الخبيرة تقول إن ارتفاع أسعار الأغذية في العالم سيترك تأثيرا محدودا على الصين

أثار الارتفاع العالمي لأسعار الأغذية الناتج عن حدوث تغيرات هائلة في المناخ اهتمام العالم مؤخرا. وما هي تأثيراته للأمن الغذائي وأسعار الأغذية في الصين؟ من أجل الرد على هذا السؤال، أجرى مراسل إذاعتنا مقابلة صحفية مع السيدة نيه فنغ يينغ – الباحثة في قسم بحوث المعلومات الزراعية بأكاديمية العلوم الزراعية الصينية، حيث ترى السيدة نيه أن انخفاض إنتاج الحبوب وارتفاع أسعار الأغذية في العالم سيترك تأثيرا محدودا على الصين.

منذ بداية هذا العام، انخفض إنتاج الذرة والصويا وغيرهما من الحبوب الغذائية انخفاضا كبيرا ومستمرا بسبب تأثيرات الجفاف وغيره من الطقس المتطرف في الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من الدول الرئيسية المنتجة للحبوب، الأمر الذي جعل أسعار الأغذية في العالم ترتفع بصورة كبيرة. وتظهر البيانات أنه منذ شهر يونيو الماضي، ارتفع سعر الذرة بنسبة خمسين بالمئة في العالم حتى وصل إلى الذروة ، بينما ارتفعت أسعار الصويا وغيره من الحبوب بنسبة ثلاثين بالمئة.

وعن هذا الموضوع، قالت الخبيرة نيه فنغ يينغ إن ذلك سيؤدي إلى نقص في الأنواع المعينة من محاصيل الحبوب في العالم، ولن يترك تأثيرا كبيرا للأمن الغذائي بصورة كاملة.

"بصورة عامة، رغم أن الجفاف يحل في الولايات المتحدة وروسيا وكثرة الأمطار في البرازيل أدى إلى انخفاض إنتاج الحبوب، غير أن المحاصيل الرئيسية المتضررة من ذلك تشمل الذرة والصويا فقط، وانخفض إنتاجهما بصورة ملحوظة في العالم، ولكن كمية تموين هذه الحبوب وتخزينها في العالم ما زالت كافية. وحالة التموين في سوق القمح جيدة نسبيا وأحسن من نظيرتها للذرة والصويا. ووفقا لتقديرات وزارة الزراعة الأمريكية في شهر أغسطس، سيتم إنتاج القمح بشكل جيد في الولايات المتحدة هذا العام. ونرى أن الجفاف في الولايات المتحدة وغيرها من الدول سيؤدي إلى نقص في الأنواع المعينة من محاصيل الحبوب في العالم، ولن يترك تأثيرا كبيرا على الأمن الغذائي بصورة كاملة في العالم."

في الصين، يعتمد إنتاج القمح والذرة والأرز باعتبارها ثلاثة محاصيل غذائية رئيسية على الاكتفاء الذاتي. ويعتمد الصويا فقط على الاستيراد من الخارج بصورة كبيرة، لأن أكثر من 70% من كمية تموين الصويا في الصين تعتمد على الاستيراد. وترى السيدة نيه فنغ يينغ – الباحثة في قسم بحوث المعلومات الزراعية بأكاديمية العلوم الزراعية الصينية أن ارتفاع أسعار الأغذية في العالم سيترك تأثيرا رئيسيا في تموين الصويا في الصين، وكذلك سيترك تأثيرات على أسعار اللحوم وزيت الطعام والمنتجات المتعلقة به.

" سيترك ارتفاع أسعار الذرة والصويا تأثيرا على الصين إلى حد ما، لأن أكثر من نصف كمية تموين الصويا في الصين تعتمد على الاستيراد. وتستخدم المنتجات المصنوعة من الصويا كأعلاف بشكل رئيسي، فارتفاع سعر الصويا سيترك تأثيرا محدودا على أسعار اللحوم ومنتجاتها في الصين. وبدأت الصين تستورد الذرة منذ العام الماضي، ولكن كمية الاستيراد ليست كبيرة. فيمكن القول إن ارتفاع أسعار الحبوب، وفي مقدمتها الصويا، في هذا العام سيترك تأثيرا محدودا على الصين، ولكن تأثيراته ستقتصر على اللحوم وزيت الطعام وغيرها من المنتجات المتعلقة به."