المحرر السياسي للدستور الأردنية: ستكون هناك نسخة أسوأ من النموذج العراقي في حالة تنحى الرئيس السوري

مع اشتداد الأزمة السورية يتدفق عدد متزايد من اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة ومنها الأردن وتركيا. فما هي التأثيرات على الأردن بسبب تواصل تدفق النازحين السوريين إليها؟ وهل ستتوقف الاشتباكات المسلحة في سورية في حالة تنحى الرئيس بشار الأسد عن السلطة؟ طرح مراسل إذاعة الصين الدولية مؤخرا هذه التساؤلات على ماهر أبو طير، المعلق السياسي الأردني المشهور والمحرر السياسي لصحيفة الدستور الأردنية.

وقال أبو طير إن الأزمة السورية بدأت من مطالبة الشعب السوري للإصلاح لكنها شهدت تغيرات جوهرية، حيث "لم تعد ثورة كما كانت في البداية"، وتتدخل في المشهد السوري أطراف ودول خارجية مثل تيار إخوان المسلمين وأجهزة المخابرات الأمريكية والتركية والعربية وبالتالي تحولت سورية إلى مسرح للنزاع بين القوى الكبري.

وأعرب أبو طائر عن قلقه إزاء تدفق أعداد متزايدة من النازحين السوريين إلى الأردن والتأثيرات الأمنية والاقتصادية الخطيرة الناجمة عن ذلك على الأردن، متوقعا أن يؤدي توقف الأنشطة التجارية بين الأردن وسورية إلى ارتفاع أسعار البضائع في الأردن بنسبة 50% على الأقل.

وتعليقا على ما ألمح إليه نائب رئيس الوزراء السوري قبل أيام من إمكانية مناقشة مسألة تنحي الرئيس بشار الأسد في إطار حوار سياسي، يرى الكاتب السياسي الأردني أن سورية ستجد نفسها أمام "نسخة أسوأ من النموذج العراقي" إذا تنحى بشار الأسد عن منصبه .

من ناحية أخرى، ذكر أبو طير أن بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية ومنها قناة الجزيرة بالغت في الأحداث بسورية، معتقدا بأنه ليس هناك وسائل إعلام عربية حيادية في الملف السوري، لأن القضية لم تعد "قضية شعبية كما بدأت، واليوم أصبحت صراعا سياسيا وأمنيا عالميا في الملعب السوري".

وعبر أبو طير عن أمله في أن تحل الأزمة السورية بشكل سلمي بفضل الوساطة التي سيقوم بها الأخضر ابراهيمي المبعوث الجديد للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، محذرا أنه في حالة توسع الحرب إلى الأردن، سيواجه الشعب الأردني وضعا صعبا للغاية بسبب الموقع الجعرافي للبلاد.