|
||
arabic.news.cn (GMT+08:00) 2011-05-10 09:12:57 |
بيد ان ثمة شكوكا واسئلة كثيرة لا تزال تثار حول مقتل اسامة بن لادن فى اعقاب الهجوم، الذى حظى بإشادات واسعة، على مقر زعيم تنظيم القاعدة.
لكن ما دأبت عليه واشنطن فى "ادارة الحرب" -- التضليل والمعلومات الخاطئة لا سيما بغرض شن حرب نفسية -- افسح مجالا لنظريات تآمرية تفيد بأن مقتل بن لادن ليس الا مجرد خيال.
بينما قال مسؤولون امريكيون ان تحاليل الحامض النووى لجثة بن لادن تتوافق بنسبة تأكيد تبلغ 99.9 فى المائة مع عينات الحامض النووى لأفراد من اسرته، الا ان كثيرين، ولا سيما فى العالم الاسلامى، لا يزالون غير مقتنعين بمقتل زعيم القاعدة.
وحتى بيان القاعدة، الذى نشر على موقع الكترونى يفترض انه تابع للمنظمة الارهابية، الذى يؤكد مقتل بن لادن على يد مجموعة الفرقة السادسة التابعة للقوات البحرية الامريكية "سيلز"، اخفق فى القضاء على الشكوك.
وقال احد السكان فى ابوت اباد الباكستانية، حيث كان يختفى بن لادن ولقى حتفه على يد فرقة "سيلز" قال لوكالة (شينخوا) "من المنطقى والطبيعى ان يطرح الناس تساؤلات مختلفة بشأن مقتل بن لادن، اذ لا تزال الكثير من النقاط بدون اجابة."
وقالت حركة طالبان الافغانية، التى كانت حليفا وثيقا لبن لادن، قالت فى وقت سابق فى بيان انه "من السابق لأوانه" التعليق على عملية القتل، مشيرين الى انه لا توجد "وثائق مقنعة" تبرهن صحة الزعم الامريكى.
ومن بين ما يثير الشكوك بشأن مقتل بن لادن، احجام السلطات الامريكية عن كشف اى صور لجثة بن لادن، بينما اقر بعض المشرعين الامريكيين، جمهوريين وديمقراطيين، بأن الولايات المتحدة ربما تكون بحاجة الى الكشف عن صور لقطع الطريق على النظريات التآمرية.
وحتى الآن يرفض الرئيس الامريكى باراك اوباما الكشف عن صور لجثة بن لادن، عازيا ذلك الى خشيته من رد فعل من جانب العالم الاسلامى . وقال اوباما انه لا يجب على الولايات المتحدة ان تشوه وجه انتصارها.
لكن تعليقات صحف الشرق الاوسط قالت ان غياب الصور اضافة الى المسارعة بإلقاء جثة بن لادن فى البحر، يتناقض مع الكشف عن صور الجثث الملطخة بالدماء لقصى وعدى حسين، ابنى الزعيم العراقى الراحل صدام حسين، فى عام 2003.
فى الوقت نفسه, غزت التفاصيل المتناقضة للبيت الابيض حول العملية من الشكوك المتزايدة. واقر البيت الابيض مساء الثلاثاء ان حساباته الاولية لقتل بن لادن كانت مليئة بالاخطاء .
وقال البيت الابيض يوم الاثنين ان بن لادن كان مسلحا وشارك فى تبادل اطلاق النار , وهو السبب الذى دعا قوة سيلز , القوة البحرية الامريكية الخاصة, الى خيار قتله فى الحال, غير ان المتحدث باسمه جاى كارنى قال يوم الثلاثاء ,مصححا خطأ البيت الابيض, ان بن لادن لم يكن مسلحا ولم يطلق النار على قوة سيلز.
والذى ثبت ايضا عدم صحته هو الوصف الأولى الدرامى الذى اشار الى استخدام بن لادن لامراة " كدرع بشرى" لاجبارها على التضحية بنفسها , ما ينطوى على فعل جبان فى الدفاع عن النفس من جانب زعيم تنظيم القاعدة . وبحسب رواية كارنى الجديدة, اصيبت السيدة فى ساقها لكنها لم تقتل خلال العملية وتم اعتقالها مع عدد من ابناء بن لادن .
ولم تسلم ايضا شرعية مقتل بن لادن من الشكوك والتساؤلات , حيث تساءل البعض عن سبب عدم القبض على بن لادن حيا طالما انه لم يكن مسلحا اثناء اطلاق النار عليه .
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ليون بانيتا فى مقابلة مع شبكة ((ان بى سى )) الاخبارية ان قوة سيلز اخذت اذنا من اوباما لتصفية بن لادن , الرجل الذى يتصدر قائمة المطلوبين لدى الولايات المتحدة, وهو اذن يعتقد الكثيرون انه سيريح الادارة من عملية قضائية طويلة وهجمات انتقامية من قبل متشددى القاعدة بسبب محاكمة بن لادن .
وكتب جيف غرينفيلد , المراسل الامريكى المخضرم , فى صحيفة ((واشنطن بوست)) ان الولايات المتحدة كانت ستواجه " تحديا متواصلا " فى حال محاكمة بن لادن بدلا من قتله .
ومتفقا مع زملائه , دعا كريستوف هاينز , محقق الامم المتحدة المستقل حول التصفيات التعسفية ومن دون محاكمة , الولايات المتحدة الى الكشف عن المزيد من التفاصيل حول عملية ابوت اباد والهجوم على مخبأ بن لادن بما يسمح للخبراء بتقييم شرعية قتله.
وقال فى بيان يوم الجمعة ان واشنطن " يجب ان تكشف الوقائع الداعمة بما يسمح بتقييمها وفقا لمعايير القانون الدولى فى مجال حقوق الانسان", و" سيكون من الأهمية بمكان معرفة ما اذا كانت خطة العملية الامريكية تتضمن محاولة اسر بن لادن ام لا ".
وشكك اخرون ايضا فى توقيت اعلان مقتل بن لادن . وقال كثيرون ان الخبر القنبلة جاء ليخدم اوباما فى توقيت تراجع فيه مستوى التأييد الشعبى له قبل اعادة انتخابه العام المقبل . وزادت شعبية اوباما بشكل كبير بعد اعلان مقتل بن لادن .
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |