CRI Online

وقف العنف وحل الأزمة السورية سياسيا من الدعوات الصينية والعربية المشتركة

cri       (GMT+08:00) 2012-02-20 22:05:36

تشهد سورية إضطرابات مستمرة منذ منتصف مارس عام 2011، وتدهور الوضع فيها باستمرار مما أدى إلى مصرع وإصابة عدد كبير من المدنيين الأبرياء، لذلك أصبح وقف أعمال العنف مفتاحا لحل الأزمة السورية. سبق لجامعة الدول العربية أن قامت بالوساطة في سوريا وأرسلت بعثة المراقبين العرب وعملت على حل القضية السورية في إطار الجامعة العربية وعبر طرق سياسية وسلمية. كما أعلنت جامعة الدول العربية معارضتها للتدخل الخارجي والعسكري في سورية. أما الصين التي تربطها بالدول العربية الصداقة التقليدية العميقة والتعاون متبادل المنفعة، فظلت تدعم كل الجهود المبذولة من الجامعة العربية لحل الأزمة السورية سياسيا، وتعارض التدخل العسكري وتغيير النظام قسرا وتدعو جميع الأطراف السورية إلى وقف أعمال العنف على الفور وإجراء الحوار وإعادة الاستقرار وتسريع خطوات الإصلاح وتحقيق المصالحة السياسية الشاملة في سورية. واتضح هنا أن وقف أعمال العنف وتسوية الأزمة السورية سياسيا هما من الدعوات الصينية والعربية المشتركة.

غير أنه من أجل تحقيق مصالحها الاستراتيجية الشخصية في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت بعض الدول الغربية أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، وطالبته بالتنحي عن السلطة، وفي الوقت نفسه، فرضت عقوبات على سورية وقدمت الأموال والأسلحة للمعارضة السورية وحرضتهم على القيام بأعمال العنف في الأراضي السورية. وفي الحقيقة، قإن الدول الغربية تهدف إلى انهيار نظام بشار الأسد بفعل الضغوطات المتزايدة، أو تدعم المعارضة لإطلاق الحرب الأهلية في سورية من أجل خلق ظروف للتدخل الخارجي في سورية ونسخ "نموذج ليبيا " في هذه الدولة. وكان من المؤسف أن الجامعة العربية تبنت في ظل إصرار بعض الدول العربية قرارا يطالب بتسليم بشار الأسد سلطته، الأمر الذي يسهل على الدول الغربية التدخل العسكري.

الجدير بالذكر أن نظام بشار الأسد لا يزال يتمتع بدعم أكثر من 60 بالمئة من الشعب السوري، كما يمتلك قوات موالية للحكومة، فرفض بشار الأسد التنحي عن سلطته. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أعلنت المعارضة السورية أنه إذا لم يسلم بشار سلطته، فإنها ستواصل شن هجماتها العنيفة. وإذا استمر الأمر على هذا المنوال، فإن الوضع السوري سيصبح أكثر دموية وتتزايد إمكانية اندلاع الحرب الأهلية في سورية. وإذا قررت القوى الخارجية توجيه ضربة عسكرية ضد سورية، سيتعرض الشعب السوري لكارثة كبرى.

ولا يخفي على أحد أن الدول الغربية تهدف من خلال تغيير النظام في سورية إلى إضعاف إيران. وإذا أقدمت الدول الغربية على التدخل العسكري في سورية، فإن إيران وحزب الله اللبناني حتى الشيعة في العراق ربما لن تقفوا متفرجة أو مكتوفة الأيدي، الأمر الذي سيؤثر بشكل خطير في السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط.

وفي الحقيقة، فإن مواقف الدول العربية متباينة من قرارات جامعة الدول العربية الأخيرة. ويأمل الكثير من الناس في عودة جامعة الدول العربية إلى موقفها الأصلي وإعادة الوساطة العادلة في تسوية الأزمة السورية ودفع إجراء الحوار والمحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة. وإن الصين ستواصل بذل المزيد من الجهود في هذا الاتجاه، كما أنها على ثقة تامة في أن علاقات الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية ستشهد المزيد من التوطيد والتنمية.

بقلم آن هوي خو سفير الصين السابق لدى مصر

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي