تقرير اخباري:مقتل 6 أفراد بينهم 5 من أسرة واحدة في قصف للناتو على حي سكني في طرابلس

 قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد (19 يونيو) عددا من المساكن بمنطقة " عرادة " بسوق الجمعة في العاصمة الليبية طرابلس مما أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، منهم خمسة من أسرة واحدة، وإصابة العشرات بجروح وحالات اختناق.

وتابع مراسل وكالة أنباء (شينخوا) بطرابلس وقائع القصف منذ دقائقه الأولى لوجود مسكنه ضمن هذه المنطقة التي استهدفت بصاروخ كان شديد الانفجار حيث تسبب هذا القصف في تدمير مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق تدميرا كاملا.

وقتل في القصف خمسة أفراد من أسرة واحدة كانوا داخل المنزل وهم الزوج، سورى الجنسية، والزوجة، ليبية، وطفليهما وشقيق الزوجة، فيما قتل أحد الجيران، بالإضافة إلى جرح العشرات واصابة العديد بحالات اختناق وضيق للتنفس جراء استنشاق الغازات والدخان حيث تم نقلهم إلى المستشفيات.

وقد تسبب هذا القصف العنيف في تهديم وحدوث تصدعات في أكثر من عشرة منازل مجاورة وتدمير عشرات السيارات التي تخص المواطنين، كما تسبب القصف ايضا في احداث تصدعات وتهشم زجاج نوافذ إحدى المدارس التي لاتبعد الا امتار قليلة من الموقع وهى مدرسة (الانطلاق للتعليم الأساسي).

وفي السياق ذاته، شاهد مراسل (شينخوا) عمليات الانقاذ وإخلاء المصابين وأشلاء الضحايا التي اختلطت بالركام، فيما واجهت فرق الانقاذ صعوبة في الوصول للجثث التي تكدست عليها أطنان من الخرسانة جراء تهدم الادوار الثلاثة للمنزل الذي اصيب اصابة مباشرة.

وقد واصل طيران حلف الناتو تحليقه في سماء المنطقة لأكثر من ساعة متواصلة، الامر الذي أحدث فزعا بين المواطنين الذين هرعوا لانقاذ المصابين وذلك خوفا من ان يعاود الطيران قصف المكان وهو ما اعتاد عليه طيران الحلف في قصفه للمواقع المختلفة.

وأكد الناطق الرسمي بإسم مجلس الوزراء الليبي الدكتور موسى ابراهيم، الذي هرع إلى المكان رفقه صحفيين ومراسلين أجانب، أن هذه الجريمة هي مثال اخر على همجية الناتو.

وقال ابراهيم، في تصريحات للصحفيين بموقع القصف، " انظروا إلى جثت الأطفال المتفحمة والرجال والنساء والتي هى خير دليل على همجيتهم ".

وتساءل " أي حماية للمدنيين هذه التي أدت إلى قتل الناس الأبرياء وهم نيام وتحويل طفل وطفلة إلى اشلاء متفحمة، هذه صواريخهم تضرب البيوت الآمنة ".

وأضاف ابراهيم ان قصف هذا الحي السكني المدني هذه الليلة هو دليل اخر على همجية وبربرية الناتو، مشيرا إلى أن الناتو بذلك قد دخل مرحلة جديدة لتدمير الأحياء السكنية في ليبيا.

من جهته، عبر نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم الذي زار الموقع في الساعات الأولى من فجر اليوم (الأحد) " عن غضبه الشديد جراء هذا القصف الذي وصفه بالجريمة البشعة ".

وقال كعيم، في تصريحات للصحفيين، " انظروا كيف يحمون المدنيين على طريقتهم فبعد ان قتلوا الاطفال والنساء والشيوخ في العراق وفي افغانستان هاهم اليوم يكررون نفس المشهد في ليبيا ويقتلون المدنيين ".

من جانبهم، عبر مواطنون من سكان المنطقة عن غضبهم لما قالوا إنها جريمة ينفذها حلف الاطلسي برعاية الامم المتحدة ضد المدنيين الليبيين الآمنين.

وقال سالم الغراري (45 سنة) وهو شقيق المتوفين إن بيتهم ليس له علاقة بالعمليات العسكرية ولم يكن معسكرا أو مكان أمني أو مخزن للسلاح حتى يقصف بهذه الوحشية وبهذا الحقد انه بيت يضم اسر امنه.

قال عبدالله مروان (52 سنة) إن أحد بناته اصيبت بكسور في ساقها جراء وقوعها على الارض لحظة حدوث الانفجار الشديد، مضيفا إن بيته اصيب بتصدعات واقتلاع الابواب والنوافذ وتهشم الزجاج.

فيما قال مصطفى البوعيشي (40 سنة) لـ(شينخوا) إن اطفاله واسرته عاشوا ليلة من الرعب والفزع وانه قضوا ليلتهم خارج البيت الذي تصدع وهشم زجاجه وانهم ما يزالون خارج البيت ويرفضون الدخول اليه خوفا من القصف.

من جهتها، قالت فاطمة بلعيد (65 سنة)، التي كانت تبكي قرب ركام البيت المدمر، إنها فقدت اسرة كاملة من جيرانها في لحظة واحدة بدون ذنب اقترفوه.

وكثف حلف الناتو قصفه لطرابلس وضواحيها في الفترة الماضية فيما تدور معارك طاحنة وعمليات كر وفر بين قوات المعارضة وكتائب قوات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.

وتتهم السلطات الليبية الناتو باستهداف المدنيين والمنشآت الحيوية والمباني الإدارية والبنية التحتية، وهو ما ينفيه حلف شمال الأطلسى.