CRI Online

تقرير خاص: لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة تعزز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب

cri       (GMT+08:00) 2011-09-08 18:59:03

وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 قبل عشر سنوات، حيث ضربت بشدة مدينة نيويورك والولايات المتحدة وحتى العالم كله، مما جعل المجتمع الدولي يدرك الخطر والأضرار الجسيمة التي قد يلحقها الإرهاب بالبشر. وبعد ثلاثة شهور إثر وقوع الأحداث، أجازت الأمم المتحدة قرارا بشأن تشكيل لجنة خاصة بمكافحة الإرهاب لتعزيز قدرات الدول الأعضاء بها على الوقاية من الأعمال الإرهابية داخلها وخارجها. وخلال السنوات العشر الماضية، قدمت هذه اللجنة مساهمات كبيرة في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب ولعبت دورا مهما في هذا المجال.

جدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي أجاز عام 2001 بالإجماع القرار رقم 1373 بشأن تشكيل لجنة مكافحة الإرهاب، وبحسب نصوص القرار يجب على جميع الدول إدانة المتهم في مساعدة الأنشطة الإرهابية، ووضع حد لتمويل الإرهابيين، ورفض تقديم ملاجئ للإرهابيين، وتبادل المعلومات الخاصة بمنظمات تدبير الهجمات الإرهابية. وتتكون اللجنة من 15 عضوا.

وقال مايك سميث مدير المكتب التنفيذي للجنة مكافحة الإرهاب إن أحداث 11 سبتمبر عام 2001 جعلت دول العالم تدرك أن الإرهاب أصبح مشكلة كبيرة لا يجوز لدولة وحدها مواجهتها. وأضاف قائلا:

"أظهر تأسيس اللجنة التوافق الذي توصلت إليه دول العالم، وهو أن الإرهاب أصبح مشكلة واسعة على نطاق العالم، ومن الضروري بذل الجهود المشتركة من قبل مختلف الدول لمواجهتها، ولا يمكن لدولة وحدها مواجهة هذه المشكلة."

وذكر مايك سميث أن لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة بذلت جهودا دؤوبة في تعزيز قدرات الدول الأعضاء بالمنظمة على الوقاية من الأعمال الإرهابية داخلها وخارجها، واتخذت مجموعة من الإجراءات لمحاربة الإرهاب ووضع حد له، وتشمل هذه الإجراءات إدانة المتهم في جريمة تمويل الإرهاب وتجميد أموال المتهم بجريمة الإرهاب ورفض تقديم الدعم المالي بأي شكل للمنظمات الإرهابية ومنع تقديم الملاجئ أو المساعدات للإرهابيين.

وفي عام 2004، قرر مجلس الأمن تأسيس المكتب التنفيذي التابع للجنة مكافحة الإرهاب. وفي هذا الصدد، أشار مايك سميث إلى أن تأسيس المكتب يهدف إلى تقديم المساعدات التقنية للدول المختلفة وتعزيز التعاون والتنسيق بين هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية وحكومات الدول المختلفة. وأضاف قائلا :

" إن تبادل المعلومات الخاصة بمكافحة الإرهاب مهم جدا، وتلعب الأمم المتحدة دورا كبيرا في هذا المجال. فإذا وقعت الهجمات الإرهابية في دولة ما، لكن تم تدبيرها في دولة أخرى وجاء منفذو الأعمال الإرهابية من دولة ثالثة، ومواد إرهابية من دولة رابعة. وفي ظل ذلك، من الضروري تعزيز التعاون بين الدول في تبادل المعلومات."

وكشف مايك سميث عن أن المكتب التنفيذي قدم خلال السنوات الأخيرة مساعدات تقنية ومالية وإدارية وتشريعية للدول المختلفة، والآن تقوم لجنة مكافحة الإرهاب بالتعاون مع بعض الدول في جنوب آسيا.

ويرى المسؤول بلجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة أن أعمال مكافحة الإرهاب حققت تقدما كبيرا بعد عشر سنوات من وقوع أحداث 11 سبتمبر 2001، وذلك بفضل الجهود المبذولة من قبل لجنة مكافحة الإرهاب والمكتب التنفيذي والدول الأعضاء بالأمم المتحدة، حيث قال:

"خلال السنوات العشر الماضية، حققنا تقدما كبيرا في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك يرجع إلى الجهود الدؤوبة التي بذلتها مختلف دول العالم."

وعبر سون شياو بو نائب مدير الفريق السياسي لبعثة الصين الدائمة لدى الأمم المتحدة عن موافقته على رأي مايك سميث، مشيرا إلى أن دول العالم حققت تقدما ملحوظا في المجالات التشريعية وتنفيذ القوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب. إذ قال

"أجاز مجلس الأمن خلال العقد الماضي قرارات عديدة بشأن التشريع وتنفيذ القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب، وبفضل ذلك، حقق المجتمع الدولي تطورا كبيرا في هذه المجالات."

يرى مايك سميث أنه برغم تحقيق الإنجازات الكثيرة في مكافحة الإرهاب، يظل الإرهاب يشكل تهديدا رئيسيا للسلام والأمن في العالم، مؤكدا أن لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة ستواصل بذل جهودها الدؤوبة لإزالة الإرهاب.

وأكد إدوارد فلين المسؤول بالمكتب التنفيذي للجنة مكافحة الإرهاب أهمية احترام حقوق الإنسان أثناء مكافحة الإرهاب، قائلا :

"نرى أن الإرهاب يشكل تهديدا خطيرا لحقوق الإنسان، إلا أنه من المهم أن نتخذ إجراءات لازمة لحماية الحقوق الإنسان خلال عمليات مكافحة الإرهاب."

أشار سون شياو بو نائب مدير الفريق السياسي لبعثة الصين الدائمة لدى الأمم المتحدة إلى أن الصين بصفتها عضوا في الأمم المتحدة وأحد أعضاء اللجنة الدائمة لمجلس الأمن تدعم بثبات جهود الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. حيث قال :

"في الحقيقة انضمت الصين إلى معظم الاتفاقيات الدولية بشأن مكافحة الإرهاب قبل أحداث 11 سبتمبر 2001. وبعد هذه الأحداث، انضمت إلى المزيد من الاتفاقيات الدولية. وفي الوقت نفسه، تم تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة في البلاد بشكل صارم."

ودعا المسؤول الصيني المجتمع الدولي لتلبية دعوات الدول النامية خلال وضع قرارات مكافحة الإرهاب ليجعلها تولي اهتماما كافيا لمصالح الدول النامية في مكافحة الإرهاب.

وأشاد إدوارد فلين المسؤول بالمكتب التنفيذي للجنة مكافحة الإرهاب بالدور المهم الذي لعبته الصين في عمليات مكافحة الإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة، قائلا:

"قدمت الصين على الدوام مساعدات كبيرة لنا، وهي عضو نشيط في لجنة مكافحة الإرهاب. كما أعرف أن الصين هي ضحية الإرهاب أيضا. ونحافظ على التبادلات الوثيقة في مجال مكافحة الإرهاب. ونشكر للصين على دورها المهم في اللجنة."

وأكد المسؤول الأممي أن الأمم المتحدة ستعقد اجتماعا رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب على نطاق العالم بمناسبة الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر 2001، حيث سيستعرض قادة دول العالم التجارب والدروس التي حصلوا عليها في عمليات مكافحة الإرهاب خلال السنوات العشر الماضية، كما سيناقشون سبل تعزيز التعاون الدولي في هذا المجل في المستقبل.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي