CRI Online

الموقف الصين صامد أمام اختبار الزمن

people.com.cn       (GMT+08:00) 2012-02-20 20:37:38
استخدمت الصين حق النقض(الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار المتعلق بسوريا كما صوتت ضد المشروع نفسه في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال البعض إن اعتماد مشروع القرار يوم 4 فبراير الحالي كان قد يمنع تصعيد الصراع في سوريا. والافتراضات الأساسية لهذه الحجة هي أن اعتماد قرار المجلس يقود مباشرة إلى نقل السلطة في سوريا وفقا لما تضمنه القرار وبدء الحوار السياسي فورا، لكن هذه الافتراضات الأساسية يرفضها بشار الأسد بتاتا.

وفقا للجدول الزمني الذي تم تحديده وفقا لإطار جامعة الدول العربية، فإن بشار الأسد كان سيُسلم السلطة في غضون أسبوعين. ولو أُعتمد مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي يمكننا أن نتخيل أن بشار الأسد سيجبر على اتخاذ أي خطوة ممكنة للحفاظ على سلطته في حين سيشجع ذلك المعارضة على شن المزيد من الهجمات، وعندئذ سيكون الصراع داخل سوريا أكثر شراسة بكثير مما يكون عليه الآن.

وأرسلت الصين مبعوثا خاصا للحكومة الصينية نائب وزير الخارجية تشاي جون إلى سوريا في إطار المساعي الدبلوماسية الصينية لدفع عملية الحوار السلمي السوري. ويمكن تلخيص أهداف زيارة المبعوث الخاص إلى سوريا في خمس كلمات هي: القلق ووقف العنف والحوار والتعاون والميثاق.

أولا، أعربت الحكومة الصينية رسميا عن القلق الصيني البالغ إزاء تطورات الأوضاع في سوريا وتصاعد الصراع الذي أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين، بما يهدد السلم الإقليمي.

ثانيا، تحث الصين سوريا على الوقف الفوري والتام لجميع أعمال العنف. حيث أدانت الصين مرارا وتكرارا جميع أعمال العنف ضد المدنيين، وتشمل بطبيعة الحال القوات النظامية السورية أولا، كما تشمل أيضا الجماعات المعارضة التي تستخدم العنف للإطاحة بالنظام، ولا سيما تلك القوى السياسية التي تلجأ إلى الأعمال الإرهابية وتفجير المؤسسات الحكومية. لأنه لا يمكن تفادي سقوط ضحايا أبرياء إلا بتخلي جميع الأطراف عن العنف.

ثالثا: تؤيد الصين "حوار سياسي شامل وفوري من دون شروط مسبقة". وهذا مفتاح لبدء الحكومة السورية للعملية السياسية. ويعني "دون شروط مسبقة" أن جميع الخيارات ممكنة طالما توصلت الأطراف المعنية إلى اتفاق.

رابعا، تأمل الصين أن تتعاون الأطراف في سوريا مع جامعة الدول العربية وحل المشكلة من خلال الوسائل السياسية والسلمية في إطار جامعة الدول العربية. وإن استخدام الصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن والجمعية العامة لا يعني أن الصين ترفض الجهود الدبلوماسية لجامعة الدول العربية، بل بالعكس، إن الصين تؤيد الموقف العربي الذي يدعو إلى الوقف الفوري للعنف وتوفير الحماية الفعالة للمدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية والدعوة لتفادي التدخل العسكري الخارجي. لكن الصين تعارض فقط احتمال استغلال الغرب لفحوى مشروع جامعة الدول العربية لشن الحرب.

خامسا، تعارض الصين بشدة استخدام القوة وممارسة نهج "تغيير النظام" قسرا والتصرفات الأخرى التي تنتهك أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الأساسية التي توجه العلاقات الدولية. وإن المبادئ الأساسية في ميثاق الأمم المتحدة خاصة استغلال السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية تعتبر ضمانا للبلدان الصغيرة والمتوسطة الحجم في العالم اليوم، وإذا فُقدت هذه المبادئ، فلن ينعم المجتمع الدولي بالاستقرار الطمأنينة.

إن موقف الصين ينطلق من المصالح الأساسية للشعوب العربية ويصمد أمام اختبار الزمن. وإذا واصل الغرب دعمه الكامل للمعارضة السورية فإن اندلاع الحرب الأهلية أمر لا مفر منه. وفي تلك الحالة فإن التاريخ سيعرف من هو المسؤول.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي