|
||
cri (GMT+08:00) 2012-03-14 16:35:09 |
وقال تشانغ في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء (13 مارس) في القاهرة:
"قدرت الأطراف المعنية مبادرة الصين حول الحل السياسي للأزمة السورية، وأعربت عن رغبتها في مواصلة الاتصال الوثيق مع الصين تجاه قضية سورية والقضايا الإقليمية والدولية الأخرى. وبعد هذه الزيارة، أعتقد أن الصين والدول العربية ستسعى إلى نفس الهدف في قضية سورية، ولا نريد أن نرى الاضطرابات في سورية ومنطقة الشرق الأوسط، ولا نريد أن نرى إغراق الشعب في الشقاء والعذاب، بل نرغب في أن نعمل مع الدول العربية ومن بينها السعودية ومصر على إيجاد حل عادل وحقيقي ومتسامح للأزمة في أسرع وقت ممكن."
هذا واستمرت الاشتباكات في سورية منذ مارس الماضي، مما أدى إلى خسائر بشرية فادحة. وظلت الصين تحث الحكومة السورية والمعارضة على وقف إطلاق النار بدون شروط مسبقة، وخاصة وقف أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء. وفي هذا الصدد، استبعد تشانغ احتمال تحسين الأوضاع الإنسانية وإطلاق حوار سياسي في حالة استمرار أعمال العنف في سورية، حيث قال:
"إن استمرار الأزمة وإراقة الدماء ألحق أضرارًا كبيرة بالشعب السوري، وقد يؤدي إلى اضطرابات في المنطقة. وبخصوص وقف إطلاق النار، ظللنا نقوم بأعمال الوساطة مع الحكومة السورية، وخلال الفترة الماضية، قام نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون ومبعوث وزير الخارجية الصيني السفير لي خوا شين بزيارتين لدمشق على التوالي. وخلال زيارتهما، بذلنا جهودا كثيرة، وأهم موقف عبرنا عنه هو وقف أعمال العنف. وكان موقفنا تجاه هذه القضية واضحًا للغاية، أي وقف كافة أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء، مهما كانت الظروف لدى الحكومة أو المعارضة."
وبخصوص طلب الدول الغربية والخليجية بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه، أوضح تشانغ أن مستقبل سورية ومصيرها يجب أن يقرره الشعب السوري بنفسه.
"نعتقد أن الشعب السوري وحده له الحق لتقرير مستقبل البلاد ومصيرها، لا حق للقوى الخارجية أن تقرر رحيل الرئيس السوري، هذا يعد المبدأ الأساسي للعلاقات الدولية. وبالنسبة للصين، فإن أي مشروع طالما كان يتفق مع مصالح الشعب السوري الجوهرية والطويلة المدى، وتسهم في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، فسنأخذ موقفًا إيجابيًا ومنفتحًا تجاهه."
يذكر أن بعض الدول المعنية تقوم مؤخرا بصياغة مشروع قرار جديد بشأن القضية السورية، ودعا تشانغ مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ أعمال مناسبة وبعث رسالة متفقة لهذه القضية، مشيرًا إلى أنه يجب على مشروع القرار إظهار آراء الأطراف المختلفة وتلقي قبول واسع من هذه الأطراف.
"إذا تضمن مشروع القرار تفويضا بالأعمال العسكرية أو تغيير النظام بالقوة، فسيكون المشروع غير مقبول. وتتحمل الدول الأعضاء لمجلس الأمن الدولي المسؤولية عن الحفاظ على الأمن والسلام، فيجب على الأطراف المعنية أن تجري مشاورات بشكل عادل وكاف وتعزز التضامن ولا تستعجل في إجازة المشروع. وفي الحقيقة، أدت الصين دائمًا دورًا إيجابيًا وبناءًا في إيجاد حل مناسب ومتسامح لقضية سورية في الإطار الأممي."
هذا وتدهورت الأوضاع الإنسانية في سورية حاليًا، وأعربت الصين عن اهتمامها تجاه هذا الشأن، حيث أعلنت الحكومة تقديم مساعدات مالية عاجلة تقدر بمليوني دولار أمريكي للشعب السوري من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأشار تشانغ إلى أن هذه المساعدات أظهرت اهتمام الشعب الصيني وتعاطفه مع الشعب السوري، وعبرت عن دعم الصين للمساعدات الإنسانية بمبادرة من الأمم المتحدة."
"تعد المساعدات الإنسانية أمرًا ملحًا، وندعو الأمم المتحدة إلى أداء دور رئيسي في تنسيق الأعمال الإنسانية، كما ندعو إلى إجراء تقييم موضوعي وكامل للأوضاع الإنسانية السورية من خلال هيئة محايدة تقبلها كافة الأطراف المعنية. وإضافة إلى ذلك، أريد أن أؤكد على عدم تسييس القضية الإنسانية، وإلا، سيعد ذلك تدنيسا للروح الإنسانية وتصرفا غير مسؤول بحق الشعب السوري.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |