المبعوث الصيني الخاص يؤكد حل الأزمة السورية عبر الحوار السياسي

صرح وو سي كه المبعوث الصيني الخاص بشأن قضية الشرق الأوسط أمس الخميس (16 فبراير) في بكين أن بلاده تعارض التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية وتغيير النظام بالقوة، داعيا الأطراف المعنية إلى إجراء حوار سياسي لتسوية الأزمة.

وأوضح وو في مقابلة صحفية قبيل زيارته لكل من إسرائيل وفلسطين والأردن أن الصين تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في سورية، معربا عن قلقه العميق تجاه تصعيد حدة الأزمة، كما دعا وو الأطراف المعنية السورية إلى وقف العنف فورا، حيث قال:

"ندعو الحكومة السورية والمعارضة إلى وقف العنف بشكل فوري وكامل وتسوية الأزمة عبر حوار سياسي متسامح دون شروط مسبقة، كما نأمل في أن تحترم الحكومة السورية مطالب شعبها بالإصلاح والتنمية."

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الخميس بعد التصويت قرارا يدعم خطة الجامعة العربية حول إنهاء الاشتباكات المسلحة في سورية، حيث استخدمت الصين حق النقض (الفيتو) ضد القرار. وقبل هذا قد وصوتت الصين ضد مشروعي قرارين لمجلس الأمن الدولي بشأن قضية سورية في الـ4 من أكتوبر الماضي والـ4 من فبراير الجاري.

وعن أسباب معارضة الصين مشروع القرار، أشار وو إلى أن الصين تقدر الجهود المبذولة من قبل الدول العربية وجامعة الدول العربية بشأن حل الأزمة السورية، غير أنه يجب على المشروع القرار الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وقواعده، حيث قال:

"في إطار الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي، يجب أن يلتزم المجلس بأهداف ميثاق الأمم المتحدة وقواعده حين تبنى أي قرار، والجدير بالذكر أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية يعد المبدأ الأساسي. وقد يؤدي مشروع القرار هذا إلى تغيير النظام السوري بالقوة، والذي لا يتفق مع روح ميثاق الأمم المتحدة، لذلك لا تدعم الصين مثل هذا القرار. ومن ناحية أخرى، تهتم الصين بالسلام والاستقرار في المنطقة والمصالح الطويلة المدى لسورية حكومة وشعبا.

وبخصوص أهداف زيارته المرتقبة لكل من إسرائيل وفلسطين والأردن، أكد وو:

"أحد المواضيع الرئيسية لهذه الرحلة هو إجراء تبادلات مع هذه الدول الثلاث بشأن قضية الفلسطيين وإسرائيل والأزمة السورية، ومعرفة وجهات نظر هذه الدول تجاه الأوضاع السورية المستقبلية، إضافة إلى التعريف بموقف الصين ومبادرتها حول تسوية قضية سورية، والسعي إلى التوصل إلى اتفاق أوسع لدفع حل الأزمة."

واختتم وو كلمته قائلا إن الصين دولة مسؤولة وصديقة مخلصة لشعوب الدول العربية، مؤكدا أن الصين تلتزم دائما بأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وتتخذ موقفا موضوعيا وعادلا ومسؤولا تجاه قضية سورية، لافتا إلى أن الصين ترغب في مواصلة الاتصال بالحكومة السورية والمعارضة والدول العربية والجامعة العربية ومستعدة للعمل مع المجتمع الدولي على أداء دور إيجابي وبناء في الحل السلمي للأزمة السورية.