CRI Online

المتحف الوطني التذكاري لهجمات 11 سبتمبر—ذكريات لا تنسى أبدا

cri       (GMT+08:00) 2011-09-08 20:13:28

مازال المتحف الوطني التذكاري لهجمات 11 سبتمبر قيد البناء على موقع أطلال مركز التجارة العالمي في نيويورك بالولايات المتحدة، وتجدر الإشارة إلى أن النصب التذكاري باعتباره جزءا منه، قد أنجز مؤخرا، وسيفتح أبوابه أمام الزوار بمناسبة الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر.

يزور كل سائح يزور نيويورك للمرة الأولى مبنى إمباير ستيت، ومقر الأمم المتحدة، ومركز روكفلر، وتمثال الحرية... حيث تعد هذه المعالم الشهيرة خيارات ضرورية خلال الزيارة. وبالإضافة إلى هذه المعالم الشهيرة، هناك موقع آخر يجذب أيضا اهتمام الناس، ألا وهو أطلال مركز التجارة العالمى الذي استهدفته الهجمات الإرهابية . وبالرغم من أن المبنى ما زال قيد البناء مع أصوات الرافعات وهدير الآلات المختلط مع ضجيج المدينة، لكن، ما زال الكثيرون من السياح يتجولون في موقع البناء لالتقاط الصور والتعبير عن أسفهم إزاء الكارثة.

يقع مبنى جاهز متميز في جنوب موقع البناء، ألا وهو النصب التذكاري لهجمات 11 سبتمبر الذي سيفتح أبوابه بمناسبة الذكرى العاشرة للهجمات الإرهابية، إنه مثير للاهتمام بفضل وجود عمودين فولاذيين اثنين على شكل ترايدنت، وبطول لكل منهما 21 مترا ووزن 45 طنا، ويعدان جزءا من البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي، حيث أشار عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ إلى أن هذين العمودين يرمزان إلى شجاعة الناس في تجاوز كارثة 11 سبتمبر، ويشيران إلى أملهم بالمستقبل. وتجدر الإشارة إلى أن أبرز التصميمات في النصب التذكاري تتمثل في بركتي الشلال الواقعتين على أطلال مركز التجارة العالمي، مما يعكس مفهوم "عكس الغياب" لتذكير الناس بما يختفي من الموقع.

وحمل جو • دانيلز رئيس النصب التذكاري لهجمات 11 سبتمبر، ثقة كاملة بهذا التصميم، واعتقد أنه سيجعل كل زائر يشعر بدهشة وصدمة في أعماق قلبه، إذ، قال:

"أثق بأن هذا النصب التذكاري سيجعل الناس يشعرون بصدمة كبيرة، لأنه يعكس الأحاسيس الحقيقية للذين تورطوا في هذا الحادث. طبعا، يرمز هذا التصميم إلى اختفاء اثنين من المباني، وفي ذلك اليوم، هناك ما يقرب من 3000 شخص بريئ لقى مصرعه، ولذلك، أعتقد شخصيا أن هذا التصميم سيترك انطباعا عميقا لدى الناس."

بسبب الاهتمام من الأطراف المعنية، كان التنافس شديدا بين تصميمات المتحف الوطني التذكاري لهجمات 11 سبتمبر، وبعد سنتين منذ وقوع الهجمات، وفي ال14 من يناير 2004، حقق المهندس المعماري مايكل• اراد ومهندس المناظر الطبيعية الأمريكي بيتر•ووكر نصرا بتصميمهما "عكس الغياب" من أصل 5201 منافسا من 63 دولة و49 ولاية أمريكية، وكسبا إعجاب لجنة التقييم المكونة من 13 شخصا من الفنانين وأهل الضحايا والممثلين الحكوميين ومواطني المدينة. ووفقا لهذا التصميم، تم بناء بركتين مربعتين بعمق 6 أمتار ومساحة كل منهما 4000 مترا مربعا على موقع البرجين التوأمين بمركز التجارة العالمي، حيث تصب الشلالات الاصطناعية إلى مركز البركة. حيث اعتقد دانيلز أن بركتي الشلال العملاقتين ستصبحان أهم المشاهد الرمزية في المتحف، إذ قال:

