CRI Online

السودان إلى أين؟

cri       (GMT+08:00) 2011-01-07 15:16:48

 أسامة مختار الخبير الإذاعي بالقسم العربي لإذاعة الصين الدولية

بقلم أسامة مختار

التاسع من يناير عام 2011م موعد استفتاء تقرير مصير جنوب السودان يعد مرحلةً جديدة في تاريخ السودان يتحدد بموجبها شكل السودان الجديد لبلد هو الأكبر مساحة في الوطن العربي والعالم الإفريقي، إذ دائما ما يفتخر أبناؤه بأن بلادهم تبلغ مساحتها مليون ميل مربع، ولكن السؤال، هل ستبقى هذه المساحة وهذا الوطن عما هو عليه الآن؟ أم أن واقعا جديدا ينتظر هذا البلد الذي عانى كثيرا ويلات الحرب بين شماله وجنوبه حتى تحقق السلام الذي أوقف هذه الحرب التي استمرت لعقدين من الزمان وحصدت أرواح مليوني شخص بعد أن تم توقيع اتفاقية السلام بين حكومة السودان والحركة الشعبية عام 2005 والتي كان حق تقرير مصير جنوب السودان هو أحد أهم بنودها حيث نص الاتفاق أن يجري الاستفتاء في التاسع من يناير 2011م، ودعت الاتفاقية الطرفين لتكون الوحدة خيارا جاذبا ولكن الحركة الشعبية أحد طرفي الاتفاق أعلنت انحيازها للانفصال خاصة بعد وفاة قائدها ومؤسسها الراحل الذي كان يدعو إلى وحدة البلاد وفق منظور السودان الجديد، وهو دكتور (جون قرنق) وتولي نائبه (سلفاكير ميا رديث) قيادة الحركة ورئاسة حكومة الجنوب.

وتقول الحركة إن شريكها في الحكم المؤتمر الوطني لم يعمل على أن تكون الوحدة جاذبة بينما يتهم المؤتمر الوطني الحركة باستقوائها بالأجنبي والتعلل بحجج واهية ويقول إنه من أجل أن تكون الوحدة جاذبة، اقتسم معها السلطة الثروة وترك لها حكم الجنوب منفردة وأشركها بنسبة %30 في حكم الشمال وإنّه أعطى من أجل الوحدة وما استبقى شيئا.

ومع حلول موعد الاستفتاء تبقى مسألة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وتحديد تبعية منطقة (أبيي) الغنية بالنفط كما يقولون قنابل موقوتة بين الجانبين حيث إنها لم تحل بعد ويمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب جديدة، وكانت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير في الخامس من يناير الحالي إلى جنوب السودان من الأهمية بمكان لأنها دعت لإرساء علاقات جديدة بين الشمال والجنوب في حال الانفصال وقيام دولة وليدة.

وفي هذه الأثناء هناك شكول كثيرة من المراقبين مثل قدرة إقليم جنوب السودان على إدارة أموره إذا صوّت شعبه لخيار الانفصال.

أقام الملايين من الجنوبيين في الشمال خلال سنوات طويلة وهم الآن سيذهبون ب%80 من الثروة النفطية التي أفلحت الحكومة السودانية في استخراجها بالتعاون مع الحكومة الصينية الصديقة، ولكن تبقى هذه الثروة المتمركزة في الجنوب في حاجة إلى أنابيب النفط الموجود في الشمال لتوصلها إلى حيث التصدير إلى العالم الخارجي، ويبقى الأمر بين الشمال والجنوب كشأن عائلة متخاصمة على بئر من الماء لانفكاك لأي منهم عن الآخر.

ويتوقع أن يدلي أكثر من ثلاثة ملايين ناخب جنوبي بأصواتهم في استفتاء التاسع من يناير لتحديد ملامح المرحلة المقبلة للسودان.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي