|
||
arabic.news.cn (GMT+08:00) 2012-02-22 21:34:25 |
اقترح بعض الدول الغربية تسليح المعارضة في سورية بعد إخفاق مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من الشهر الجاري في تمرير مشروع قرار غير متوازن يهدف إلى إزاحة الرئيس السورى بشار الأسد من منصبه.
إن محاولات إشعال حرب أهلية في سورية أمر خطير للغاية إذ إنه يمكن أن يدخل البلد في المزيد من الإنقسامات الطائفية والعرقية.
والأكثر من ذلك، إن نشوب حرب أهلية دامية في سورية لن تكلف الشعب السوري ثمناً غالياً فحسب بل إنما سيكون له عواقب استراتيجية لا يمكن التنبؤ بها على المنطقة بأكملها .
ويشعر العديد من المراقبين في روسيا والصين بالقلق إزاء لعب بعض الدول الغربية على الأزمة في سورية لتعظيم مصالحها في الشرق الأوسط، وحشد الدعم لقوى المعارضة الموالية للغرب بدلاً من تحرير الشعب السوري.
ويرجع سبب سعيهم وراء زرع حلفاء لهم في دمشق إلى الأهمية الجغرافية الفريدة لسورية وعلاقاتها القوية مع إيران وحماس وحزب الله المسلح في لبنان.
ويبدو الضغط باتجاه "تغيير النظام" بدلاً من الحوار، هو الخطوة الأولى الواضحة للقوى الغربية لدعم وكلاء لها في الدولة.
الجدير بالذكر أن حكومة بشار الأسد مستعدة لبدء الاصلاحات التي يمكن أن تحسن من حياة الناس بشكل حقيقي وتصون حقوقهم.
فهناك استفتاء على مسودة دستور جديد يوم الأحد المقبل يسمح للمواطنين السوريين باختيار حريات جديدة وانهاء احتكار حزب البعث للسلطة، ووضع جدول زمني لانتخابات حزبية تعددية.
وبموجب مسودة الدستور، سينهى الرئيس السوري بشار الأسد ولايته الثانية ومدتها 7 سنوات في عام 2014 على الأكثر كما سينتهى حكم عائلته للبلاد الذي استمر 40 عاماً وينبغى أن تصبح خطة بشار الأسد رغم أنها ليست مثالية، بمثابة نقطة انطلاق للمزيد من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة.
إلا أن التدخل الأجنبي الذى يبرز في هيئة دعم مالي ومساعدات عسكرية للاحتجاجات المناهضة للحكومة، قد يعوق إجراء الاصلاحات ويجبر حكومة بشار الأسد اليائسة على النضال حتى النهاية.
وبينما تبحث الحكومات الغربية عن أسباب للتدخل، أثارت وسائل الإعلام الغربية أيضاً مخاوف إزاء أزمة إنسانية محتملة في عموم البلاد في حال ما لم تتم الإطاحة بنظام بشار الأسد من السلطة فوراً.
وبلغة بسيطة تارة وقوية تارة أخرى، قدمت التقارير صورة غير كاملة للجمهور في العالم حول الأزمة، مستهدفة بشار الأسد كسبب أساسي لإراقة الدماء في حين تتجاهل حقيقة أن بعض قوى المعارضة أيضا لجأت إلى العنف .
وفي سورية المضطربة في ظل التضييق المشدد على حركة وسائل الإعلام تبدو مهمة الوقوف على ما يحدث في البلاد بشكل مباشر وتقديم تقارير متوازنة صعبة للغاية. لكن لا ينبغى أن يصبح ذلك ذريعة لوسائل الإعلام الغربية بأن تكون بوقاً لمزاعم ناشطين لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.
إن ما يميز المأزق في سورية هو الدعوات الخارجية الكثيرة للاطاحة ببشار الأسد وصمت أغلبية الشعب السوري.
لا يبدو معروفاً للكثيرين من الغرباء ما اذا كان السوريون يريدون إطالة أمد الاضطرابات أو إجراء محادثات سلام فورية، ولا يجب أن يقرر الغرباء ذلك. إن السوريين فقط هم الذين يمكنهم التحدث بأنفسهم عن كيفية حل الصراع الدائر في بلدهم .
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |