قال السيد هوا لي مينغ، وهو باحث ضيف في المعهد الصيني للدراسات الدولية والمدير التنفيذي للجمعية الصينية لشؤون الأمم المتحدة والسفير السابق لدى إيران والإمارات العربية المتحدة، إن تحريض القوى الخارجية على العنف في سورية، ودفعها بقوة لتغيير الحكومة السورية، لن يسفر إلا عن حرب أهلية طويلة المدى في سورية.
وأشار في مقالة له بعنوان"الصين هي الصديق الحقيقي للشعب السوري" تم نشرها في "جريدة غلوبل تايمز" الصينية اليوم الاثنين (5 مارس) إلى أن الأزمة السورية ترتبت على تطلعات الشعب السوري للديمقراطية والإصلاح، واستياء الطائفة السُنية من نظام الرئيس بشار الأسد، ومن ثم تطورت لتصبح سياسة الشارع، غير أنّ الشعب السوري ما زال لديه فرصة لإيجاد حل يشمل مصالح جميع الطوائف العرقية والفصائل السياسية ويقدر على تقوية البلاد في جو غير عنيف، وهذا هو سبب رفض الصين للتدخل الخارجي في الأزمة السورية خلال الفترة الأخيرة، وأن هذا الموقف يمثل العدالة.
وقالت المقالة إن فرض القوى الخارجية تغيير النظام السوري بقوة قد تجاوز نطاق الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتحول إلى صراعات جيوسياسية قوية، وإن الصين لا تدعم تدخلاً عسكرياً ضد سورية أو فرض ما يسمى بـ"تغيير النظام" بالقوة. كما أكدت المقالة أن الصين لن تسعى لمصالحها الخاصة في سورية، بل تعتقد راسخا أنه من أجل تجنب نشوب حرب أهلية طويلة المدى في سورية، فإن الخيار الأكثر واقعية هو تعزيز المصالحة وإجراء حوار بدون أي شروط مسبقة بين الحكومة والمعارضة السوريتين، لأنه لا يمكن أن يحفظ على نحو فعال على وحدة سورية وسلامة استقلالها وأراضيها فحسب، بل أيضاً يأخذ في الاعتبار السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