"سيحس الناس أن البركتين منسجمتان مع المباني الأخرى، وفي الوقت نفسه، تم نحت أسماء ما يقرب 3000 ضحايا على الجدران المحيطة بالبركتين، عندما يتجمع الناس في هذا الموقع، يبدو كأنهم تجمعوا هنا عند حدوث هجمات 11 سبتمبر في الوقت ذاته."

وقبل الافتتاح الرسمي للنصب التذكاري بشهر، بدأ الموقع الرسمي للنصب التذكاري يقدم خدمة حجز التذاكر على الانترنت، وبالنظر الى يوم ال12 من أغسطس الماضي، لوحظ بيع كل التذاكر لليومين ال12 وال13 من سبتمبر. حيث أشار دانيلز إلى أن الحماس الشديد للناس في حجز التذاكر مسبقا يعكس تطلعهم لزيارة النصب التذكاري، وشمل الزوار بعض السياح الأجانب من كل أنحاء العالم، الأمر الذي يشير إلى أن النصب التذكاري لا يعد رمزا روحيا لأبناء نيويورك والأمريكيين فحسب، بل سيجذب المزيد من السياح من مختلف البلدان. وقال دانيلز إن إنجاز النصب التذكاري قبل المباني الأخرى يتيح فرصة للمشاهدين في مراقبة عملية البناء في "برج الحرية" والمباني الأخرى، حيث يقول:

"خلال السنوات الماضية منذ افتتاح النصب التذكاري، أتاح النصب فرصة نادرة للسياح في متابعة عملية إعادة إعمار المباني المحيطة بالنصب بشكل شخصي . وسنركب صفا من المقاعد في النصب لمساعدة الناس في متابعة عملية البناء على أطلال مركز التجارة العالمي."

حول المباني غير المنجزة، من الضروري الحديث عن المتحف الوطني التذكاري الذي من المقرر فتح أبوابه أمام الناس في العام المقبل بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لهجمات 11 سبتمبر. وبصفته جزءا من المباني التذكارية، سيعرض المتحف عددا كبيرا من المعلومات وما خلفه الضحايا، وأكدت مديرة المتحف أليس • غرينوالد أن المتحف ليس متحفا عاديا، إذ قالت:

"على كل حال، إنه ليس متحفا عاديا بالمعنى التقليدي، ولأن هذا المتحف هو الطابق السفلي للعمارتين المكونتين من 110 طوابق."

وقالت غرينوالد إن المعروضات التي تحفظ في المتحف، تشكل أقل من 1 ٪ من أنقاض مركز التجارة العالمي بعد انهياره، مشيرة إلى أنها لا تحكي قصة انهيار ناطحات السحاب والهجمات الإرهابية فحسب، بل تعكس أيضا ملامح الضحايا لإحياء الذكريات التي لا تنسى في قلوب الناس، حيث قالت:

"القصة بمعنى آخر هي أننا نريد حكايتها، وهجمات 11 سبتمبر هي قصتنا. وأظهرت الإحصاءات أن حوالي ملياري شخص في العالم شاهد عملية وقوع الهجمات على الهواء، مشكلا ثلث إجمالي السكان في العالم."

وأشارت غرينوالد إلى أن هجمات 11 سبتمبر عكست الجانب البشع والشرير للانسان، ولكن، ما فعله عدد لا يحصى من الناس العاديين أثناء وقوع الهجمات وبعد وقوعها، يجسد مجد الإنسان، وهذه هي الأحاسيس التي يريد المتحف الوطني التذكاري التعبير عنها لكل زائر.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي