CRI Online

"نزعة التدخل الجديدة" تجلب أضراراً لا نهاية لها

cri       (GMT+08:00) 2012-02-21 22:12:27

عقب استخدام الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بشأن سورية في مجلس الأمن الدولي، لجأت الدول الغربية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتمرير قرار بشأن سورية في ال17 من الشهر الجاري، بهدف فرض المزيد من الضغوط السياسية على الحكومة السورية حتى تغيير النظام فيها. وإن هذه التصرفات تدل على أن الدول الغربية تحاول نسخ "نموذج ليبيا" في سورية وتمارس "نزعة التدخل الجديدة" مرة أخرى، الأمر الذي ترفضه الصين وروسيا وغيرها من الدول.

عندما نستعرض القضية الليبية، يتضح لنا أن الدول الغربية تحت غطاء الإنسانية والقرار رقم 1973 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي، قامت بتوسيع منطقة الحظر الجوي الليبي وشن هجمات جوية على ليبيا بالإضافة إلى دعم المعارضة الليبية لتوسيع الحرب الأهلية في البلاد حتى الإطاحة بنظام معمر القذافي. لذلك أصبحت ليبيا حقل تجارب للنزعة الإنسانية الغربية أو نزعة التدخل الجديدة . السيد لي قو فو الباحث في المعهد الصيني للدراسات الدولية يقول :

" نزعة التدخل الجديدة المقصود بها استخدام الأزمة الإنسانية كذريعة للحصول على نوع من تفويض الأمم المتحدة لدعم المعارضة المسلحة في بلد ما بهدف إسقاط نظام البلد وإقامة نظام جديد تربطه بالدول الغربية علاقات وثيقة. وبعد الإطاحة بنظام معمر القذافي، تعتقد الدول الغربية أن هذا النمط ناجح جداً، ونلاحظ أنها تستعد الآن لنسخ " نموذج ليبيا " في سورية".

إن "نزعة التدخل الجديدة" تعمل ظاهريا لحل الأزمة الإنسانية، لكنها في الحقيقة سياسة القوة والهيمنة بذاتها، وتهدف إلى تصدير القيم الغربية إلى البلدان الأخرى وحماية مصالح الدول الغربية وبناء نظام دولي جديد يتفق مع مصالحها. ولا يخفي على أحد أن "نزعة التدخل الجديدة" باعتبارها وسيلة للتعامل مع القضايا الدولية بدأ تجلب أضرارا جسيمة لسلطة الأمم المتحدة وقواعد العلاقات الدولية. وقال سفير الصين السابق لدى إيران هوا لي مينغ :

" إن ميثاق الأمم المتحدة يهدف إلى حماية السلام في أنحاء العالم، ولم يخول مجلس الأمن الدولي بحق التدخل في شؤون الدول الداخلية. غير أن الحقيقة هى أن كثيرا من الحروب واسعة النطاق شنتها الدول الغربية باسم الأمم المتحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وسبق للولايات المتحدة أن شنت حربا في كوريا باسم قوات الأمم المتحدة، كما أنها ظلت تحاول تغيير النظام في البلدان التي تسميها ب"الدول المارقة" و"محور الشر" باسم حماية المدنيين. وإن الدول الغربية تحاول الآن الحصول على الضوء الأخضر من الأمم المتحدة مرة أخرى ونسخ " نموذج ليبيا " في سورية. والمشكلة هنا: من سيكون هدفاً قادماً لهم؟"

وفي الحقيقة، إن نزعة التدخل الجديدة للدول الغربية لا تضر بشكل خطير البلدان المعنية وشعوبهم فحسب بل تضر الدول الغربية ذاتها حتى أنها تضر التنمية والسلام في أنحاء العالم. وبشأن هذا، قال سفير الصين السابق لدى مصر أن هوي هو:

" إن " نزعة التدخل الجديدة " له أضرار كبيرة، أولا، تؤدى إلى مصرع وإصابة عدد كبير من المدنيين الأبرياء وخسائر فادحة في الممتلكات وعدم الاستقرار السياسي ومعاناة الشعب في البلاد المعنية. ثانياً، تؤثر تأثيرا سلبيا في الاستقرار والسلام في المنطقة. ثالثاً، فقدان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية سيجلب مشاكل لا نهاية لها للدول النامية بما فيها الدول العربية".

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي