خطة عنان دخلت مرحلة "عسيرة" مع بدء تنفيذها في سورية

مع دخول خطة المبعوث الأممي إلى سورية كوفي عنان يوم الخميس (12 إبريل) حيز التنفيذ، يصعب تكهن مدى فرص نجاحها وآفاقها المستقبلية، لكن يمكن التأكيد على أن الخطة دخلت مرحلة "عسيرة" في ظل تفاقم شكوك حول جدية الأطراف بسورية، حسب بعض المحللين.

وأعلنت دمشق يوم الأربعاء وقف مهام القوات المسلحة اعتبارا من صباح يوم الخميس تنفيذا لخطة عنان لكنها شددت على أن القوات المسلحة تحتفظ بحق الرد بما يتناسب مع أي هجمات تنفذها الجماعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين وقوات الحكومة أو الممتلكات العامة والخاصة.

كما أعلن "الجيش الحر" المعارض أنه أبلغ ممثلين عن عنان بأنه إذا التزم النظام السوري بالخطة وسحب قواته من المدن فسوف يلتزم الجيش الحر بدوره بالخطة، مؤكدا أنه سيرد على أي هجوم من جانب الجيش السوري.

ورغم إعلان الجانبين التزامهما بوقف إطلاق النار، وفقا لخطة عنان إلا أن هذا الإعلان ليس بإمكانه إزالة الكثير من العقبات والتحديات التي ستظهر خلال مراحل التطبيق.

وطالبت سورية يوم الأحد الماضي عنان بالحصول على ضمانات مكتوبة بشأن قبول المجموعات الإرهابية المسلحة وقف العنف بكل أشكاله، وكذلك ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية.

وكانت مدينة اسطنبول التركية قد استضافت أعمال مؤتمر "أصدقاء سوريا" الثاني مطلع إبريل الجاري، بحضور ممثلي أكثر من 70 دولة بينها واشنطن لبحث سبل زيادة الضغط على الحكومة السورية لوقف العنف المستمر منذ أكثر من سنة والاتفاق على عملية انتقال سياسي سلمي.

فيما تدعم الدولتان الخليجيتان السعودية وقطر فكرة تسليح المعارضين السوريين.

ومن المرجح في ظل هذا الانقسام في المواقف بين السلطة والمعارضة، ألا تقود خطة عنان إلى تسوية سياسية شاملة في البلاد، خصوصا وأن الدعوة إلى الحوار بين الفرقاء السوريين، وفقا للخطة، تفسره المعارضة وفق غاياتها، فهي ترفض أي حوار مع السلطة سوى الحوار أو التفاوض على نقلها.

بينما ترغب السلطات السورية في حوار وطني يقود إلى حل الأزمة.

لذلك تعد خطة عنان الفرصة الأخيرة، وفقا للكثير من التحليلات، في إنهاء الأزمة بسورية، وبالتالي فهي تحتاج إلى التعاطي معها بحرص وحذر من جميع الأطراف، والسعي إلى تطبيق بنودها على الأرض خصوصا وأنها حظيت بترحيب المجتمع الدولي.

ولوحظ أن الهدوء قد ساد العديد من المناطق في سورية في الساعات التي أعقبت دخول اتفاقية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ولعل هذا يعد مؤشرا على حسن النوايا، لكنه لا يلغي أن ثمة هواجس ومخاوف قد تقود الخطة إلى الفشل.

وقال محللون إن خطة عنان دخلت الآن مرحلة الامتحان الصعب والعسير وهي بحاجة إلى جهود جميع الأطراف كي تحظى بفرص النجاح.