CRI Online

موقف الصين إزاء القضية السورية يبرز عزمها على تحمل مسؤوليتها كدولة كبرى

cri       (GMT+08:00) 2012-02-17 16:23:52

أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الخميس (16 فبراير) قراراً حول القضية السورية، سيؤثر على الأوضاع المحلية إلى حد كبير، رغم عدم تحليه بقوة التنفيذ الإجبارية مقارنة مع قرارات مجلس الأمن، حيث يتضمن قرار الجمعية العامة هذا التدخل الخارجي وممارسة الضغوط على السلطة السورية حتى التنحي. وصوتت الصين وروسيا وغيرهما من الدول الـ10 الأخرى ضد القرار، وبذلك أكدت الصين ضرورة الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في شؤون الدولة عن طريق الهيمنة أو فرض العقوبات.

ويعد مضمون قرار الجمعية العامة هذا مماثلاً مع ما صدر عن قرار مجلس الأمن الذي لم ينل الموافقة من قبل المجلس، لأنه شمل التدخل الخارجي وغيره من المشكلات المثيرة للجدل، ولم تجر له مباحثات واسعة النطاق قبل الإقرار. وقال وانغ مين نائب الممثل الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة إنه يجب على الجهود الأممية والدولية حول القضية السورية تقديم مساعدات لتخفيف التوتر في الأوضاع الإقليمية، ودفع الحوار السياسي، وتسوية الخلافات، وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز وحدة المجتمع الدولي، وألا تزيد من الأوضاع تعقيداً، مضيفاً أن حكومة بلاده تستنكر أعمال العنف بكل أشكالها ضد المدنيين الأبرياء، وتدعو الحكومة السورية والأطراف المعنية إلى عدم ممارسة العنف، بغية استئناف الاستقرار والنظام الاجتماعي في البلاد.

في هذا الشأن، قال تشانغ سياو آن نائب مدير اتحاد الأمم المتحدة في الصين إن الدول الغربية نجحت في ممارسة الضغط على الحكومة السورية عن طريق طرح قرار الجمعية العامة، بعد الفشل الذي باءت فيه في مجلس الأمن، مؤكداً أن الصين تعارض حتماً مثل هذه المحاولة التي تخالف أساليب العمل في الأمم المتحدة والأعراف الدولية، وتدل على موقف الدول الغربية المتمثل في ممارسة التدخل السياسي وعدم الرغبة في إجراء التعاون .

جدير بالذكر أن استخدام الصين حق النقض ضد قرار القضية السورية في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة يتفق مع سياستها الدائمة ومبادئها في معالجة القضايا الدبلوماسية.

وفي الحقيقة، ظلت الصين تلعب دوراً نشطاً وبناء حول القضية السورية، وتتمسك بمبدأ احترام السيادة وخيار الشعب، وتدعو القوى السياسية في البلاد إلى حل المشكلات بوسيلة سلمية وعبر تشاور سياسي، كما تعارض التدخل الخارجي والعقوبات المفروضة عليها.

وتوجه تشاي جون المبعوث الصيني الخاص بشأن سورية وهو نائب وزير الخارجية إلى سوريا أمس الخميس (16 فبراير)، ومن المقرر أن يجري مباحثات مع مختلف الأطراف بسورية خلال يومي الـ17 والـ18 من هذا الشهر، لمعرفة نياتهم السياسية ودفع حل المشاكل بوسيلة سياسية. هذا وقد قام السفير الصيني لي هوا شين بجولة تباحث مع المسؤولين في جامعة الدول العربية والسعودية وقطر.

وتزامناً مع تكثيف الصين جهودها لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، تبحث الدول الغربية زيادة الضغوط السياسية على سوريا وتحاول فرض عقوبات جديدة عليها تجعل الوضع هناك يخرج عن السيطرة، وتدفع البلاد إلى حافة حرب أهلية، مما سيحدث اضطرابات ونزاعات في المنطقة كلها.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي