خبراء صينيون يتوقعون أن تواجه ليبيا تحديات داخلية وخارجية

أعلن المجلس الوطنى الانتقالي الليبي مقتل معمر القذافى، الأمر الذي يشير إلى أن ليبيا دخلت مرحلة جديدة. وربما لا يختلف إثنان من المحللين على أن ليبيا ما بعد القذافي تواجه تحديات كبيرة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي لما لهذا البلد من خصوصيات ديمغرافية وجغرافية.

وقال وانغ ليان، الاستاذ في معهد العلاقات الدولية بجامعة بكين، ان "القذافى لم يعد له تأثير قوى داخل ليبيا منذ فترة ومصرعه لن يؤثر على الوضع الليبي الحالى تأثيرا جذريا"، لكنه أشار الى أن أنصار القذافى ما زالوا نشطين فى البلاد ومن المحتمل أن يتأجج الوضع ليهدد ليبيا خلال انتقالها الى مرحلة اعادة الاعمار.

وقال شن جى رو، الاستاذ فى معهد الاقتصاد والسياسة العالمية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إنه بعد تحقيق الهدف المشترك للمعارضين الليبيين المتمثل فى اسقاط نظام القذافى، قد تصبح الصراعات على السلطة أمرا لا مفر منه نظرا لتعقد تشكيلة المعارضة، مضيفا أن ليبيا "مجموعة من القبائل" وأن الخلافات بين القبائل الغربية وبعض القبائل الشرقية لم تعد سرا. وسيواجه القادة الليبيون مشكلة عويصة فى تحقيق التوازن بين مصالح القبائل.

وقال تشو تشاو يى، الخبير الصينى فى شؤون الشرق الاوسط إن التحدى الرئيسي الذى يواجه المجلس الوطنى الانتقالى هو "كيفية لعب دور الحكم بسرعة. فاساس الحكم غير مستقر ونقصان الخبرات يزيد من صعوبات وضع المجلس الوطنى الانتقالي فى تطبيق السياسات.

وقال تشو وى ليه، رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الأجنبية بشانغهاى، ان "تحقيق المصالحة وتجنب الانتقام مشكلة رئيسية فى مرحلة اعادة البناء بعد الحرب في ليبيا. وعند تعامل المجلس الوطنى الانتقالي فى المستقبل مع القبائل والموالين للقذافى، ينبغى له أن يأخذ بعين الاعتبار الدرس المستفاد من تجربة العراق ويتعين عليه أن يختار من مسؤولى الحكومة السابقة والقوات الأمنية من يدرجهم فى عملية اعادة البناء بدلا من تهميشهم.

وفي معرض تحليله لتأثيرات ما حدث في ليبيا على الصعيد الدولي، قال مدير مؤسسة الدراسات الدولية الأستاذ آن هوى هو، ان "نموذج ليبيا"، أى الدفع بتغيير النظام الحالي من خلال التدخل الخارجى، قد يؤثر على الدول العربية الأخرى التى تشهد اضطرابات فى الوقت الحالى، كما يوفر للناتو سندا للتدخل العسكري في دول أخرى فيما بعد.