مسؤولون أمميون يرسمون خطة لمستقبل ليبيا بعد الصراع

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و يان مارتن مستشاره لشؤون ليبيا لمرحلة ما بعد الحرب يوم الثلاثاء إن لديهما خططا لإرسال بعثة أممية متكاملة ومتقدمة إلى ليبيا البلد المضطرب في شمال إفريقيا حيث يبدو النزاع المسلح الدائر منذ أشهر على وشك الانتهاء.

وقال كي مون خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الذي انعقد لبحث التطورات في ليبيا إن الهدف من إرسال أفراد من الأمم المتحدة إلى ليبيا في أسرع وقت ممكن يأتي في إطار التفويض من مجلس الأمن مضيفا إنه اقترح ومستشاره مارتن ذلك بعد مشاورات مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.

وأضاف كي مون أن الخطة ستعمل في إطار ثلاثة مبادئ رئيسية الأول يتعلق بعملية التعافي والتخطيط الاستراتيجي لمرحلة بعد الصراع مؤكدا على ضرورة قيام الليبيين أنفسهم بذلك.

وقال كي مون إن وظيفتنا الأهم هي ضمان تكامل الجهود الثنائية والإقليمية ومتعددة الأطراف التي تلبي تطلعات الليبيين مضيفا أن هذا يتطلب من السلطات الانتقالية الليبية أن تقدم أولويات واضحة على الأمدين القصير والبعيد مؤكدا أن مستقبل ليبيا لا بد أن يقرره الليبيون.

وحول المبدأ الثاني قال كي مون إنه يجب أن تكون هناك استجابات آنية من قبل السلطات الليبية للمساعدة في مهام مثل عودة سيادة القانون وتعزيز دور المؤسسات والعمليات المدنية وحماية حقوق الإنسان ودفع الانتعاش الاقتصادي المبدئي.

وأضاف أن المبدأ الثالث هو تنسيق العمل والذي يعتبر غاية في الأهمية لنجاح جهود التعافي وإعادة الإعمار.

وتابع الأمين العام القول إن بعثتنا هناك ستعمل عن كثب مع القيادة في البلاد لضمان إزالة الفوضى وعدم إهدار الوقت والموارد المالية مذكرا بأن الوضع الانساني لا يزال خطيرا في ليبيا حتى بعد سيطرة القوات المعارضة التابعة للمجلس الوطني الانتقالي على طرابلس حيث قال إنه وفقا لآخر تقاريرنا فإن حوالي 60 في المائة من السكان في طرابلس يعيشون دون مياه مضيفا أن مهندسين من صندوق الأمم المتحدة للطفولة ((اليونيسيف)) يعملون حاليا لإصلاح محطات الضخ لنقل المياه إلى العاصمة والمناطق الأخرى، لكننا لا نعرف كم من الوقت سنستغرق لاستعادة الخدمة. ومن

الواضح أن القلق من الأمن يجعل الوضع خطيرا للغاية.

وأشار كي مون إلى بعض التطورات الايجابية على الصعيد الانساني موضحا أن إعادة فتح ميناء طرابلس سيمكن من دخول رجال الإغاثة الدوليين والمساعدات والامدادات الدولية إلى البلاد فيما عادت المستشفيات إلى فتح أبوابها.

بدوره قال مارتن للصحفيين عقب المشاورات المغلقة حول الوضع في ليبيا إن تطورات

الوضع هناك تبدو جيدة ازاء خطة الأمين العام.

وقال مارتن إن هناك موافقة قوية جدا في المجلس على الخطة مضيفا أن كي مون وبعد حضوره للاجتماع الدولي بشأن دعم ليبيا والذي سيعقد في باريس فى الأول من سبتمبر سيطرح أمام مجلس الأمن الدولي مقترحاته الأولية بشأن إرسال البعثة الدولية إلى ليبيا مشيرا الى الرغبة القوية من الأمم المتحدة وأيضا من جانب المجلس الوطنى الانتقالي فى قيام الأمم المتحدة بدور أساسي فى إرسال المساعدات الدولية الشاملة لليبيا فى المرحلة القادمة.