|
||
cri (GMT+08:00) 2011-11-17 14:37:06 |
زادت تركيا الجار المهم لسوريا شمالا زادت خلال الفترة الأخيرة من فرض ضغوطها على الحكومة السورية بزعامة بشار الأسد. فلم توقف التعاون مع سوريا في مجالات الطاقة فحسب بل هددت أيضا بوقف إمداد الكهرباء لسوريا. وفي جلسة المنتدى العربي التركي المنعقدة يوم الأربعاء ( 16 نوفمبر) دعا وزير الخارجية التركي مع وزراء الخارجية العرب الحكومة السورية إلى وقف أعمال القمع للمعارضين. ومن هنا يرى المحللون أن تركيا تهدف وراء زيادة ضغوطها على الحكومة السورية إلى توسيع تأثيرها على سوريا وأيضا إلى خدمة الاستراتيجية التي سينفذها حلف الناتو تجاه سوريا في المستقبل.
فمنذ اندلاع الاحتجاجات بسوريا في مارس الماضي لم تقدم تركيا المأوى لكمية كبيرة من اللاجئين السوريين فحسب بل وفرت لرجال القوى السورية المعارضة للحكومة الملاجئ. ومثال على ذلك تم إنشاء المجلس الوطني السوري وهو أحد المنظمات المعارضة للحكومة السورية والجيش السوري الحر المكون من جنود القوات السورية المنشقين مقرهما في تركيا.
وعلاوة على ذلك زادت تركيا مؤخرا من ضغوطها على الحكومة السورية، حيث حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء ( 15 نوفمبر ) الرئيس السوري بشار الأسد من أن مستقبل سوريا لن يمكن أن يكون قائما على دماء المضطهدين. كما اجتمع وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو مؤخرا ولأول مرة مع زعيم المعارضة السورية وهو رئيس المجلس الوطني السوري.
هذا ولم يحضر وزير الخارجية السوري جلسة المنتدى العربي التركي المنعقدة بالعاصمة المغربية الرباط والتي استمرت يوما واحدا. وفي بيان ختامي للمنتدى دعا وزير الخارجية التركي ووزراء الخارجية العرب الحكومة السورية إلى وقف الصدمات الدموية في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد مؤكدين ضرورة إيجاد حلول للأزمة دون التدخل الخارجي. وذكر وزير الخارجية التركي في كلمة ألقاها أمام الجلسة أن الحكومة السورية ستصبح معزولة في العالم العربي إذا لم تنفذ الاتفاقية الموقعة مع الجامعة العربية وتوقف قمعها ضد المعارضين، مؤكدين ضرورة تلبية الحكومة السورية لمطالب الشعب السوري والرد الإيجابي لمبادرة الجامعة العربية.
وكانت تركيا جارة أكثر مودة لسوريا. وظلت حكومة أردوغان تعتقد أن تحسن العلاقات بين تركيا وسوريا هو أهم النتائج التي حققتها الحكومة في المجال الدبلوماسي. وبعد اندلاع الاحتجاجات بسوريا في مارس الماضي لعبت الحكومة التركية دور الوساطة في محاولة لتهدئة الأوضاع السورية. إلا أنه بعد فشل محاولتها شهدت العلاقات بين البلدين تدهورا. فبدأت الحكومة التركية تميل إلى المعارضة السورية. والسبب في ذلك كما يراه بعض الخبراء هو أن الحكومة التركية تعتقد أن حكومة بشار لن تدوم إلا سنتين على أحسن حال. ويرى بعض الخبراء الاستراتيجيين الدوليين أن السبب وراء زيادة تركيا من ضغوطها على الحكومة السورية لا يرجع إلى استراتيجية رئيس الوزراء التركي أودوغان الرامية لتوسيع التأثيرات التركية على سوريا فحسب بل أيضا إلى محاولته لتقديم خدمة لاستراتيجية حلف الناتو بشأن سوريا في المستقبل لأن سوريا تعتبر نقطة مركزية لمنطقة الشرق الأوسط بفضل مكانتها الاستراتيجية الخاصة. ولأن سوريا تقع بين إيران ولبنان والسعودية وإسرائيل وتتمتع بمكانة مهمة في منطقة الشرق الأوسط حيث يصعب على الولايات المتحدة والدول الأوروبية أن تفرض العقوبات عليها لذلك ترغب هذه الدول في قيام تركيا وهى دولة عضوة بحلف الناتو بتقديم هذه الخدمة لحلف الناتو.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |