خبراء:استراتيجية الأمن الأمريكية ستتغير بعد مقتل بن لادن

يرى خبراء أمريكيون أن مقتل بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أمر يتحلى بمغزى عظيم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وسيترك آثاره على توجهات الاستراتيجية الأمنية الأمريكية بما في ذلك الحرب في أفغانستان والعراق والتدخل العسكري في ليبيا، كما ينبغى على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تعديل اساليبها لمكافحة الإرهاب لأن الإرهاب سيظل موجودا لفترات طويلة رغم مقتل بن لادن.

رغم أن مقتل بن لادن جاء قبل شهرين فقط من الانسحاب الأمريكي المتوقع من أفغانستان، إلا أن أحمد ماجيديار الباحث في المعهد الأمريكي للاستثمار (American Enterprise Institute) يرى أن ذلك لن يعني انتهاء الحرب في أفغانستان، و"بالعكس، أتوقع أن يزداد الوضع توترا في أفغانستان خلال الأسابيع القليلة المقبلة. والآن، تركز الولايات المتحدة ضغوطها على باكستان حتى تكون أكثر صدقا ونشاطا في التعاون".

ويرى باول ولفوويتس نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق أن مقتل بن لادن سيجعل إدارة باراك أوباما تثق أكثر بسياساتها الدفاعية والخارجية، متوقعا أن تتخذ موقفا أكثر صرامة فيما يتعلق بالتدخل العسكري في ليبيا بعدما "كانت الولايات المتحدة مترددة منذ فترة خلال تعاملها مع الثورات في الدول العربية".

هل ستصبح الولايات المتحدة أكثر أمنا بعد مقتل بن لادن؟ كانت إجابات الخبراء على هذا السؤال سلبية. حيث قال فريدريك كاغان الباحث بالمعهد الأمريكي للاستثمار "أعتقد أن خطر الهجمات الإرهابية سيزداد بكثير بعد هذا الحادث".

لقد رفعت الحكومة الأمريكية درجات التحسب الأمني في الكثير من مدنها الكبرى، وحذرت وزارة الدفاع المواطنين الأمريكيين من السفر إلى الخارج.

وأشار ريتشارد هاس رئيس المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية إلى أن غياب بن لادن بصفته ممثلا عن تنظيم القاعدة تعني انتهاء مرحلة من مراحل الإرهاب، لكن الإرهاب الدولي سيظل موجودا خلال مدة طويلة، بل ربما يدخل مرحلة جديدة، الأمر الذي يتطلب تجديد طرق مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن أفضل إجراء للوقاية من الإرهاب هو "مد اليد إلى الأشخاص قبل أن يقرروا الانخراط في الجماعات الإرهابية".

ويرى جيديون روس المحرر بمجلة //الشؤون الخارجية// الأمريكية أن مكافحة الإرهاب كانت مركز ثقل الاستراتيجية الأمنية الأمريكية خلال السنوات العشر الماضية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وربما سيتغير مركز الثقل على المدى المتوسط، قائلا "حصلت الولايات المتحدة أخيرا على "شهادة" تمكنها من إغلاق الملف مؤقتا وتحويل مركز ثقلها إلى جوانب أخرى بما يظهر صورتها كدولة كبرى".