من الأمراض بشتى أنواعها."

وخلال مقابلة أجراها مندوب إذاعتنا مع زائر أمريكي اسمه رابر باولسون كان يزور الجناح، قال باولسون إن تأسيس جناح خاص للمعوقين في المعرض العالمي عمل عظيم، وترك في نفس كل زائر تأثيرات ومعارف لا سابق لها، إذ قال: "هذا عمل عظيم في صالح المعوقين وغيرهم من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ويلهم كل زائر. فكل الناس معرضون لكبر السن والشيخوخة، وقد تتراجع وظائف أحد أجسامهم تدريجيا، وقد نحتاج إلى الأجهزة والأدوات التي جربناها هنا في يوم من الأيام في المستقبل".

يوجد في الصين حاليا حوالي 83 مليون معوق، أي ما يربو على 6% من إجمالي عدد سكان الصين. وخلال السنوات الأخيرة، تحسنت ظروف المعيشة للمعوقين الصينيين إلى حد كبير، حيث نالوا المزيد من الضمانات لحق بقائهم وتنميتهم. وحتى نهاية عام 2009، لقي أكثر من 18 مليون معوق تدريبات مناسبة على مستويات مختلفة، وتحسنت أحوالهم الصحية بصورة متباينة، بينما شهدت نسبة تشغيل المعوقين ارتفاعا مستمرا، وتوسعت طرق تشغيلهم يوما بعد يوم. ويرى لي تشي جيون نائب اتحاد المعوقين الصيني ورئيس جمعية المكفوفين الصينية أن جناح الحياة ونور الشمس يظهر الاهتمام الأكبر لقضية المعوقين، ويجسد سعي المجتمع كله للحضارة ذات المستوى الأعلى. وقال: "بواسطة هذا الجناح، يتفهم الناس بشكل أفضل صعوبات المعوقين الناجمة عن العيوب الفسيولوجية، مما يجعل المجتمع يولي اهتماما أكبر لهم من حيث تهيئة مرافق الحياة وبيئة المعيشة مثل تجهيز المزيد من المرافق الخالية من العوائق ومنها مرافق المواصلات والاتصالات. والأهم من ذلك، فإنه يساعد على تشكيل مفهوم جديد للمعوقين متمثل في المساواة والمساعدة المتبادلة والاعتناء لهم. وها هو ما يتطلع إليه الكثير من المعوقين. وأثق بأن ذلك سوف يتحقق في المستقبل القريب."

وذكرت السيدة تشانغ هاي دي رئيسة اتحاد المعوقين الصيني في مراسم افتتاح أسبوع نشاطات جناح الحياة ونور الشمس أن هذا الجناح لم يشعر المعوقين بالدفء فحسب، بل سيثير حماس الناس في مجال الإبداع، آملة في أن يزور المزيد من الناس هذا الجناح للشعور بالحب والاعتناء وتشاطر الأوقات السعيدة.