|
||
cri (GMT+08:00) 2012-07-24 11:34:30 |
تبنى اجتماع وزاري لجامعة الدول العربية يوم الإثنين ( 23 يوليو) قرارا يدعو إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه وتشكيل حكومة انتقالية تتكون من المعارضين السوريين. بينما لا تزالالقوات الحكومية السورية تسيطر على العاصمة دمشق وما حولها من الأحياء وتشتبك مع قوى المعارضة في ثاني أكبر المدن السورية حلب وبعض الأحياء الأخرى، وإن الأوضاع الأمنية في هذه المناطق ما زالت متوترة بصرف النظر عن عودتها تحت سيطرة القوات الحكومية يوم الإثنين. وذكرت مصادر المعارضة السورية أن رجال قوات الأمن اقتحموا أحياء سكنية حيث قاموا بإشعال النيران على المنازل وتقويض المحلات. بينما أفادت التلفزة الوطنية السورية أنه قد تم طرد الإرهابيين المسلحين من دمشق وأن القوات الحكومية قد سيطرت عليها من جديد. وحسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الإثنين فإن القوات الحكومية خلال اشتباكها مع المسملحين في مدينة حلب استخدمت المدافع الثقيلة للقصف مما ألحق خسائر خطيرة على المنازل والمخازن والسيارات فهرب المحليون من ديارهم. وذكرت مصادر الجيش الحر أن رجال الجيش الحر اشتبكوا مع القوات الحكومية في بعض الأحياء السكنية حيث نسفوا دبابتين لها كما أن الاشتباكات بين الجانبين ما زالت مستمرة في أرياف دمشق ومدينتي إدلب والدرع، الأمر الذي أدى إلى سقوط البعض بين قتيل وجريح.
وأمام التدهور المستمر للأوضاع السورية عقدت جامعة الدول العربية يوم الأحد ( 22 يوليو) بالعاصمة القطرية الدوحة اجتماعا وزاريا حيث تبنت قرارا خاصا بالأزمة السورية يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن منصبه وتشكيل حكومة انتقالية تتكون من المعارضة السورية والجيش الحر والفصائل ذات النفوذ السياسي. كما وعد القرار بأن تقدم الجامعة المساعدة لبشار الأسد وأفراد عائلته لمغادرة سورية بشكل آمن. وأكد القرار ضرورة ضمان سلامة أراضي سورية وتسليم السلطة بشكل سليم داعيا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الموافقة على إنشاء منطقة آمنة في سورية لحماية أمن وسلامة المواطنين المحليين. وقال رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم في مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع الوزاري إن بشار الأسد يجب أن يتخذ قرارا شجاعا لإنقاذ سورية من نيران الحرب المشتعلة أشد فأشد داعيا المعارضة السورية والجيش الحر إلى بدء تشكيل حكومة وحدة وطنية.
أما على الصعيد السوري فرفضت الحكومة السورية قرار الجامعة. حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي عقده يوم الإثنين أن هذا القرار يعتبر تدخلا فظا في الشؤون السورية الداخلية وأن مصير الحكومة السورية لا يمكن أن يقرره إلا أبناء الشعب السوري الذين هم أصحاب الدولة. وإذا كانت الدول العربية تأمل في وقف إراقة الدم في سورية فيجب عليها وقف تقديم الأسلحة للمعارضة السورية ووقف الادعاءات غير الواقعية. كما أكد مقدسي أن الحكومة السورية تقبل خطة السلام التي طرحها آنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وأن ما قامت به القوات الحكومية ا لسورية هو من أجل الدفاع عن النفس وعن الشعب وأن الأوضاع الأمنية الأخيرة في سورية شهدت تحسنا كبيرا بالمقارنة عن الأيام الماضية.
وردا على التكهن باحتمال استخدام القوات الحكومية السورية لأسلحة كيماوية أكد مقدسي أن سورية لن تستخدم الأسلحة الكيماوية إلا إذا تعرضت لعدوان خارجي وأنها لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد المواطنين الأبرياء في أي حال من الأحوال.
وجاء في بعض التحليلات أن نيران الحرب لم تطفأ في دمشق بشكل نهائي فإن نيران الاشتباكات اشتعلت في حلب مما يظهر تزعزع أساس حكم بشار الأسد. ومع الازدياد المستمر لعدد القتلى والجرحي بسبب اشتداد الاشتباكات بين جانبي الصراع في سورية أصبحت مواقف جامعة الدول العربية بضرورة تنحي بشار الأسد عن منصبه موحدة. وأصبحت السلطة السورية الحالية معزولة على المسرح الدولي.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |