لم يبق إلا يومان أمام موعد الاستسلام الذي حدده المجلس الوطني الانتقالي الليبي لمؤيدي معمر القذافي وهو العاشر من الشهر الجاري. ورغم ذلك فإن المجلس لم يتخل عن آمله في التفاوض مع مؤيدي القذافي لتحرير بقية المدن التي تحت سيطرة مؤيديه. وفي نفس السياق فإن مكان القذافي ما زال غامضا لذلك قرر المجلس إرسال وفد إلى النيجر المجاورة لليبيا في محاولة للبحث عن الوصول المحتمل للقذافي وأفراد عائلته.
وتسيطر القوات المسلحة التابعة للمجلس الوطني الانتقالي حاليا على معظم مناطق البلاد سوى موطن القذافي مدينة سرت وبلدة بني وليد الواقعة على بعد 170 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس وبلدة سبها الواقعة جنوبي طرابلس. وقال مسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم الأربعاء ( 7 ستمبر) إنه من أجل تجنب الصدامات الدموية لم يتخل المجلس عن رغبته في السيطرة على بلدة بني وليد عبر طرق سلمية من خلال المفاوضات رغم تعرض مندوبيه للهجوم من مؤيدي القذافي مضيفا أن المفاوضات ما زالت تجري حاليا مع مؤيدي القذافي وأن وجهاء بلدة بني وليد انضموا إلى صفوف الثوار. وأكد المسؤول أن قوات المجلس الوطني الانتقالي قد أتمت جميع الاستعدادات العسكرية لشن هجوم شامل على بني وليد. أما في موطن القذافي مدينة سرت فإن قوات المجلس تتقدم حاليا نحوها وقد وصلت إلى منطقة تبعد عن شرقي المدينة ب60 كيلومترا حيث تعرضت لمقاومة عنيفة من قبل عناصر القذافي. وجاء في بيان نشره حلف الناتو في اليوم نفسه أن طائرات حلف الناتو قصفت خلال هجمات جوية في اليوم قبله 6 دبابات و6 عربات مصفحة و4 عربات مسلحة ومستودعا للذخائر ومدفعا.
وجاء في نبأ آخر أن موكب القذافي المكون من عدة سيارات عسكرية وصل ليلة يوم الإثنين إلى مدينة آجادتز بشمال النيجر عابرا الحدود بين البلدين. ويقال إنه من الاحتمال أن يكون القذافي وابنه الثاني ضمن الموكب. إلا أن وزير الخارجية النيجري أنكر يوم الثلاثاء احتمال دخول موكب القذافي إلى أراضي النيجير. فيما لا يرى الجانب الأمريكي احتمال مغادرة القذافي ليبيا حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيولان يوم الثلاثاء إن الأخبار التي وصلت إلى الولايات المتحدة أشارت إلى أن القذافي ليس ضمن الموكب الليبي الذي وصل إلى النيجر. وقال فتحي باجا رئيس لجنة الشؤون السياسية والدولية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم الأربعاء إن المجلس قرر إرسال وفد إلى النيجر للتشاور معها حول إغلاق الحدود بين البلدين وأضاف باجا أن المجلس سيطالب جميع الدول المجاورة لليبيا بمنع دخول القذافي وأفراد عائلته إليها.
وقال مسؤول قناة "الرأى" ومقرها في سورية وهى وسيلة إعلامية وحيدة تتمكن من نشر الأخبار عن القذافي قال خلال مقابلة صحفية جرت يوم الأربعاء إن القذافي وابنه سيف الإسلام ما زالا في ليبيا وإن القذافي ما زال في حالة جيدة وعبر عن عزيمته على المقاومة حتى الموت.
من جانبه قال مسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي اليبيي إن أعمال نقل مقر المجلس الوطني الانتقالي الليبي من بنغازي إلى طرابلس تجري حاليا على قدم وساق وبانتظام وإن الرجل الثاني للمجلس وهو رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس السيد محمود جبريل قد وصل إلى طرابلس بعد ظهر يوم الأربعاء.
