CRI Online

مقابلة خاصة : البشير يستبعد أن يؤثر انفصال جنوب السودان على مستقبل العلاقات مع الصين

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2011-06-27 09:44:55
استبعد الرئيس السودانى عمر البشير ، أن يؤثر انفصال جنوب السودان المرتقب فى التاسع من يوليو المقبل على مستقبل العلاقة بين بلاده والصين التي وصفها بـ"الشريك الاستراتيجي" للخرطوم في شتى المجالات.

وقال الرئيس البشير ، فى مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا)مؤخرا في الخرطوم ، ان الصين تعتبر الشريك الاستراتيجي للسودان فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، مؤكدا أن زيارته للصين ما بين 27 و30 يونيو الحالي ، ستعطي دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.

وأعرب البشير عن قناعته بعدم تأثر العلاقة بين الخرطوم وبكين مستقبلا مع انفصال جنوب السودان ، وقال " نحن على قناعة ان هذا لن يؤثر على العلاقة".

وأضاف أن " سياستنا ، وكذلك الصين ، ان كل دولة حرة فى ان تتخذ من الاجراءات وتقيم من العلاقات ما يحفظ مصالحها وعلاقاتها ".

وتابع " وحتى لو أقامت الصين علاقات مع دولة الجنوب هى قطعا لن تكون خصما على علاقتها مع الشمال ، ولا علاقتها بالشمال ستكون خصما على العلاقة مع الجنوب ، وهذا أكثر ما يميز العلاقات مع الصين".

وأردف قائلا ان " الدول الغربية تطالب بأن لا تكون لك علاقات مثلا مع ايران او مع (حماس) ، هذا غير موجود عند الصين ولا تملى على أصدقائها علاقاتهم الخارجية او تصرفاتهم ، ونحن على قناعة ان انفصال الجنوب لن يكون خصما على العلاقات بيننا".

وأكد البشير أن نجاح تجربة العلاقات السودانية الصينية يعود الى الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشأن الداخلى ، وقال بهذا الصدد " ان الصين لا تتدخل فى الشأن الداخلى ، وقد دفع نجاح التعاون الصينى السودانى الدول الافريقية للبحث عن الشريك الحقيقى والمخلص".

وأوضح " فى قمة كمبالا العام الماضى صدر قرار من القمة بان تتوجه افريقيا نحو الصين ، وقد قمنا بتوجيه كثير من الدول الافريقية ، وتحركنا نحو دول كانت لها علاقات مع تايوان ، وقد نصحنا دولا مثل تشاد وافريقيا الوسطى وشرحنا لهم الفائدة التى يمكن ان يجنوها من العلاقة مع الصين مقارنة بما يمكن ان يجنوه من العلاقة مع تايوان".

ومن المقرر الإعلان رسميا عن انفصال جنوب السودان فى التاسع من يوليو المقبل بعد أن صوت ما يقارب 99 بالمائة من سكان الاقليم على الانفصال فى استفتاء اجرى فى التاسع من يناير الماضى بموجب اتفاق السلام الشامل الموقع فى يناير 2005 والذى انهى نحو عقدين من الحرب الأهلية.

وأكد السفير ليو قوي جين مبعوث الصين الخاص للشؤون الإفريقية مؤخرا، أن "الصين ستعترف بجنوب السودان فور إعلان استقلاله رسميا يوم 9 يوليو المقبل" .

وتعهد السفير ليو ، في مقابلة مع (شينخوا) ، بأن تواصل بلاده سويا مع المجتمع الدولي مساعيها الرامية إلى دفع عملية السلام وتحقيق التنمية والاستقرار والرخاء في شمال السودان وجنوبه ، مشددا على أن " الصين ليست لديها أي مصلحة خاصة في السودان وتدعم بحزم كل ما من شأنه أن يخدم مصلحة شمال السودان وجنوبه".

وحول الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الى السودان ، أعرب الرئيس البشير عن سعادته بهذه الزيارة التي وصفها بأنها "طبيعية واستمرار للعلاقات المتميزة "بين البلدين.

وقال " نحن سعداء بزيارة الصين بدعوة من الرئيس هو جين تاو ، وهذه الزيارة طبيعية اذا نظرنا للعلاقات بين السودان والصين ".

واستطرد قائلا " ظللنا فى زيارات متبادلة على كل المستويات من الرئاسى الى الوزارى والقيادات المختلفة ، وهذه الزيارة استمرار للعلاقات المتميزة بين السودان والصين والتى ظلت علاقات حميمة ومتطورة باستمرار".

وأعرب عن رضاه تجاه هذه العلاقات وقال " نحن راضون كل الرضا عن هذه العلاقة والتى تشكل نموذجا حيا وناجحا لعلاقات الجنوب الجنوب ، ونحن على قناعة باننا نسير نحو آفاق جديدة فى التعامل بين الدولتين فى شتى المجالات".

وعدد الرئيس السودانى نواحى التعاون بين بلاده والصين ، وقال "فى المجال السياسى نجد دعما من الصين فى شتى المحافل الدولية ، وفى المجال الاقتصادى فان الصين شريك لنا فى الكثير من المشروعات ، وهى الممول لكثير من المشروعات والشركات الصينية هى المنفذة للكثير من المشروعات الموجودة عندنا".

واثنى الرئيس السودانى على التعاون القائم بين بلاده والصين فى مجال النفط ، وقال " عندما رفضت الشركات الامريكية العمل فى مجال النفط وتم فرض قيود على عمل الشركات الغربية فى السودان وجدنا فى الصين الشريك الحقيقى".

وأضاف " بينما كانت الاتفاقيات مع الشركات الغربية مجحفة ولصالح الشركات الغربية بنسبة 100 بالمائة ، نجد ان الاتفاقيات مع الشركات الصينية مثلت تبادل منافع حقيقى ، ففى قسمة الانتاج حصلنا على عرض من قبل الصين افضل من الشركات الغربية".

ومضى قائلا " كما ان الشركات الصينية تعمل على تدريب كوادر سودانية واحلال هذه الكوادر محل الكوادر الصينية وهو ما يمثل نقل المعرفة فى صناعة النفط الى الجانب السودانى وهذا لم يكن موجودا فى الاتفاقيات السابقة".

وشدد البشير على ان نجاح نموذج العلاقات السودانية الصينية لفت نظر كثير من الدول وخاصة الافريقية الى " وجود شريك حقيقى وليس جهات تنهب الثروات" ، وقال " نجاح هذا النموذج كان مفاجأة للدول العربية والافريقية التى كانت تظن ان السودان طالما هو محاصر من قبل امريكا فلن يستطيع استخراج النفط".

يشار الى أن العلاقات الدبلوماسية بين السودان والصين تأسست في 4 يناير 1959 ، وخلال 52 عاما شهدت علاقات البلدين تطورا ملحوظا في شتى المجالات، وظلت هذه العلاقات نامية ومتطورة في مختلف عهود الحكم واتسمت بالعد عن السياسة والقرب من تحقيق المصالح المشتركة.

والزيارة المرتقبة للرئيس البشير الى بكين هي الرابعة ، وكانت الاخيرة في عام 2006 في إطار قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، فيما زار الرئيس الصيني هو جين تاو السودان في فبراير عام 2007.

ويتمسك السودان بسياسة "صين واحدة" ويعارض أية محاولة لفصل تايوان من أراضي الصين، وتحترم الصين أيضا سيادة السودان وسلامة أراضيه وتدعم عملية المصالحة الوطنية السودانية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي